رحلة العائلة المقدسة لمصر تاريخيا ( جزء 1 )

هروب العائلة المقدسة لمصر

===================


ملاك الرب يظهر ليوسف فى حلم وقال له :

قم وخذ الصبى وأمه وأهرب لأرض مصر لأن هيرودس مزمع أن يقتل الصبى


خرج يوسف منفذاً أمر الملاك , واخذ معه سيدة الكل القديسة العذراء مريم وتمطتى حماراً وتحمل على ذراعيها الرب يسوع , ويوسف بجانبهما يقود حماراً (1) وقد صحبتهم أيضاً سالومى (2) وكان لها أسم آخر فعرفت فى الأنجيل بأم أبنى زبدى (3) .

خرج يوسف من بيت لحم بالأراضى المقدسة متجها إلى أرض وادى النيل , وكانت الصورة التى يجب أن نتأملها رجل عجوز يقود حماراً عليه السيدة العذراء حاملة الرب يسوع وخلفهما عجوز أخرى هى سالومى إلى اين يمضى ؟ لم يكن يعلم كيف سيعيش فى أرض غريبة ؟ كيف سيأكل هو ومن معه ؟ أين يحتمى من حر الصيف وبرد الشتاء؟ كان كل همه ان ينفذ وصية الرب التى أتته فى حلم لم يشك فى مواعيد إلهنا لأنه كان عنده رجاء , فتشبة بأب الآباء إبراهيم الخليل الذى أطاع أمر الرب وترك أرضة وعشيرته (4) وخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتى (5)

وتأمل آخر يجب أن نتجه إليه بأفكارنا عن هذه الفتاة الصغيرة العذراء مريم ؟ التى تحمل أبنها من المرجح أن عمرها لم يكن يتجاوز 15 سنة وبالرغم من هذا كانت مستعده للتضحية بالهجرة من بين أهلها ووطنها ولسان حالها يقول لأبنها : " أهرب يا حبيبى وكن كالظبى أو كغفر الأيائل على جبال الأطياب" (نشيد الأنشاد 8: 14) فى الصورة الأثرية المقابلة الموجودة فى دير العذراء مريم المعروف بالمحرق تمثل السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف البار ممسكاً براس حمار يقوده , ويظهر فى الصورة والشجرة وأوراقها متدليه منحنية وفى الطرف الشمالى يظهر ملاك متعبداً للرب يسوع المسيح

وحينما خطت خطوات العائلة المقدسة المكونة من أربعة افراد وأبتدات رحلة هروبها ولمست أرجلهم تراب وادى النيل تباركت للوقت أرض مصر هوذا الرب يسوع قادم إلى ارض مصر افرحى يا بنت مصر لأنه جائك ملكا يملك على قلبك إلى الأبد إقبله يا ابن مصر مخلصاً لأنه سيقود شعبك ويسكن معك على أرضك إلى يوم الساعة أقرأ وعد الوحى الإلهى على لسان أشعياء النبى اليهودى الذى جاء قبل المسيح بمئات السنين عن أن الرب نفسه قد حطم أوثان مصر فقال : " وحى من جهة مصر و هو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر , فترتجف (6) أوثان مصر من وجهه , ويذوب قلب مصر فى داخلها (7) "

وفسر آباء الكنيسة فى مواضع عديدة إن السحابة التى ركبها الرب فى قدومه إلى مصر هى مريم العذراء (8) لأن مريم هى فى بياض السحابة وطهارتها , وفى خفتها ورقتها , وسموًها ورفعتها .

تحطم أوثان مصر أمام إلهها الحقيقى

وإرتجفت اوثان مصر من هيبة الرب يسوع وجلال إلوهيته وقوته , وتزلزلت الأرض تحت أقدامها ومالت بثقلها الحجرى فتحطمت وتكسرت أمام رجلى الصبى القادم غلى مصر وقد روى المؤرخون هذه الحادثة فقالوا : " أن الأصنام كانت تتكسر لدى ظهوره أمامها , والبرابى أقفرت من شياطينها "(9)

وذاب قلوب كهنة الأصنام خوفاً وهلعاً , ودهشة وفزعاً , فهرعوا إلى حكام مصر لينصرهم على القادم الصغير ولكنه لم يكن سلطان الظلمة له سيطرة عليه , وفى أثناء هروب العائلة المقدسة من بلدة إلى أخرى كان يؤمن بعض المصريين بالرب يسوع و ولكنه كان يجد الكره والعداوة من بعضهم ألاخر ومن كهنة الأوثان وخدامها لفقدهم أرزاقهم , فحلت على الأولين بركته وعلى الآخرين هيبته .

وما احلى تعليق دينيس DENYS LE CHARTREUX على أشعياء النبى (أشعياء 19: 1) فقال : " كما تحطم تمثال داجون أمام التابوت المقدس هكذا سقطت تماثيل مصر عند مجئ يسوع , إذ لم تقوى على مواجهة حضورة " (10)

أما المؤرخ بلاديوس PALLADIUS أسقف هيلينوبوليس Helenopolis وهو من رجال القرن الرابع الميلادى ذهب بنفسه إلى إقليم الصعيد إلى " منطقة الأشمونيين " حيث ذهب الرب يسوع مع مريم ويوسف إتماماً لكلام الرب على لسان أشعياء (أشعياء 19: 1) الذى قال : " هو ذا الرب يركب على سحابة سريعة ويدخل مصر , فتتزلزل أوثان مصر من وجهه ويذوب قلب مصر فى داخلها " وقال المؤرخ : " وقد رأينا أيضاً هناك بيت الأوثان حيث سقطت جميع الأوثان التى فيه على وجوهها عندما دخل مخلصنا المدينة "(11)

عيد الكنيسة القبطية لذكرى دخول السيد المسيح والعائلة المقدسة لأرض مصر

تعيد الكنيسة القبطية لذكرى دخول المسيح أرض مصر فى 24 من شهر بشنس القبطى , ويعتبر هذا العيد من أعياد المسيحيين ألقباط السيدية الصغرى .

ويتغنى شعب الكنيسة لهذه الذكرى العظيمة , مشيده لألهنا الرب يسوع الذى أنعم على بلادنا بالبركات , والشرف العظيم الذى خلعته عليها الزيارة الخالدة وهذه الرحلة التى بها تقدست بلادنا .

وذلك بترنمهم بكلمات ذكصولوجية اليوم 24 من بشنس فيتغنون بلحن قائلين"

إفرحى وتهللى يا مصر ( أو يا أهل مصر) وكل بنيها , وكل تخومها , فإنه اتى إليك محب البشر الكائن قبل كل الدهور " فى الصورة المقابلة النص باللغة القبطية وهى اللغة المكتوبة بالحروف اليونانية والمنطوقة باللغة الفرعونية القديمة


++++++++++++++++++++++++++++++++++

(1) أجمعت كل المصادر الشرقية والغربية أن وسيلة السفر التى حملت السيدة العذراء كانت حماراً , وسار يوسف إلى جانب الحمار ممسكاً بمقوده حسب المتبع فى تقاليد الشرق , ولم تكن هذه الصورة غريبة فى الكتاب المقدس فقد قدمها لنا سفر الخروج واصفاً رجوع موسى النبى من بلاد المديانيين إلى مصر : " فأخذ موسى إمرأته وولديه وأركبهم على الحمير , ورجع إلى أرض مصر وأخذ عصا الله بيده .. " ( الخروج 4: 20"

(2) راجع انجيل كاروز الديار المصرية مرقس (مر15: 40) و (مر16: 1) ومن المصادر التاريخية وغيرها التى التى ذكرت أن سالومى أو سالوما قد صحبت العائلة المقدسة إلى مصر من بيت لحم هى :-

ا- السنكسار القبطى .. وضع الأنبا بطرس الجميل أسقف مليج والأنبا ميخائيل أسقف أتريب , والأنبا يوحنا أسقف البرلس - القاهرة 1936 الجزء الثانى ص 143 تحت اليوم 24 من شهر بشنس .

ب- وفى الذكصولوجية القبطية موجودة فى مكتبة الفاتيكان ورد فيها : " فقام يوسف , واخذ العذراء , والصبى معها وسالومى العجوز" فى الصورة المقابلة النص باللغة القبطية وهى اللغة المكتوبة بالحروف اليونانية والمنطوقة باللغة الفرعونية القديمة

جـ - وفى الدفنار تحت يوم 8 بؤونة حيث يقال نفس العبارة السابقة باللحن الأدام : " ويذكر أسم سالومى مرة أخرى فى اللحن الواطس تحت نفس اليوم .

د - وفى ميمر البابا تاوفيلس بطريرك الأسكندرية من المخطوطات الأثيوبية .

Legends of Our Lady Mary the Perpetual Vergin and Her Mother Hanna. Translated from the Ethiopic Manuscrpts by E.A.W. BUDGE, London, 1922,p. 67.

هـ - ميمر البابا تيوثيئوس بابا الأسكندرية

BUDGE, Legends of Our Lady p. 84.

P. De. LAGARDE, AWBYPTIACA, Gottingen, 1896, F. ROBINSON, Coptic Apocryphal Gospel, in Texts and Studies, vol. IV, 2 (Cambridge) 1896 p. 133

ز- ورد أيضاً فى كتاب تاريخ الكنيسة القبطية لـ منسى القمص ص3

(3) راجع أنجيل القديس متى ( متى 20: 20) (متى27: 56)

(4) (سفر التكوين 12: 1)

(5) الرسالة إلى العبرانيين 11: 8)

(6) أو فى ترجمة أخرى فتتزلزل

(7) (سفر أشعياء 19: 1)

(8) ورد فى كتاب الدفنار تحت اليوم 24 من يشنس (طرح الآدام) .. " أسبح المسيح مخلصى , وامجد أمه العذراء السحابة الخفيفة التى نزلت إلى مصر , أعنى مريم العذراء القديسة وهى حاملة ربنا يسوع المسيح"

وجاء أيضا فى طرح واطس : " نزل المسيح إلى مصر على سحابة خفيفة , التى هى مريم والدة الإله القديسة , ومخلصنا يسوع المسيح راكباً على ذراعيها الطاهرين وهو طفل صغير كتدبيره .. "

راجع أيضاً كتاب " ألمة القبطية وكنيستها الرثوذكسية " بقلم الإرشيدياكون فرنسيس العتر , القاهرة - سنة 1953 ص 11

(9) راجع مقال " دخول السيد إلى مصر " للأب يعقوب موزر - مجلة الصلاح - مايو 1933 ص 235

(10)" Comme I' idole de Dagon se brisa devant I'arche saint, ainsi les idoles de I' Egypte tombe'rent a' Ia'rrive'e de Je'sus, ne pouvant supporter sa pre'sence".

M. JULLIEN. L'Egypte, p. 243.

(11) PALLADIUS. The Paradius, london. 1906 vol, p. 304.

====================================================================


رحلة العائلة المقدسة
==============

رحلة العائلة المقدسة وهروبها فى
بلاد الوجه البحرى بمصر

""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""


وصول العائلة المقدسة إلى مدينة تل بسطة
=========================

ووصلت العائلة المقدسة إلى تل بسطا (1) فى 24 بشنس وبارك المدينة وعندما ووصلوا إليها ظهراً وجلسوا تحت شجرة خارج المدينة ليستظلوا تحتها من وهج الشمس وحرارتها وفى فترة راحتهم من عناء السفر طلب الرب يسوع من العذراء مريم أن يشرب فحملته بين ذراعيها وإتجهت إلى القرية فلم يحسن أهلها إستقبالها وكانوا قساة القلوب وطفلها التى تحمله بين ذراعيها , فتألمت العذراء مريم وعادت حزينة بالطفل يسوع دون أن يشرب , فقام يوسف النجار وأخذ قطعة من الحديد يعتقد أنها من أدوات النجارة التى أتى بها ليعمل فى مصر ويعول عائلته وضرب بها الأرض بجوار الشجرة يعتقد أنه أراد حفر الأرض وإذا بالماء يتفجر وينبوع مياه عذبة أرتووا منه جميعاً وملأوا قربهم التى فرغت , أما طريقة خروج النبع الذى ذكره المتنيح الأنبا غريغوريوس معتمداً على المصادر التاريخية (2) فقد كان مختلفاً فقال : " عندما رفض أهالى المدينة شيئاً من الماء للصبى , فتألمت وصارت تبكى , ولما رآها يسوع تبكى مسح بيديه الصغيرتين دموعها ثم رسم بأصبعة دائرة على الأرض , وفى الحال تفجر نبع حلو كالعسل وأبيض كالثلج وهناك وحينئذ وضع الرب يسوع يديه الطاهرتين فى الماء وقال : " كل من يأتى ويستحم فى ماء هذا البئر فى مثل هذا اليوم من كل عام يشفى من جميع أمراضه , وليكن لعون وصحة وشفاء نفوس الذين يشربون منه وأجسادهم "

ولكن لم يكن كل الذين فى تل بسطا قساة القلوب فقد حدث أن مر بهم رجلآ من اهل البلدة قادم من خارجها وأسمه قلوم (3) ومر بهم ورآهم فتكلم معهم وعرف قصتهم وتملكه العجب عندما رأى ينبوع المياه بجانبهم حيث أنه يعرف المكان جيداً فدعاهم إلى منزلة وأكرم ضيافتهم .

ومكثوا عند الرجل فترة من الزمن , وحدث أن خرجت العذراء مريم حاملة طفلها الرب يسوع وسارت فى المدينة وإذا بأصنام المدينة تسقط على وجوهها على الأرض وتتكسر وهربت منها شياطينها التى تخدمها ولما علمت الكهنة أنه توجد قوة فى هذا الطفل وأن مصدر رزقها من خدمة الأصنام سينتهى فذهبوا إلى والى المدينة فغضب وامر بقتل الصبى الذى تسببت قوته فى تدمير أصنام تل بسطا مما يذكر ان ان أسفار اليهود الموحى بها ذكرت أنه عندما يذهب الرب إلى ارض مصر تتكسر أصنامها .

وعلم الرجل الصالح قلوم بان الوالى يطلب الصبى ليقتله أخبر العذراء ومن معها فهربوا جميعاً وقبل أن يتركوا منزل الرجل الفاضل قلوم بارك الرب يسوع له المجد المنزل بقوله : " إن السلام والبركة تحلان على منزلك كل أيام حياتك بسبب قبولك لنا وما صنعته لنا وسوف يخلد أسمى على هذا البيت إلى الأبد " .

وهى من المدن المصرية القديمة التى ذكرت فى التاريخ الفرهونى وكان أسمها المصرى الفرعونى القديم Per Bastit وتعنى مدينة ألالهه وأصبح اسمها القبطى بو باست Boubast وكذلك كان أسمها العبرى كما ورد فى قاموس جونيه جغرافية أميلينو لا يختلف عن هاذين الأسمين Pibeset .

والآن لايوجد من مجد هذه المدينة القديمة غير تل أثرى يعرف بتل بسطا بجوار مدينة الزقازيق محافظة الشرقية (4) , ومعظم آثارها الحالية التى اكتشفت حتى الآن من العصر الفرعونى والبطلمى , إلا أن أبى المكارم المؤرخ قد ذكر تل بسطة فى مخطوطه الذى كتبه فى القرن 12

رحيل العائلة المقدسة إلى الشرقية " المحمة "
=========================

ذكر أبى المكارم المؤرخ كنيسة السيدة العذراء من الشرقية (5) ( قال فى حاشية الكتاب أسفل الصفحة أن المحمة شرقية لا تعرف مكانها حالياً , وتوجد المحمة فى التل الكبير - التل الكبير فى محافظة الشرقية فهل هو الموضع الذى ذكره أبو المكارم ) فى مخطوطه الذى كتبه فى القرن 12 وقال : " بجانبها بئر معين وعليها قبه محكومة بالطوب الآجر , ذكر أن السيد المسيح ووالدته العذراء مريم والشيخ يوسف النجار جلسوا عند هذا البئر وشربوا منه , وكان الناس يأتون إلى هذا البئر ويستحمون منه ويشفون من امراضهم ويحملوه إلى منازلهم وكانت هذه الكنيسة قد تهدمت وجددها أولاد سلسيل وكرزها أنبا غبريال أسقف أشموم ومعه جماعة أساقفة وكان تكريزها فى اليوم 8 من بؤونة سنة 901 للشهداء الأبرار (1185م) صلاتهم تكون معنا آمين "

رحيل العائلة المقدسة إلى مسطرد " المحمة "
==========================

وتركت العائلة المقدسة تل بسطا ووصلوا إلى مكان قفر وأستظلوا من عناء السفر تحت شجرة كانت هناك ووجدوا ينبع ماء فنظفت السيدة العذراء مريم ملابسهم وغسلت ابنها "حمته" وما زال يطلق على هذا المكان اسم المحمة (6) حتى يومنا هذا ------------- فى الصورة المقابلة بئر مسطرد نبع الماء

ومسطرد مدينة قديمة وأسمها فى الكتب القديمة "ميت سرد" وكان بها كنيسة بأسم القديسة العذراء مريم وبها يئر ماء يشفى المرضى المؤمنون بشفاعتها ,

وفى عام 1185م قام البابا مرقس الثالث البابا 73 قام بتكريس الكنيسة , وما زالت هذه الكنيسة قائمة حتى ألان تقام بها نهضة روحية فى اليوم 7و 8 من شهر بؤونة من كل سنة بمناسبة عيد تكريس الكنيسة ويوافق يوم 14 و 15 من شهر يونيو من كل عام ويحضر المئات من الألاف من المصريين مسيحيين ومسلمين من الزوار للتبرك والإحتفال بهذه المناسبة حيث يشاهد العشرات من الذين تسكنهم الرواح النجسة وكذلك المرضى يطلبون الشفاء .

وذكر الأستاذ نشأت زقلمة (7) أن : " العالم فانسلب Vansleb زار الكنيسة وقد رأى أيقونة نادرة مرسومة على رق غزال رسم عليها صورة يمثل العائلة المقدسة ومعهم القديسة سالومى , ووصف الأيقونة بأنها إعجازية وتشفى الأمراض " الصورة المقابلة كنيسة مسطرد اليوم

وقد باركت العائلة المقدسة بزيارتها مرتين المرة الأولى وهى قادمة إلى مصر هرباً من هيرودس والمرة الثانية فى رجوعها ثانية وعودتهم إلى بلادهم .

وتقول الدكصولوجية من كتب الكنيسة القبطية (8) " وعندما عاد ربنا إلى المحمة أنبع نبع ماء , وهو لا يزال موجوداً إلى هذا اليوم فى ذلك المكان يشفى كل من يستعمله , فينال بركة العذراء أم مخلصنا وكلية القداسة وبركة الكنيسة التى بنيت على أسمها "

وهناك حجر صغير من معبد فرعونى يعتقد أنه بحلول السيد المسيح فى المنطقة إرتجت أوثانه وأصنامه وسقطت وإنهار المعبد الفرعونى .

العائلة المقدسة تدخل بلبيس
================

وبعد أن تركت العائلة المقدسة مسطرد وصلوا إلى مدينة بلبيس (9) التى تبعد عن مصر (بابليون) بمسافة حوالى 55 كم تقريباً وحينما أقتربت العائلة المقدسة من المدينة كان يغادرها جنازة (نعشا) نحمولاً على ألأكتاف لطفل لأمرأة أرملة تقطن مدينة بلبيس , فلمس الطفل يسوع النعش فاقامه رب المجد يسوع المسيح من الموت وتكلم الطفل القائم فى الحال وقال : " هذا هو الإله الحق مخلص العالم الذى أتى متجسداً من هذه العذراء " فلما سمعت الجموع تعجبت وآمنت به إلهاً ومخلصاً واصبح هذا الطفل حديث المدينة .

ويروى التقليد المحلى أن فى بلبيس شجرة أستظلت تحتها العائلة المقدسة , وأطلق عليها سكان بلبيس أسم شجرة العذراء مريم , يجلها المسيحيون والمسلمون من أهل المدينة , ويدفن المسلمون من حولها أمواتهم الأعزاء تبركاً بالشجرة التى يعتقدون أن مريم أم الرب يسوع إستظلت تحتها , وإحتراماً للمكان الذى أقامت فيه العائلة المقدسة فترة من الزمن .

ويروى سكان بلبيس أن عسكر نابليون بونابرت عندما مروا من بلبيس , أرادوا قطع هذه الشجرة ليستفيدوا بخشبها ويطبخون عليه طعامهم , فلما ضربوها بالفأس أول ضربة , بدأت الشجرة تدمى , فإرتعب العسكر , ولم يجرؤوا ان يمسوها (10)

وبنى فى هذا المكان جامع عثمان بن الحارس الأنصارى , فى وسط المدينة , عند ملتقى شارع ألنصارى بشارع البغدادى , تذكاراً لزيارة العائلة المقدسة لمدينة بلبيس (11)

وقد باركت العائلة المقدسة هذه البلدة مرتين فقد ذكر البابا ثاؤفيلس وكذلك الأسقف الأنبا زخارياس ( اسقف سخا فى القرن السابع) أن العائلة المقدسة رجعت مرة أخرى إلى بلبيس أثناء عودتهم إلى الناصرة.

ومدينة بلبيس حالياً هى مركز بلبيس تابع لمحافظة الشرقية فى الوقت الحالى , اما فى العصر الفرعونى فقد كانوا يسمونها "بريس" ( أى بيت الإله بس = القطة .. ومن المعتقد هده المدينة كانت مركز عبادته)

أما فى العصر القبطى المسيحى فقد ذكر إميلينو أنها كانت تسمى فى المخطوطات القبطية بهيلبيس Phelbes وأنشأ بها الأقباط اسقفية مسيحية , وتتبع هذه البلدة مطرانية الشرقية .

العائلة المقدسة تذهب إلى منية جناح وسمنود
========================

وتركت العائلة المقدسة بلبيس ورحلت شمالاً إلى بلدة أسمها منية جناح (12) وتعرف هذه البلدة الآن بأسم " منية سمنود" ومنها عبروا نهر النيل إلى سمنود (13) وهناك أستقبلهم اهلها بفرح زائد وطلبت العذراء من المخلص أن يبارك هذه المدينة واهلها فأجابها بقوله " أنه سوف يكون بهذه البلدة بيعة (كنيسة مباركة) بإسمك إلى الأبد "

وقد ذكر على باشا مبارك فى كتابة الخطط التوفيقية فقال : " ان بهذه البلدة كنيسة بأسم الرسل وكنيسة للأقباط بحى النصارى " راجع تاريخ أبو المكارم - عن ما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والديرة الجزء الرابع , أعداد الأنبا صمؤيل اسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات سنة 1999 م الكنائس والأديرة لـ على باشا مبارك فى الخطط التوفيقية طبع سنة 1888 م ص 90


ويروى التقليد أن البتول العذراء مريم قد ساعدت فى إعداد خبز لدى سيدة طيبه من سكان أهل مدينة سمنود وكان معها السيد المسيح ووضعته بجانبها أثناء عجنها العجين فى ماجور جرانيتى , وما زال يوجد هذا الماجور بالكنيسة ينسب إلى ما حدث من العذراء وابنها , وتوضع فيه المياة بعد النتاول من السر المقدس ليكون بركة للزائرين والمصليين , وهكذا تحل بركة الرب يسوع فى الأماكن التى زارها بارض مصر .

وصول العائلة المقدسة إلى البرلس
===================

وغادرت الأسرة سمنود لتواصل رحله هروبها وواصلوا السير غرباً ووصلوا إلى منطقة البرلس ونزلوا فى قرية أسمها شجرة التين , فلم يقبلوها أهلها فواصلوا سيرهم ووصلوا إلى قرية المطلع وهناك رحب بهم رجل من اهل القرية وأكرمهم وأحضر لهم ما يحتاجونه بفرح عظيم فقال الرب يسوع المسيح له المجد لوادته : " يا امى كل مكان لم يقبلونا فيه سيخرب وتغطيه المياة ويتغرب أهله فى اقاصى الأرض , أما المكان الذى قبلنا فيه ذلك الرجل ستشيد فيه بيعو ( كنيسة) بأسم رئيس الملائكة ميخائيل "

ومن هذه القرية عبروا الفرع السبتينى للنيل إلى الضفة الغربية حيث بلاد السباخ وهى مدينة سخا الحالية مركز يتبع كفر الشيخ .



العائلة المقدسة تصل إلى سخا
==================

ووصلت العائلة المقدسة إلى بلاد السباخ أى سخا أو سخاايوس (14) وشعرت العائلة المقدسة بالعطش ولم يجدوا ماء , وسقول التقليد كان هناك حجراً عبارة عن قاعدة لعمود فأوقفت العذراء مريم ابنها يسوع عليه فغاص مشط قدمى المخلص فى الحجر , وأنطبع أثرهما عليه وسمى المكان بـ كعب يسوع (15) ونبع من الحجر نفسه ماء زلال باركه رب المجد يسوع المسيح وقال : " هذا يكون شفاء لمن يأخذ منه بإيمان "

ولما دخل العرب المسلمين مصر خاف الآباء أن يأخذ العرب هذه القاعدة أو الحجر فأخفوه فى مكان لا يعرفه أحد وبمرور الزمن مات الذين أخفوه ونست الأجيال التاليه هذا الحجر الذى تقدس بأثر مشطا السيد المسيح عليه , وفى يوم 27/ 9/ 1984م أثناء ترميم الكنيسة الأثرية التى بنيت فى نفس البقعة على أسم العذراء الطاهرة مريم ووجد الحجر الذى قدسه الرب يسوع فكان يوم فرح عظيم لشعب مصر .

وبلاد السباخ حالياً هى سخا مركز يتبع كفر الشيخ - الصورة المقابلة لمدخل هيكل كنيسة السيدة العذراء بسخا

وعرفت سخا فى العصر القبطى المسيحى بأسم (بيخا إيسوس - Bikha Isous ) الذى معناه كعب يسوع .

وعند أنتشار الرهبنة المسيحية فى مصر كان فى المنطقة دير أسمه دير المغطس يضم الكنيسة والمغطس ظل عامراً بالرهبان إلى سنة 910 ش - 1194 م أو على ألأقل حتى نهاية القرن 12 الميلادى ذكره أبو المؤتن أبو المكارم مسعود وقال أنه جهه الغربية وقال : " منية طانة من الغربية ( من البلاد التى أندثرت قرب البرلس أو فى برارى الست دميانة (محمد رمزى309) وفيها كنيسة للسيدة العذراء مريم وبجوارها مغطس مبنى بناية رومانية وذكر أنه فى سنة من السنين لم يفى النيل بماؤة كالمعتاد ولم يصل للمغطس شئ من ماء النيل كما كان يحدث فى كل سنة وأجتمع الشعب فى ليله الغطاس ولما لم يروا ماء فى المغطس حزنوا , وفى تلك الليلة ليلة 11 من طوبة بعد خروج الشعب من الكنيسة وإذا بهم يرون مطراً غزيراً وأشتد وأصبح مثل السيل حتى أنه ملأ المغطس وفاض كعادته عند وصول السيل إليه ثم أنقطع المطر فجأة وصفيت السماء واختفت الغيوم وطلع القمر , وهذه الأعجوبة صحيحة ومشهورة ولا شك فيها وأن الكهنة خرجوا كعادتهم وقدسوا على المعطس وغطسوا و وكان فرح عظيم , والكنيسة فى داخل دير وبه رهبان غلى يومنا هذا ( وفى الحاشية بخط آخر (يسمى دير المغطس) , وفى هذا المكان المقدس هو آخر موضع وصلت إليه العائلة المقدسة (فى الوجه البحرى) ويقال فيه عامود أخفتها ألاباء عند مجئ العرب وفتحم البلاد (هذا الحجر أكتشف فى مدينة سخا كما ذكرنا سابقاً) فى الصورة المقابلة بعض أدوات المذبح الأثرية والصلبان والأيقونات موجودة فى صندوق زجاجى بالكنيسة .

العائلة المقدسة تذهب إلى وادى النطرون " ببرية شهيت "
-------------------------------------------------------

وتركت العائلة المقدسة مدينة سخا وعبرت الفرع الغربى للنيل يسمى حالياً فرع رشيد قاصدين أقليم الغربية وأجتازوا غرباً بجبل وادى هبيب أو ميزان القلوب وهى برية شهيت (16) أو الإسقيط (17) , فبارك الرب يسوع جهاتة الربعة وقال : " هذا الوادى سيكون مقدساً وسيكون به جملة كنائس يعمرها كل من يود ان يخدم الرب , ويكون فيه شعب سيرضينى فتأتى الناس من كل فج عميق لتتبارك منه حيث لا أدع وحوشاً تسكنه البته بل يكون مباركاً ومحلاً لقدسى إلى الأبد " وذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس (18) أن الرب يسوع قال لأمه قولاً آخر هو : " أعلمى يا أمى أنه سيعيش فى هذه الصحراء كثير من الرهبان والنساك والمجاهدين الروحانيين , وسيخدمون الله مثل الملائكة "

وبرية شهيت تضم أربعة اديرة عامرة : دير القديس الأنبا مقار - دير القديس الأنبا بيشوى - دير البراموس - دير السريان , وهى تقع غربى الدلتا جنوبى مديرية البحيرة

ويقول التقليد أنهم بينما كانوا سائرين فى الطريق خرج عليهم لصان وسلبوا ما معهم من ثياب وتركوا لهم الأشياء الضرورية التى لممارسة حياتهم , وعند ذلك تنهدت العذراء مريم وأخذت تفكر فيما جرى لهما واللصان أمامها ما زالا يراقبان حركتهم وسكناتهم وتجمعت هموم السفر عند العذراء مريم ومشقة الطريق والتعب والهروب من بلد إلى آخر وأثر على نفسها بالأكثر سطو اللصوص عليهما , فأرادت أن تستريح من التعب البدنى والنفسى ولكن تلك البقعة الصخرية لا ماء ولا زرع فيها تستند عليه راسها فعند ذلك أنبت الرب شجرة كبيرة تستظل تحتها فأستراحوا تحتها .

وأما اللصان فإختلفوا فى الرأى بعضهما مع بعض وواحدُ منهما ندم على ما فعلا وقال لزميله اللص : " إن هؤلاء إناس مسافرين ولم يكن معهما سوى كسوتهم وليس من الصواب أن نسرقهما ونأخذ ثيابهما فلنردها لهم من أجل هذا الطفل الذى معهم , فله وجه لامع مثل البرق وربما يكون هذا الطفل أبن ملك ملوك ألرض أو أبن أمير وتكون هذه المسأله لنا بمثابة عثرة فى المستقبل فتقع علينا المصائب من كل جانب وتخرج الجنود لتعقبنا فليس لنا طاقة لمقاومتهم فلنرد لهم أمتعتهم " فلما سمع اللص الاخر ما قاله زميله أنزعج وخاف من عواقب هذه السرقة ووافقه على إعاده الملابس إليهم وقد كان وعاد أحدهما وسلمها لهم وانصرف .

وواصلت العائلة المقدسة سيرها جنوباً وعبرت النيل إلى الجهة الشرقية وسارت حتى وصلت إلى مدينة تدعى أون (حى عين شمس حالياً ) أحد أحياء مدينة القاهرة .


العائلة المقدسة فى منطقة المطرية وعين شمس
----------------------------------------------

وصلت العائلة المقدسة إلى منطقة المطرية وإستظلت تحت شجرة من الجميز هناك بالقرب من عين شمس (19)

وتبعد المطرية عن قاهرة الفاطميين بحوالى 10 كم وعين شمس نشأت اصلاً على أنقاض مدينة هليبوليس القديمة وهناك تجد مسلتها المشهورة الباقية حتى ألان , وكانت مركزاً للعبادة الوثنية والتى تسمى مدينة أون on بمعنى العمود colonne , وكانت عاصمة لمصر فى العصور الفلسطينية وظلت منارة لحضارة مصر لأكثر من ألفى عام وإرتادها فلاسفة الأغريق لينهلوا من الحكمة والمعرفة .

أما أسمها المقدس بى رع PI - RA ومعناه مسكن رع حيث شيد هناك معبدا له كان عظيما

أما أسمها هليوبوليس فهو الأسم الذى أطلقه الأغريق على المدينة وترجمته معناه مدينة الشمس , وفى الصورة المقابلة مسلة عين شمس الأثر الوحيد الباقى من مدينة أون .

شجرة العذراء مريم بالمطرية
-----------------------------

مما يذكره المؤرخون أن شجرة مريم الأصلية التى إستراحت تحتها العائلة المقدسة فى المطرية (20) قد أدركها الوهن نتيجه للشيخوخه فسقطت وماتت سنة 1656 م وقام بجمع فروعها وأغصانها جماعة من كهنة الآباء الفرنسيسكان .

أما الشجرة الموجودة حالياً فقد نبتت مكانها من جذور الشجرة الأولى وهى ترجع إلى عام 1672 م . وقامت مصلحة ألاثار ببناء سور حولها وحولتها إلى مزار سياحى ويقال أن بئر الماء المقدس بالمنطقة , ويوجد بالمنطقة كنيسة كاثوليكية فى شارع البلسم .

وكان فى المكان ساقية كانت تقوم بتوزيع الماء من عدة ينابيع لرى حدائق البلسان التى حولها , وظلت منطقة شجرة المطرية (21) إحدى المناطق المقدسة المشهورة فى الشرق لعدة قرون , وزارها الكثير من السياح الأجانب فى العصور القديمة من جهات مختلفة .

وكان يوجد النبع " البئر المقدس " الذى أستقت من ماؤه العائلة المقدسة وهو موجود أمام سوق المطرية للخضار ولكن بنى فوقه عماره كبيره وقد ذكر الصحفى كمال الملاخ موضوع البئر المقدسة فى جريدة الهرام القاهرية الذى أكتشفه صاحب البناء المسلم أثناء عملية الحفر وهدد بطمرة بالأسمنت المسلح وقام البناء وسكت الصحفى المسيحى وضاع أثراً من آثار العائلة المقدسة فى مصر وقام البناء على هذا الأثر الفريد دليلاً على تخلف مصر.

وكان هذا النبع له قوة على الشفاء ومن الطريف أنه بعد أنتهاء معركة عين شمس وكانت بين كليبر قائد الجيش الفرنسى (حل محل نابليون فى الحملة الفرنسية على مصر لرحيل نابليونإلى فرنسا) وبين الجيوش التركية وكانت نتيجة الحرب إنتصار كليبر - وغرض سرد هذه المعركة أن جنود الحملة الفرنسية عرجوا على شجرة مريم بالمطرية وكتبوا أسمائهم على فروعها بأسنة السيوف , ودون بعضهم قصة شفائة من مرض الرمد وبرئت أعينهم بعد أن أغتسلوا من نبع المطرية وباركه الرب يسوع فقدموا صلواتهم وشكرهم للرب على نعمة شفائهم .

وقد كان لأقباط الأوائل كنيسة كبيرة فى المنطقة وكانت الإحتفالات تقام سنوياً فى ذكرى مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر ومما يذكره التاريخ أنه كانت فى المطرية كنيسة بأسم مار جرجس أستولى عليها المسلمون وحولوها إلى جامع وذكر إميلينو Amelineau العالم الفرنسى الذى وضع كتاب مصر القبطية أن :

المطرية قرية صغيرة ذكرها السنكسار خصيصاً بسبب رحلة العائلة المقدسة إلى مصر , فورد فى السنكسار ذكر مرورها بالمطرية وإستراحها وإغتسالها من النبع الذى حل بواسطته على النبع البركة والتقديس ومن ساعته نبت نبات البلسم الذى كان يستخدم فى المعمودية وفى تكريس الكنائس وكدواء شافٍ للأمراض , وكانت ترسل منه هدايا إلى الملوك , ولذلك أصبحت قرية المطرية من أشهر الأماكن المشهورة فى مصر , وأصبحت مزاراً هاماً لنوال البركة يالرغم من أن حدائق المطرية لم تعد منذ أمد طويل تنتج ذلك البلسم الذى اشتهرت بإنتاجه قديماً .

ويوجد حالياً فى حى المطرية شارع بأسم البلسم وشارع آخر بأسم بئر مريم .

ورحلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة "بابليون" فمرت على

منطقة حدائق الزيتون
--------------------

ويوجد بها كنيسة العذراء مريم فى شارع طومانباى التى أشتهرت فى العالم كله لأنه تجلت بها أم النور مريم ورآها الملايين من المسلمين والمسيحيين والأجانب وصاحب تجليها ظواهر روحية عديدة , وكتبت عنها الصحف المحلية والأجنبية لعدة شهور وقررت اللجنة الكنسيه بصدق هذا التجلى فى 2 ابريل سنة 1968م ويعيد لتجلبها يوم 2 أبريل من كل سنة وقد سجلت معجزات ظهورها فى كتاب ضخم .

منطقة حارة زويلة
--------------------

ويعتقد أن العئلة المقدسة زارت منطقة حارة زويلة حيث توجد بها كنيسة العذراء مريم موجوده داخل دير قديم بحى الخرنفش بشارع بين الصورين قسم الجمالية بين ميدان باب الشعرية والموسكى فى الصورة المقابلة كنيسة العذراء بحارة زويلة.

وكنيسة العذراء كنيسة قديمة جداً ومن أكبر الكنائس فى الحجم ومقاساتها 28م طولاً , 19 م عرضاً , 11 م ونصف إرتفاعاً وهى من الطراز البازلكى الذى هو عبارة عن صفين من الأعمده تحمل سقف الكنيسة مثلها مثل الكنيسة المغلقة وتقع الكنيسة الأثرية اسفل مستوى الشارع بحوالى 4 م مما جعلها مملوءة بمياة الرشح مع مياة المجارى ومعالجتها أمر فى غاية الصعوبة .. ومدخل الكنيسة فى الحائط القبلى يدخل مباشرة إلى صحن الكنيسة الأوسط وحوله ثلاثة أجنحة الشمال والجنوب والغرب , والجناح المستعرض مقسم إلى خمسة أجنحة بواسطة أربعة صفوف من الأعمدة كل صف عمودين , والهيكل الرئيسى كبير بحنية شرقية نصف دائرية , وفى الركن الغربى البحرى من كنيسة العذراء فيه كنيسة بنيت بعد بناء كنيسة العذراء على أسم ابى سيفين وقد أنشأها ابراهيم الجوهرى ويقال أنها بنيت مكان كنيسة أقدم ليوحنا المعمدان للأرمن , وأعلى كنيسة العذراء دير مارجرجس لراهبات ويطل على كنيسة العذراء من شبابيك من اعلى - فى الصورة المقابلة تظهر الشبابيك من اعلى التى تطل من أعلى .

وقد ذكر المقريزى أنها بنيت بواسطة طبيب مشهور أسمه زابولون عاش قبل غزو العرب مصر بمائتين وسبعين عاماً أى فى القرن الرابع الميلادى , وقد دمرت فى عام 1321 م ثم أعيد بنائها فى القرن 14 , وقد ظلت هذه الكنيسة مقراً للكرسى البطريركى بعد نقله من الكنيسة المعلقة بمصر القديمة منذ عام 1016 ش - 1300م منذ عهد البابا يوحنا الثامن وحتى سنة 1377ش - 1660م فى عهد البطريرك متاؤس الرابع الـ 102 من سلسلة باباوات الأسكندرية , وفى أثناء فترة نظارة المعلم أبراهيم الجوهرى للكنيسة فى عام 1773م قام بأنشاء كنيسة صغيرة بأسم أبى سيفين ملحقة بكنيسة العذراء مريم بالجهة البحرية الغربية .

وذكر أميلينو amelineau أن المخطوطة رقم 53 موجود فى المكتبة الأهلية بباريس تذكر هذه كنيسة تحت عنوان "كنيسة والدة الإله مريم بحارة زويلة"

أما صاحب الخطط للمقريزى ذكرها سنة 1444م وذكر إعادة بنائها فى القرن 14 فقد أشار إلى سمو منزلة هذه الكنيسة عند الأقباط وكان فيها ستة من الكهنة , ثم ذكر أيضاً أن الأقباط كانوا يقيمون ثلاث إحتفالات سنوياً وهى : إحتفال يوم أحد الزعف , وثالث يوم الفصح , والأحتفال عيد الصليب الموافق 27 من شهر سبتمبر , وبعد إقامة الصلاة يخرج الكهنة مع الشعب ومعهم المجامر والشموع وهم يرتلون ويحملون الأناجيل والصلبان وأغصان الزيتون إلأى قنطرة الميمون خارج الحارة ثم يعودون ثانية إلى الكنيسة , وأبطل الأضطهاد الإسلامى هذه العادة عام 1169م

وعندما زار الرحالة الراهب فانسلب مصر من سنة 1672 م إلى 1673م قال : " يوجد للأقباط كنيستين فى حارة زويلة وحارة الروم الأولى للعذراء مريم بناها زيلون عمرها حوالى 270 سنة قبل دخول العرب المسلمين مصر ومقر البطريرك أمام الكنيسة , وقد أوصى بدفنه فيه بعد نياحته , وفى حارة الروم كنيسة صغيرة بأسم القديسة بربارة " تاريخ أبو المكارم - عن ما كتبه الأجانب والمؤرخون عن الكنائس والأديرة الجزء الرابع , أعداد الأنبا صمؤيل اسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات سنة 2000 م ص 112


العائلة المقدسة تصل إلى الفسطاط مصر
======================

وأخيراً سارت العائلة المقدسة متجهة إلى الجنوب إلى فسطاط مصر (22) ووصلت الى المنطقة المعروفة ببابليون (23) - مصر القديمة .

ووجدت العائلة المقدسة فى هذه المنطقة مغارة فسكونوا فيها - وما زالت هذه المغارة موجودة حتى الان وقد بنيت كنيسة أسمها أبو سرجه الأثرية وهى بأسم الشهيدين سرجيوس وواخس فوقها .

وصف مغارة كنيسة أبو سرجه الأثرية
---------------------------------------

هذه المغارة عبارة عن كهف حوله الأقباط إلى كنيسة صغيرة تحت الأرض وتقع هذه المغارة أسفل منتصف مكان المرتلين وجزء من هيكل الكنيسة , وهناك مدخل إلى المغارة من ناحيتين ينزل إليها بسلالم أحدهما من صالة الهيكل الجنوبى من الكنيسة , والآخر من وسط الصالة التى فى الهيكل الشمالى . ويوجد بجانب المغارة وداخل الهيكل البحرى للكنيسة بئر ماء قديم .

يبلغ طول هذه المغارة 20 قدماً وعرضها 15 قدماً وبالطبع لا يوجد بها فتحات إلا المدخلين الذان ذكرناهما وتنخفض المغارة عن سطح الكنيسة بما لا يقل عن 21 قدماً - كما أن أرضية الكنيسة نفسها تنخفض عن سطح الأرض خارجها (الشارع ) بحوالى 12 قدماً , أى أن المغارة تنخفض عن مستوى سطح الأرض / الشارع بحوالى 34 قدماً

وفى الصورة المقابلة المغارة التى مكث فيها الرب يسوع أسفل كنيسة ابى سرجة تعتبر المغارة الموجودة فى كنيسة ابى سرجة الأثرية من أقدس الأماكن المسيحية فى مصر لما لها من قداسة وبركة حيث هى أثر مقدس داست على أرضها العائلة المقدسة بكاملها ويزور هذه المغارة الأقباط والمسيحيين من مختلف الطوائف وهى مقصد للسياح القادمين ليروا حضارة مصر وآثارها .

أهمية كنيسة ابى سرجة كأثر مقدس وتاريخى
------------------------------------------------

ترجع أهمية كنيسة أبى سرجة بمصر القديمة / بابليون إلى وجود المغارة التى سكنتها العائلة المقدسة , وتقع هذه الكنيسة داخل أسوار حصن بابليون الرومانى (البيزنطى) ويرجح المؤرخون أن بناء الكنيسة يرجع إلى أواخر القرن الرابع واوائل القرن الخامس الميلادى وهى تعلوا المغارة التى مكثت فيها العائلة المقدسة فترة من الزمن , وإذا كانت الكنيسة كما يرجح بعض المؤرخين بنيت فى القرن الرابع فيمكن القول أن المغارة قد أستعملت ككنيسة منذ إعتناق المصريين المسيحية .

وفى سنة 789 للشهداء كانت كنيسة ابى سرجه قد تهدمت فقام بترميمها أبن السرور يوحنا بن يوسف المعروف بإبن الإبح كاتم سر الخليفة المنتصر الفاطمى (24)

ومن حيث شهرتها الدينية فتعتبر كنيسة ابى سرجه فى مقدمة الكنائس فى مصر وتعتبر فى رتبة كنيسة دير أبى مقار والعذراء فى الدير المحرق , وكان يتحتم على ألاباء البطاركة إقامة أول قداس لهم فى مصر بعد أن يقيموا اول قداس لهم فى مدينة الإسكندرية بعد تكريزهم هناك فى الصورة المقابلة صورة أثرية (أيقونة) تمثل وصول السيد المسيح والسيدة العذراء ويوسف البار وسالومى إلى أرض مصر منقولة عن ايقونة بكنيسة أبى سرجة بمصر القديمة ترجع إلى القرن التاسع الميلادى تقريباً .

فى سنة 768م أفرج الخليفة مروان ين محمد عن البطريرك الأنبا ميخائيل الأول البابا الـ 46 الذى طلب من مالاً وفيراً وعجز عن سدادة فالقاة فى السجن وكان أول شئ فعله القديس الأنبا ميخائيل أنه ذهب إلى كنيسة ابى سرجه وأقام فيها صلاة الشكر .

فى سنة 975م تم أنتخاب البطريرك الأنبا أبرآم السريانى البابا الـ 62 فى كنيسة ابى سرجه فقد أجنمع فيها الأساقفة وأعيان القبط لأنتخابه وقد أشتهر البابا أبرآم السريانى أن فى عهده نقل جبل المقطم .

وذكر المؤرخون أن كثيراً ما كان يجتمع في كنيسة أبى سرجه الأساقفة والأراخنة لأنتخاب البطريرك فى العهود القديمة حتى أوائل القرن 12 الميلادى حيث أنتخب فيها البطريرك الأنبا مكاريوس الثانى البابا الـ فى عام 1102 م

أكتشف بكنيسة ابى سرجه أقدم مذبح خشبى من الجوز عرف فى تاريخ الكنيسة وكذلك تيجان كونثية يرجع تاريخها غالباً إلى القرن السادس الميلادى .

المدة التى مكثت فيها العائلة المقدسة فى المغارة ( الكهف) الذى اسفل كنيسة ابى سرجة

وكانت الأوثان تتحطم ولم يستطيعوا البقاء فى بابليون مصر إلا اياماً قليلة لا تزيد عن أسبوع وهربت شياطين الأصنام الأمر الذى أهاج الكهنة فذهبوا إلى الوالى فأراد قتل هذا الصبى (25) فكانت تهرب العائلة المقدسة منهم حتى لا ينتقم الكهنة ويبدوا أنهم لم يمكثوا طويلاً فى بابليون مصر وقال الرب يسوع لوالدته : " سيكون هنا بيعة ( كنيسة ) حسنة على أسمك وستكون محطاً للزائرين وميناء للخلاص " .. وما زالت هذه الكنيسة ميناء للخلاص ومحطاً للزيارة لأقباط مصر ومسيحى العالم من السياح .

العائلة المقدسة بمنطقة المعادى
-----------------------------------

وفى نهاية رحلة العائلة المقدسة فى الوجة البحرى وصلت إلى منطقة المعادى ومنها عبرت نهر النيل بالقارب من المكان المخصص للعبور إلى المكان المعروف بمدبنة منف (26) وتسمى الآن ميت رهينة وهى قرب البدرشين وهكذا تبدأ العائلة المقدسة رحلتها فى أرض الصعيد عن طريق النيل إلى دير الجرنوس بالقرب من مغاغة .

دير القديسة العذراء مريم المعروفة بالعدوية بالمعادى
------------------------------------------------------

هناك قرية وردت فى معجم البلدان بإسم العدوية فقال : " العدوية قرية ذات بساتين قرب مصر "يقصد مصر القديمة / بابليون " على شاطئ النيل الشرقى "

وذكرة أبو المكارم فى القرن 12 الميلادى فى مخطوطه عن الأديرة والكنائس فقال : " دير العدوية واقع بأرض منية السودان , ولا يزال هذا الدير قائماً على شاطئ النيل الشرقى بين المعادى وطرة , ويعرف بدير العدوية نسبة إلى سيدة مغربية تسمى العدوية وهى التى أنشأته ( من الجائز أن تكون تنصرت ) وتسميه النصارى الآن كنيسة العذراء مريم "

وفى عهد الإحتلال التركى لمصر ألغى أسم العدوية وأطلق عليها أسم جديد هو معادى الخبيرى حيث كان مرسى المراكب المخصصة لتعدية الناس والجند المتوجهين من مصر إلى بلاد الصعيد وبالعكس , ولما كان يتولى رئاسة المعادى (جمع معدية) رجل أسمه الخبيرى فنسبت إليه وإشتهر المكان بأسمه وكان كل ذاهب وآتى من مصر وغليها يقول أنا ذاهب من معادى الخبيرى أو أنا جئت من معادى الخبيرى .

تاريخ كنيسة السيدة العذراء مريم بالمعادى
----------------------------------------------

تقع كنيسة العذراء مريم بالمعادى فى دير صغير على شاطئ النهر وكل ما يوجد فيها حديث ومنها الصندوق الفضى المزين برؤوس الشاروبيم وشكل يمثل العذراء وهى تحمل السيد المسيح طفلاً .

وأقدم شئ موجود فى الكنيسة هى عتبة الباب الخارجى على شكل لوحة حجرية محفورة عليها بالهيروغليفية , ومن المعروف أن معظم الكنائس التى بنيت وذكر أنه كانت مكان إستراحت أو سكنت أو مكثت فيه العائلة المقدسة فى مصر يحتوى على حجر من أحجار المعابد الفرعونية القديمة , ويرجع هذا إلى سبب هام أن العهد القديم قد ذكر أنه بزيارة السيد المسيح إلى ارض مصر تتحطم أوثانها , فأخذ المصريين الأقباط حجراً واحداً من هذه المعابد الساقطة ليذكروا ألجيال القادمة بصدق نبؤة الأنبياء عن السيد المسيح وتحققها أولاً : بمجيئة إلى أرض مصر .. ثانياً : بسقوط معابد آلهتها الوثنية .. وهذا الحجر الذى هو عتبة فى الكنيسة هو تذكار لهذة النبؤة التى تحققت .

فى عهد البطريرك البابا كيرلس السابع والستون 1078م - 1092م قام الشيخ ابو اليمن وزير ديوان أسفل الأرض وأبى المنصور ولده فى خلافة المنتصر بالله فى وزارة الأفضل شاهنشاه بتشييد فوقها قنطرة حسنة (منظرة كلمة قادمة من مناظرة هى مكان متسع فيها مقاعد أو دكك للجلوس ) وسميت بالسلوقية وكان يجتمع فيها رجال الدين ويتحدث إليهم ( راجع كتاب أبى المكارم الجزء الثانى )

وفى القرن 19 الميلادى تهدمت الكنيسة نتيجة لأنفجار مركب محملة بالباروود بجانبها , ويذكر المؤرخون أن هذه الكنيسة تهدمت عدة مرات .

وقد أخذت هذه الكنيسة القديمة الطابع الحديث عند إعادة بنائها وإزاله المبانى التى كانت حولها ولكن أحتفظ ببعض الاثار القديمة ووضعت فى الكنيسة الحديثة مثل الحجاب القديم والأيقونات الأثرية , ويرجح أن يكون الحائط القبلى هو الحائط الوحيد الباقى من الكنيسة ألثرية لضخامته فهو يبلغ فى العرض متر ونصف المتر .

وقد عثر أثناء التوسيع الأخير للكنيسة على سراديب تمتد من أسفل صحن الكنيسة حتى شاطئ النيل المجاور , وقد أعتاد الأقباط فى بناء كنائسهم فى العصر البيزنطى والإسلامى على إعداد هذه السراديب حتى يهرب المصليين من الكنيسة عند حدوث هجوم الرعاع المسلمين عليها أو السلطة الحاكمة سواء أكانت وثنية رومانية أو مسيحية بيزنطية أو سلطات الإحتلال الإسلامى .

وفى يوم الجمعة 3 برمهات الموافق 12 مارس عثر على كتاب مخطوط ضخم يعلو ويهبط على سطح مياة النيل وهو مفتوح على سفر أشعياء النبى الإصحاح 19 والصفحة مكتوب فيها : " مبارك شعبى مصر "

وما زال هذا الكتاب معروضا لزوار الكنيسة ومحفوظ فى دولاب زجاجى .

ومن المؤرخين الذين ذكروا هذه الكنيسة المؤرخ أبى المكارم القرن 12 الميلادى وفانسليب سنة 1672م



==================================

(1) ذكر المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م ص 50 بحث شيق عن أسم بسطة والتى صار أسمها تل بسطة هى أول مدينة فى الوجه البحرى تدخلها العائلة المقدسة فقال : " بسطة ذكرها الكتاب المقدس بأسم فيبسطة أو فيباست (حزقيال 30: 17) وهى أقرب إلى أسمها المصرى القديم ( بر- باستت وتعنى باللغة الفرعونية بيت الإله باستت Bastt )

فى الصورة المقابلة أسم باستت باللغة الديموطيقية القديمة وهى القطة أنظر أيضاً

A GARDINER, Egyption Grammer, London, 1950, p. 563. b.

وفى اللغة القبطية المنحدرة من اللغة الفرعونية القديمة ترد بعدة صور وقد أورد الأنبا أغريغوريوس سبع كلمات تجدها فى الصورة المقابلة وكل كلمة من هذه الكلمات السبع تتكون من مقطعين كل مقطع كلمة فى حد ذاتها


المقطع الأول معناه مسكن أو بيت أو مدفن



المقطع الثانى أو الكلمة الثانية وتنطق باست ومعناها الهرة أو القطة


وأما الآن تسمى تل بسطا


راجع قاموس اللغة القبطية تأليف أقلوديوس يوحنا لبيب , القاهرة سنة 1611 ش المجلد 2 ص 27

وصارت مدينة تل بسطا بعد انتشار المسيحية فى مصر كرسياً لسقفية قبطية ولكنها أختفت نتيجة لهجوم الإحتلال الإسلامى فى كل مرة تتجه جيوشهم لأحتلال مصر على هذه المدينة عشرات المرات .

(2) فى المرجع السابق - وأيضاً ورد ذكر هذه الحادثة ميمر البابا ثيؤفيلوس الـ 23 مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات الدير المحرق ميمر البابا ثاوفيلوس الـ 23 عن العذراء مريم عن المخطوطات الأثيوبية

BUDGE (E. A. W.), Legenda of Our Lady, p. 69. O. MEINARDUS, The Itinerary of the H. Family in Egypt , in Studio Orientalia Christiana Collectanea 6. Cairo, 1962, p.13

M. JULLIEN. L'Egypte p. 239.

(3) يكتب الأسم كولون أو كلوم أو قلوم - وقد ورد أسمه فى ميمر وضعه القديس الأنبا زخاريوس أسقف مدينة سخا , ويقرأ فى اليوم 24 من شهر بشنس .. أنظر كتاب ميامر وعجائب السيدة العذراء / الميمر الثالث ص 69

(4) الكنائس والأديرة القديمة بالوجه البحرى والقاهرة وسيناء - إعداد نيافة الأنبا صمؤيل أسقف شبين وتوابعها - المهندس يدسع نجيب - إصدار معهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس بالقاهرة الطبعة الأولى 1995 م - المطبعة والناشر شركة النعام للطباعة والتوريدات ص 41- 45

(5) تاريخ أبو المكارم - تاريخ الكنائس والأديرة فى القرن 12 بالوجه البحرى , أعداد الأنبا صمؤيل اسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات سنة 1999 م ص 75

(6) راجع : -

1- ميمر البابا ثيئفيلوس - مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق.. ميامر وعجائب السيدة العذراء (الميمر الرابع ثيؤفيلوس الـ 23) ص 93 -

ب- والميمر الثالث (للأنيا زخارياس أسقف سخا ) ص 70

ج- السنكسار القبطى تحت اليوم 24 من بشنس

One Hundred and Ten Miracles of Our Lady Mary. Translated from Ethiopic Manscripts. by E. A. W. BUDGE, Oxford, 1933, p. 146,

M. JULLIEN. L'Egypte p. 239- 240.

(7) كتاب العائلة المقدسة فى مصر - تذكار بمناسبة بداية الألفية الثالثة لميلاد السيد المسيح له المجد - ابناء كاروز الديار المصرية - إعداد نشأت زقلمة طبع سنة 1999 مطابع دار يوسف كمال للطباعة ص 19

(9) مخطوط مكتوب بخط اليد - ميمر القديس ثيؤفيلوس فى كتاب ميامر وعجائب السيدة العذراء الميمر الرابع ص 93 - وأيضاً مخطوط ميمر الأنبا زخارياس فى نفس الكتاب , الميمر الثالث

وبلبيس كانت تعرف فى العهد الفرعونى بأسم ( بر - بس ) أى بيت الإله بس , وصارت فى العهد المسيحى كرسياً لأسقفية قبطية .

(10) A. BASSI, Min Obs., Pellegrinaggio di Terra Sancta. Turin, 1854, t, II. p 213.

M. JULLIEN. L'Egypte p. 243.

MEINARDUS (O.) In the Steps p. 29;

MEINARDUS (O.) The Itinerary p. 14.

(11) MEINARDUS (O.) In the Steps, p. 29; The Itinerary p. 14.

(12) راجع مخطوط - ميمر البابا ثيؤفيلوس فى كتاب ميامر العذراء ص 93 و وراجع ميمر الأنبا زخارياس فى نفس الكتاب ص 71 .. ومنية جناح أسمها حالياً منية سمنود وهى مقابل سمنود .

(13) راجع كتاب الكنيسة القبطية منسى يوحنا ص 8

سمنود أسمها المصرى القديم (دب نثر) ومعناها هيكل الرب ومن المعروف أن سمنود أسمها القبطى

جمنوتى وأسمها باليونانية سيبينوتوس Sebennytos

وقد صارت سمنود كرسياً لأسقفية قبطية كبيرة - راجع قاموس أقلوديوس لبيب الجزء الثالث ص 113

وهناك تقليد محلى فى سمنود يروى أن الكنيسة الحالية بالمدينة بأسم ابانوب والتى يرجع بناؤها منذ 100 عام تقريباً , وقد بنيت هذه الكنيسة على أنقاض كنيسة قديمة بأسم العذراء مريم , والكنيسة القديمة التى بأسم العذراء بنيت على نفس البقعة التى اقامت فيها العائلة المقدسة فى سمنود , ويقول المسيحيون فى سمنود أنه كان فى وقت ما عند شرقية الكنيسة بئر ماء باركه المسيح بنفسه .

MEINARDUS (O.) The Itinerary p. 15.

MEINARDUS (O.) In the Steps p. 29- 30.

وقد عثر فعلاً على مخطوطات اثرية وأيقونات قديمة ترجع إلى قرون سابقة على بناء الكنيسة الحالية والتى اسمها ابانوب .

وقد ذكرت المخطوطات التى عثر عليها فى الكنيسة أنها وقف على بيعة الست / السيدة العذراء الطاهرة البكر البتول الثابت اساسها بناحية سمنود ( راجع جريدة وطنى التى تصدر فى القاهرة الصادرة بتاريخ 5 مارس سمة 1967م الموافق 26 أمشير سنة 1683 ش

(14) وهى مدينة سخا الحالية والتابعة لمحافظة كفر الشيخ وكان يطلق عليها فى اللغة القديمة أسم خاست ( وفى العهد البطلمى كان يطلق عليها أسم كسويس

وقد كان يطلق عليها فى وقت ما بلاد السباخ (راجع كتاب ميمر الشهيدة دميانة - الناشر جرجس فيلوثيئوس عوض - القاهرة 1917 ص 7 حاشية 1 )

وكتاب ميامر وعجائب العذراء ص 71 - 93

MEINARDUS (O.) In the Steps p. 30- 31.

MEINARDUS (O.) The Itinerary p. 15- 16.

(15) ذكرت المراجع أن هذا الحجر كان قاعدة عامود أوقفت السيدة العذراء ابنها الحبيب عليه فعاصت قدميه فيه فأنطبع أثرهما عليه ثم نبع ماء زلالاً , وكان الناس ياتون من الأقاليم البعيدة والبلاد المجاورة ويضعون فى موضع القدم زيتاً ويحملونه إلى اراضيهم وبيوتهم وكان هذا الزيت له قوة فى شفاء الأمراض وينتفعون به , ولما زاعت شهرة هذا الحجر الإعجازية بعد غزو العرب المسلمين مصر خاف الآباء أن يأخذ العرب المسلمون هذا الحجر أو يعتدوا على الكنيسة ويحولونها جامعاً كعادتهم , فأخفوا الحجر فى مكان لا يعرفه احداً , وقد بنيت كنيسة فى نفس البقعة وكرست بأسم السيدة العذراء الطاهرة مريم وبنى الآباء مغطس على الطريقة الرومانية .

وكان المكان يضم الكنيسة والمغطس ودير ظل عامراً بالرهبان حتى سنة 910 للشهداء على الأقل (أى حتى نهاية القرن 12 الميلادى ) وقد ذكره المؤرخ العلامة القبطى المؤتمن أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود أنه فى جهة منية طانة بالغربية , راجع كتاب ميمر القديسة الشهيدة دميانة للأنبا يؤنس أسقف البرلس بقلم خريطوذزلزس تلميذ يوليوس الأقفهصى - نشرة ونقحة جرجس فيلوثيؤس عوض القاهرة 1917م ص 5- 6) - وراجع كذلك مخطوط - ميمر الأنبا زخارياس أسقف سخا فى كتاب ميامر وعجائب العذراء ص 71- 72 .. راجع ايضاً

W. E. CRUM. A Coptic Dictionary. Oxford, 1962. p. 629b

(16) شهيت كلمة قبطية تكتب عادة



ويعتقد أن معناها الحرفى ميزان القلوب وتطلق على وادى النطرون حالياً , وتسمى احياناً وادى هبيب وهو شيخ من قبيلة عربية نزلت وسكنت ذلك الوادى أو ( الأسقيط أو برية القديس مقاريوس / أبو مقار) ويقع هذا الوادى فى الطريق الصحراوى بين القاهرة والأسكندرية شمال غربى القاهرة .

(17) الإسقيط .. يطلق هذا التعبير على نفس برية القديس مقاريوس أو وادى النطرون .. وأما كلمة ألسقيط فهى مأخوذة من الكلمة اليونانية وتعنى ناسك وجمعها أى النساك أطلقت على المكان كله نظراً للنساك الكثيرين الذين ملأوا المكان ويسكنونه .

(18) المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف الدراسات العليا فى كتابه عن كتاب الدير المحرق - تاريخه و ووصفه , وكل مشتملاته - الأنبا غريغوريوس الأسقف العام للدراسات العليا اللاهوتية والثقافة القبطية والبحث العلمى طبع سنة 1992م ص 60

راجع ميمر الأنبا زخارياس أسقف سخا , فى كتاب ميامر وعجائب العذراء ص 72- 75 ..

وراجع ايضاً ميمر البابا ثيؤفيلوس فى نفس الكتاب ص 93 ..

MEINARDUS (O.) The Itinerary p. 31. The Itinerary p.16.

(19) عين شمس أو مدينة الشمس ( أشعياء 19: 18) أو هليوبوليس كما يسميها اليونانيون , وهى المدينة المعروفة فى عصر قدماء المصريين بأسم أون وتكتب
بالهيروغليفية

وبالعبرانية


وبالقبطية

وكانت عين شمس مشهورة فى مصر القديمة بجامعتها العريقة وعندما نرجع بالتاريخ إلى عصر يوسف الصديق يذكر الكتاب المقدس العهد القديم أنه تزوج من أسنات بنت فوطى فارع كاهن أون ( راجع التكوين 41: 45- 50) , ( تكوين 46: 20 ) , وعندما كانت العائلة المقدسة فى رحلة إلى أرض مصر كانت مدينة اون يسكنها عدد كبير من اليهود , وكان لهم معبد أو كنيست أسمه هيكل أونياس , ولهذا السبب ذكرها أشعياء النبى بين المدن المصرية التى تتكلم لغة أهل كنعان ( راجع أشعياء 19: 18)

(20) المطرية تسمى بالمطرية بتره

راجع قاموس اللغة القبطية المصرية لأقلاديوس لبيب الجزء الخامس ص 10

(21) راجع ميمر البابا ثيؤفيلوس - مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق.. ميامر وعجائب السيدة العذراء (الميمر الرابع ثيؤفيلوس الـ 23) ص 94

وراجع الميمر الثالث (للأنيا زخارياس أسقف سخا ) ميامر وعجائب السيدة العذراء ص 75/ 86

وراجع السنكسار القبطى تحت اليوم 24 من بشنس

One Hundred and Ten Miracles of Our Lady Mary. Translated from Ethiopic Manscripts. by E. A. W. BUDGE, Oxford, 1933, p.145.

BUDGE, Oxford, 1933. p. 145.

M. JULLIEN. L'Egypte p. 240

(22) راجع ميمر البابا ثيئفيلوس - مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق.. ميامر وعجائب السيدة العذراء (الميمر الرابع ثيؤفيلوس الـ 23) ص 93

وراجع الميمر الثالث (للأنيا زخارياس أسقف سخا ) ميامر وعجائب السيدة العذراء ص 76- 77

(23) أختلف المؤرحون على سبب تسمية بابليون : فقال ديودور الصقلى : " أن الأسرى البابليون الذين اسرهم رمسيس الأكبر (رعمسيس الثانى) من آسيا - أحتلوا قلعة هايتين على شاطئ النيل تجاه منف , وبنوا هناك مدينة أطلقوا عليها اسم بابليون أو بابل وهى عاصمة بلادهم " .

وقال كازنوفا أحد أعضاء جمعية العاديات ( الآثار) المصرية بالقاهرة : " ورد فى الكتابات الهيرغلوفية أنه كان فى سالف الأعصار هيكل ليس بعيد عن دير القبط المسمى ألان دير بابليون , وفى هذا الهيكل كان كهنة القبط (فى عصر الوثنية) يحلون العجل آبيس ليستريح برهة أثناء مسيره من منف إلى عن شمس , وكان أسم هذا المكان بالقبطية " بى أبين أون " أى مقام أبيس فى سيرة إلى أون , وهى هليبوليس , وغير اليونان هذا السم وجعلوه "بابليون" (راجع كتاب تاريخ الأمة القبطية فى عصرى الوثنية والمسيحية لسليم سليمان ص 267- 268 )

وتؤكد مصادر تاريخية أخرى أنه كان فى بابليون هيكل أورشليم بنى نحو 160 ق. م (راجع تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى القمص ص 4) .. وأن مجمع اليهود القائم الآن فى هذه البقعة والمعروف بمجمع بن عزرا وكان قد بنى 1150 م الذى كان قبل ذلك كنيسة قبطية بأسم رئيس الملائكة ميخائيل , فقد أقيم فى نفس الموقع الذى كان يقوم عليه مجمع آخر أقدم عهداً , , وهذا المجمع بدوره كان شيد فى نفس المكان الذى وعظ فيه أرميا النبى عندما جاء إلى مصر .. راجع

MEINARDUS (O.) In the Steps p. 59.

MEINARDUS (O.) The Itinerary p. 37- 38.

(24) قيل عن كنيسة ابى سرجة انها بنيت فى عصر الرسل , لهذا فتعد من أقدم كنائس مصر كافة , وتهدمت فيما بعد عدة مرات ثم قام بترميمها أبن السرور يوحنا بن يوسف المعروف بابن الأبح كاتم سر الخليفة المستنصر الفاطمى سنة 789 ش " راجع كتاب تاريخ الكنيسة القبطية لمنسى القمص ص 4)

(25) راجع ميمر البابا ثيؤفيلوس - مخطوط رقم 9/ 14 بمكتبة مخطوطات دير المحرق.. ميامر وعجائب السيدة العذراء (الميمر الرابع ثيؤفيلوس الـ 23) ص 93- 94

(26) ذكرت منف فى الكتاب المقدس كثيراً بأسم "نوف" فى : - ( أشعياء 19: 13) (أرميا 2: 16) (أرميا 44: 1) (أرميا 46: 14- 19) ( حزقيال 30 : 13- 16)

وأسم هذه المدينة بالهيروغليفية " من - نفر " ومعناها " المقبرة الجميلة " كما تعنى ايضاً " الميناء الجميل "

G. KARLBERG, Uper die a**gyptischen Wo**rter in alten Testamente" Upsala, 1912, p. 64, 65.

وتسمى منف فى العصر الحاضر "ميت رهينة" , ومما يذكر أنه عندما أعتنق المصريين المسيحية صارت مدينة منف كرسياً ةمركزاً لأسقفية قبطية , وأشتهرت بدير الأنبا أرميا ( أبا - برمياس ) وتكتب باللغة القبطية


--------------------------------------------------------------

** وفى كتب الطقس القبطى تسمى مسطرد

----------------------------------------------------------

** بركة الرب يسوع فى الذكصولوجية

نقلاً عن الذكصولوجية الآدام التى توجد بمكتبة الفاتيكان وجاء أيضاً نفس المعنى فى طرح الآدام بكتاب الدفنار تحت اليوم الثامن من بؤونة وفى عودتهم أقبلوا إلى المحمة , وأنبع ربنا عين ماء يشفى كل من يستعمله


---------------------------------------------------

** وجاء فى الطرح الواطس الذى يتلى فى الثامن من بؤونة : " فرجعوا بأمر رئيس الملائكة غبريال , وفى رجوعهم عبروا إلى مدينة مصر , واقاموا فى المغارة المقدسة فى كنيسة أبى سرجة , وأيضاً فى المحمة التى صنعها المسيح حيث ينبوع الماء الحى الشافى من كل مرض "


** سيمنود أسمها المصرى القديم (ذبنثر) أى هيكل الرب


====================================================================



العائلة المقدسة فى صعيد مصر
========================

العائلة المقدسة تبدأ رحلتها فى صعيد مصر
=========================


العائلة المقدسة تبارك منطقة البهنسا
-------------------------------------

تركت العائلة المقدسة مدينة منف وأتجهت نحو جنوب مصر ووصلت إلى البهنسا (1) ثم جاءوا إلى بقعة شرقى البهنسا تسمى بالقبطية أباى ايسوس أى بيت يسوع وأقاموا فيها أربعة ايام , ويروى القديس أسقف البهنسا فى عظه له باللغة القبطية مكتوبة على ورق البردى (2)

والبهنسا من القرى القديمة التى ذكرها جوتييه فى قاموسه فقال : " أن اسمها اليونانى Oxyrthynchus والقبطى Pemdje ومن الأسم القبطى جاء الأسم العربى بهنسة ثم اضيفت إليه آداة التعريف العربية فاصبح الإسم البهنسا " .

أما الأدريسى فقد ذكرها فى كتابه نزهة المشتاق فقال : " البهنسا مدينة عامرة بالناس وتجمع بين سكانها أمم شتى , وهى واقعة على الضفة الغربية من خليج المنهى "بحر يوسف" وينسج بها للخاصة الستور المعروفة بالبهنسية والمقاطع السلطانية .

وذكرها ايضاً على بشا مبارك فى الخطط التوفيقية الجديدة الذى طبع سنة 1888م فقال : " وكانت تلك المدينة وقت الفتح (الغزو) العربى عالية الجدران حصينة ألسوار والبنيان ومنيعة الأبراج والأركان , وكان لها اربعة أبواب تتجه إلى الجهات الأربع البحرى يقال له باب قندس - الغربى يقال له باب الجبل - القبلى يقال له باب توما .. وكان بها كنائس وقصور فلما أخذت بالفتح العربى (الغزو) تغيرت معالمها وأندرس كثير من آثارها . "

وأشتهرت البهنسا فى العصر المسيحى بأنها اسقفية كبيرة ومن اشهر أساقفتها الأنبا بطرس الذى كان حاضراً فى مجمع أفسس الأول الذى انعقد فى عام 431م

وفى القرن الثانى عشر قال ابو المكارم المؤرخ (3) : " أن البهنسا ( البهنسا مركز بنى مزار المنيا ) أنه بها عدة بيع (كنائس) كنيسة مار مرقس وكنيسة بو يحنس وكنيسة الشهيد الجليل مار جرجس

قرية دير الجرنوس
-----------------------

يقول التقليد الكنسى فى الميامر أن العائلة المقدسة ذهبت إلى قرية دير الجرنوس وهى فى طريقها إلى الدير المحرق , وتقع قرية دير الجرنوس على بعد 10 كم غرب أشنين النصارى , وبها كنيسة بأسم العذراء مريم ترجع إلى القرن 10 الميلادى وتتميز هذه الكنيسة بانه لها 12 قبة طبقاً لعدد التلاميذ الثنى عشر .

وبداخل الكنيسة يوجد بئر عميقة بجوار الحائط الغربى .

كما توجد فى فناء الكنيسة بقايا معمارية من تيجان وأبدان اعمدة ترجع إلى القرن السادس الميلادى من ألاثار الكنيسة الأقدم , وهذه الكنيسة هى التى ذكرها أبو المكارم المؤرخ فى القرن 12 الميلادى (4) وأطلق عليها أسم دير أباى ايسوس باشنين فقال : " دير بيسوس ( ناحية دير الجرنوس مركز مطاى المنيا ) المجاور لأشنين (أثنين النصارى مركز مغاغة) ذكر أن بيسوس من ألشمونيين وصل المسيح إليها وصارت بها كنيسة فى ذلك الدير ووسطها بئر معين يصلى عليها فى وقت زيادة (فيضان) النيل فى كل سنة فيزيد ماء البئر , وفى البئر إشارات (علامات) أذرع النيل محكومة فإذا زاد ماء البئر ووقف على بعض الإشارات فيعلم الأقباط منه ما هو نهاية زيادة (فيضان النيل) فى هذه السنة من عدد الأذرع "

وذكرها أيضا المقريزى فى القرن 15 الميلادى بأسم قريب من اسمها الحالى وهو أسم أرجنوس أو دير أباى ايسوس وهذا السم يعنى ( بيت يسوع) وكذلك ذكر البئر المقدسة .

الأنبا قرياقوس أسقف الدير المقدس المعروف الآن أباى ايسوس أى بيت يسوع الكائن بمدينة البهنسا يروى كيفية حلول السيدة العذراء وأبنها الحبيب فى يوم 25 من بشنس بهذا الدير :-

بينما كنت موجوداً ذات يوم .. أنا الحقير أسقف البهنسا بكنيسة الرب إذ وافانى أحد الناس

وقال لى : " أسمح يا أبى القديس أن أشرح لك رؤية رأيتها بعينى "

فأجبته : " أخبرنى أولاً من أنت ومن أى البلاد , وبعدها قص ما رأيت وما سمعت علٌه يكون من عند الرب "

فقال : " أنا أنطونيوس من سكان آية التابعة للبهنسا وقس تلك البلدة , ولى فى الجهة الغربية منها قطعة أرض زراعية بجوارها قطعة جبلية مرتفعة جداً على قمتها شبه قبر , أظنة لبعض الآباء تتصاعد منه رائحة زكية على الدوام وكنت أرى أبى دانيال يعظم ذلك المكان ويقول : أنه كثيراً ما نظرت نوراً روحانياً يضئ فى المكان ويغلب على الظن أن ذلك المكان معموراً بملائكة الرب أو به كنيسة تخفيها الظلال "

قابلت رجلاً لا أعرفه

ومن غريب ما رأيته يا ابى القديس قيرياقوس , أن رجلاً تقابل معى من مدة قؤيبة حينما كنت ذاهباً إلى مزرعة أبى ودار بيننا حديث

الرجل : " ألم تتقرب من مذبح الرب اليوم"

القس أنطونيوس : " نعم تقربت من مذبح الرب "

الرجل : " ونحن تقربنا أيضاً بذلك المكان مشيراً على الجبل المرتفع "

القس أنطونيوس : " من اين لك أن تتقرب هناك مع عدم وجود كنيسة للرب "

الرجل : " ألا تعلم أن هذا هو بيت الرب وباب السماء والمكان المقدس الذى أتى إليه الإبن الكلمة بالجسد مع والدته العذراء مريم ويوسف النجار وسالومة , حيث كان ذلك يوم 25 من شهر بشنس , وها قد جددنا تذكار هذا اليوم المبارك وتقدسنا وذاهبين من حيث أتينا "

وللوقت غاب عنى الرجل فكنت مندهشاً , ولما افقت لم أجده بل سمعت صوت تسابيح روحانية تتلى هناك فتحققت أن هذا المكان به كنيسة عظيمة للرب .

وبعد هذه الرؤيا بثلاث أيام أمسك بيدى شخص آخر وأنا فى المنام وطاف بى المكان جميعه وقال لى " ألم يوجد هنا كنيسة حسنة للرب فإستغربت مما حدث جميعه وقلت فى نفسى لا بد لى من ان افحص هذا المكان المقدس"

ظهور العذراء مريم والرب يسوع فى ديرابى ايسوس

ويستطرد القس أنطونيوس قائلاً : " وقمت مسرعاً وأخذت معى أنجيل يوحنا البتول حبيب ربنا يسوع المسيح ومضيت هناك وأخذت أقرأ الإنجيل وبينما انا كذلك رأيت العذراء مريم مرتدية نوراً عظيماً ساطعاً يضئ أكثر من نور الشمس وأبنها الوحيد بجانبها يخاطبها هكذا : -

رب المجد : " هذا هو مذبح المجد وضعته فى هذا المكان إلى آخر الأجيال "

العذراء : " إلى متى يا ولدى يبقى هذا المكان خراباً "

رب المجد : " إنه كان خراباً إلا أن ذكره سيخلد إلى ألبد وستعمره فئة عظيمة ويكون أسمه مشهوراً "

قال ذلك وغاب عن عينى هو ووالدته العذراء مريم , هذا ما رأيته وسمعته يا ابى القديس قرياقوس , قد شرحته لقدسك ولم أخف عنك شيئاً .

وبعد أن ذكر لى القس أنطونيوس ما حدث له تعجبت كثيراً وسجدت للرب الذى يطلع قديسيه على أسراره ونظرت إلالقديس أنطونيوس وقلت له : " هل تعرف الموضع المذكور جيداً "

فقال : " نعم يا ابى القديس وهو ظاهر لكل أنسان لأنه مرتفع جداً "

وبعد ذلك أكملنا الليل نصلى ونسأل الرب أن يظهر لنا سر ذلك المكان المقدس

وفى الصباح وفانى القس المبارك الذى كان منفرداً فى بعض اماكن الدار وقال " ماذا رأيت يا أبى القديس ؟ "

أجبته أن ما رأيته ينطبق تمام الإنطباق على ما سبقت وأخبرتنى به , لأن العذراء مريم ظهرت لى وأكدت على أقوالك كلها إلى أن قالت : " إن عهد أبنى إلى جانب الهيكل خذه أيها ألأسقف وأظهره إلى كل واحد تذكار لمجيئنا إلى أرض مصر وحلولنا فى هذا المكان المقدس واقمنا فيه مدة أربعة ايام قضيناها بسكينة عظيمة , وأهتم ببناء وتشييد هذه البيعة ( الكنيسة) أنت والقس أنطونيوس وسيساعدك اهل المدينة جميعاً "

إلى هنا كلفت القس أنطونيوس بالقيام بسرعة لتتميم ما أشارت العذراء مريم وباركته .

ويذكر التقليد الكنسى أن الكنيسة الأولى هى التى شيدها راعياً مباركاً إستراحت عنده العائلة المقدسة عند وصولها إلى منطقة البهنسا , وقد بارك الرب يسوع غنم الراعى وأمر الراعى المبارك بأن يحتفظ على هذا المكان ويكون تذكاراً أبدياً لمجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر .

العائلة المقدسة تصل إلى جبل الطير شرق سمالوط
----------------------------------------------------

غادرت العائلة المقدسة البهنسا فسارت ناحية الجنوب حتى وصلت إلى بلدة سمالوط ومنها عبرت النيل إلى ناحية الشرق إلى جبل الطير الريش حيث يقع دير العذراء مريم الآن .

وبنى دير العذراء على قمة جبل الطير وهذا الجبل قريباً من نهر النيل وهو من اكبر وأهم المناطق التى مكثت فيها العائلة المقدسة حيث يزورها الألاف من الزوار أثناء الإحتفالات بزيارة العائلة المقدسة

ويقع دير العذراء بجبل الطير على بعد حوالى 3 كم جنوب معدية بنى خالد وقد أنشئ للدير طريق خاص يربط بين الدير وطريق مصر أسوان الشرقى الجديد ويخدم الطريق الدير المنطقة الصناعية ايضاً

ويحتوى دير العذراء فى جبل الطير كنيسة التى تقع فى الجانب الغربى من قرية جبل الطير وبجوار مدافن ألأقباط , والكنيسة منحوتة فى الصخر , وقد أقيم سقفاً من الأسمنت المسلح لعمل دور ثانى حتى يستوعب الزوار المترددين على المكان

ويوجد المدخل الأصلى لكنيسة جبل الطير أعلى المغارة التى بجوارالهيكل الرئيسى وهو المكان الذى تبارك بوجود العائلة المقدسة فيه , وتوجد المعمودية داخل أحد الأعمدة الضخمة لصحن الكنيسة .

وذكر المقريزى فى كتاب الخطط المقريزية الجزء الرابع (5) معللاً سبب تسمية هذا الجبل بجبل الطير فقال : أنه سمى بجبل الطير نظراً لأن ألوفاً من طير "البوقيرس" كانت تجتمع فيه وهو طير أبيض الريش وله منقار طويل بلون سن الفيل وله أهداب حول عنقه " .

وفى العصر الحديث قام الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط بتعمير منطقة جبل الطير وجعلها مزاراً سياحياً لجذب الزائرين من جميع أنحاء مصر والعالم .

جبل الكف والصليبيون
--------------------------

أما المؤرخ ابو المكارم فى القرن 12 الميلادى (6) فقال : " بيعة (كنيسة العذراء فى جبل الكف " أشروبة مركز بنى مزار المنيا - على اسم السيدة العذراء الطاهرة مرتمريم وهذه الكنيسة نقر فى الجبل وفى الحجر أثر كف السيد المسيح له المجد لما لمس الحجر عند سجود الجبل له عند مديئه من الشام فمسك الجبل عند أقباله ساجداً فرده بيديه فصار كفه طابعاً فى ذلك الجبل إلى يومنا هذا وفى أثر (طبعة الكف) ذلك الكف نقب (ثقب) لطيف مثل وسع الميلى ينزل فيه الميل ويطلع منه كحل يكحل به كجل أسود لا يفنى ابداً (لاينتهى نزوله من الثقب) . وصار الجبل يعرف بأسم جبل الكف لأن كفه أنطبعت على الصخر (7) ولما كانت الكنيسة التى هناك قد بنتها الملكة هيلانة (8) بأسم السيدة العذراء صارت تعرف باسم سيدة الكهف (9)

ويعلوها كنيسة مبنية بالحجارة على أسم السيدة العذراء مريم ويعيد لها فى 21 من طوبة يوم نياحتها وتجتمع فى هذه الكنيسة جمع كبير وهذا الجبل يقابل الناحية المعروفة بالييهوا (الييهو مركز سمالوط المنيا) من شرقى البحر ذكر بمدينة (بأقليم) الأشمونيين ويعرف بجبل الطير فإن فى هذا الجبل صليبان حجر لونهما أحمر حجر كبير وحجر صغير .


شجرة العابد بجبل الطير
-----------------------------

تقع شجرة العابد (10) على بعد 2كم جنوب دير العذراء بجبل الطير وهذه الشجرة من أشجار اللبخ ذات ألأوراق الخضراء ويطلق عليها أهل المنطقة شجرة العابد .

وفى الغالب ما تكون هذه الشجرة هى التى سجدت للرب يسوع عند مروره إلى الأشمونيين المجاورة وذكرت قصتها فى ميمر مجئ العائلة المقدسة إلى أرض مصر .


العائلة المقدسة تصل إلى الأشمونيين بجوار ملوى
--------------------------------------------------

تركت العائلة المقدسة جبل الطير وأتجهت إلى النيل وعبرته من الناحية الشرقية إلى الناحية الغربية حيث بلدة الأشمونيين .

تقع مدينة الأشمون فى جنوب مصر وعلى بعد 300 كم من القاهرة (11) , كما تقع الأشمونيين غرب ملوى وأقاموا هناك أياماً (12) . وأسمها باللغة المصرة القديمة "خمنو" وتعنى ثمانية , لأن عدد آلهة هذه المدينة كانت ثمانية وكان أكبر آلهتها "تحوت" الذى يرمز له بطائر اللقلق.

وأطلق على الأشمونيين فى عهد البطالسة أسم هرموبوليس الكبرى " Hermopolis MEGNA "

وبمرور الزمن أندثرت المدينة القديمة وقامت بدلاً منها مدينة أخرى سميت "اشمونيين"

وفى آواخر القرن الرابع الميلادى زار هذه المدينة المؤرخ بلاديوس وذكر أوثانها المحطمة نتيجة لأتمام نبوءة أشعياء النبى (أشعياء 19: 1)

وفى شهر أكتوبر سنة 362م وصل إلى مدينة الأشمونيين البابا أثناسيوس الرسولى هرباً من الأمبراطور يزليانوس الجاحد , وقد ألتقى به فى ذلك الوقت تيودوروس رئيس دير طاباتا الذى يقع بالقرب من سوهاج , وقد حضر خصيصاً ليحتفل بقدومه إحتفالاً باهراً .

وقد أستمر البطريرك البابا أثناسيوس هارباً مده حتى قتل يوليانوس عام 363م وتولى بدلاً منه يوبيانوس الذى أصدر مرسوماً بحرية الأديان فعاد البابا أثناسيوس إلى كرسيه .

وقد ظلت الأشمونيين مدة طويلة مركزاً لأسقفية قبطية , وكان من اساقفتها المشهورين الأنبا ساويرس المعروف بأبن المقفع الذى عاش فى القرن العاشر الميلادى .

والكنيسة الأثرية فى الأشمونيين فى نهاية الطريق الأسفلتى وسط أطلال كثيرة من الأثار الفرعونية والمعابد التى كانت مخصصة لعبادة الإله تحوت .

معجزات الرب يسوع فى الأشمونيين
--------------------------------------

حصاناً من النحاس : كان أهل مدينة الأشمونيين يعبدون حصاناً من النحاس , ووضعوه على مدخل المدينة لحراستها , وحدث انه عند دخول العائلة المقدسة مدينة الأشمونيين أن تحطم هذا الحصان النحاسى أمام قوة الرب يسوع ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أن معابد الإله تحوت قد تحطمت وتكسرت أوثانها وخرجت شياطينها .

شجرة تنحنى للرب يسوع : وكانت تمتلئ منطقة الأشمونيين بأشجار ونخل كثير , وكان هناك شجرة لبخ عالية يسكنها شيطان وكان يتعبد لها الوثنيين أيضاً فلما مرت العائلة المقدسة أنحنت إلى الأرض وكأنها تسجد لخالقها وهرب الشيطان منها وصارت لأوراقها وأثمارها قوة شفاء تشفى كثيراً من الأمراض ببركة وقوة الرب يسوع له المجد .

ويقول المؤرخ سوزومينوس (13) الذى عاش فى النصف الول من القرن الخامس فى كتابة تاريخ الكنيسة : " يقال إنه كان فى الأشمونيين (وهى مدينة فى صعيد مصر) شجرة تسمى بيرسا (14) ثمرها أو أوراقها أو قشرها يشفى من أمراضهم , ويروى المصريون أن يوسف عندما هرب من مطاردة هيرودس , أتى مع المسيح ومريم أمه القديسة إلى الأشمونيين , وفى اللحظة التى أقترب فيها من الباب أنحنت الشجرة إلى الأرض على الرغم من علوها , لتسجد للمخلص ..

إن ما أقوله عن الشجرة , أرويه كما سمعته من أشخاص كثيرين , فإذا جاز لى أن أقول كل ما يجول بفكرى , فإنى أعتقد أن الرب قد صنع هذه المعجزة ليعلن مجئ المسيا , وليس هذا فقط , إن الشجرة أنحنت , والشيطان الذى كان يعبد في الشجرة قد أضطرب وهرب عندما أقترب يسوع , بل فى نفس الوقت أنكفأت جميع أوثان مصر على وجوهها بحسب نيوءة أشعياء .

ولما أنطرد الشيطان من الشجرة وأنحنت ثم أنتصبت الشجرة واقفة شهادة على المعجزة , وصارت تشفى المؤمنين من أمراضهم , وأن عدداً كبيراً من المصريين وسكان فلسطين يؤكدون حقيقة هذه المعجزة التى هم شهودها "



أستشهاد القديس ودامون الأرمنتى
-----------------------------------

وأستشهد القديس ودامون الأرمنتى ذكر حادثة أستشهادة السنكسار القبطى تحت يوم 18 من شهر مسرى فكتب عنه : " فى هذا اليوم أستشهد القديس ودامون من مدينة أرمنت "

كان فى بيته ومعه ضيوف من عابدى الوثان فقال بعضهم لبعض : " هوذا قد سمعنا أن امرأة وصلت إلى بلاد الأشمونيين , ومعها طفل صغير يشبه اولاد الملوك " .. وقال آخرون : " هل هذا الطفل جاء إلى البلاد المصرية ؟ " وصار كل منهم يتحدث عما يعرف عن هذا الصبى .

فلما انصرف الضيوف نهض ودامون وركب دابته ووصل إلى مدينة الأشمونيين , ولما أبصر الطفل يسوع مع مريم أمه فخر ساجداً له .

فلما رآه الطفل تبسم فى وجهه وقال له : " السلام لك يا ودامون قد تعبت وأتيت إلى هنا للتحقق عما سمعت من حديث ضيوفك عنى سأقيم عندك ويكون بيتك مسكناً لى إلى الأبد"

فأندهش القديس ودامون وقال : " يا سيدى أنى أشتهى أن تأتى إلى وتسكن فى بيتى وأكون لك خادماً إلى الأبد "

فقال له الصبى : ط سيكون بيتك مسكناًُ لى أنا ووالدتى إلى الأبد , إذا عدت من هنا وسمع عابدوا الأوثان أنك كنت عندنا يعز عليهم ذلك ويسفكون دمك فى بيتك , فلا تخف لأنى أقبلك عندى فى ملكوت السموات إلى الأبد , وأنت تكون أول شهيد فى بلاد الصعيد ."

فقام الرجل وسجد للسيد المسيح فباركه ثم أنصرف راجعاً إلى بيته .

فلما عاد ودامون إلى أرمنت وسمع أهل المدينة الوثنيين بوصوله , جاءوا إليه مسرعين وقالوا : هل الكلام الذى يقولونه عنك صحيح؟

فقال لهم : " نعم .. أنا ذهبت إلى السيد المسيح وباركنى وقال لى : أنا آتى وأحل فى بيتك مع والدتى إلى الأبد "

فصرخوا كلهم بصوت واحد وأشهروا سيوفهم عليه وطعنوه فنال إكليل الشهادة فى مثل هذا اليوم .

وظلت حادثة أستشهاده يحكيها الآباء لأبنائهم , لما ابطلت عبادة الأوثان وأنتشرت المسيحية فى البلاد قام المسيحيون وجعلوا بيته كنيسة على إسم العذراء مريم وأبنها الذى له المجد الدائم .

وهذه الكنيسة هى التى تسمى الآن " الجيوشية" وتفسيرها " كنيسة الحى " وتقع بدير الراهبات بأرمنت وهى ما زالت باقية حتى الآن .

الله يرحمنا بشفاعة سيدتنا مريم العذراء والدة الإله وشفاعة الشهيد ودامون الطاهر ولربنا المجد الدائم آمين .



العائلة المقدسة تصل إلى قرية فيليس ديروط الشريف حالياً
---------------------------------------------------------

تركت العائلة المقدسة الأشمونيين وسارت جنوباً إلى أن وصلت قرية أسمها فيليس Philes أو phylace أو منليس(15) وحالياً يطلق عليها أسم ديروط الشريف وتقع ديروط الشريف (16) او فيليس سابقاً فى البر الغربى وتبعد 5 كم شمال غربى ديروط المحطة

وقد ذكرها أميلينو الفرنسى فى كتابه عن جغرافية مصر فقال : أن اسمها القبطى Terot Sarabian نسبة إلى القديس القديس الأنبا صرابامون Sarabamon .. والأنبا صرابامون هو شهيد وكان أسقف نقيوس إذا فأسم ديروط يرجع إلى الإسم القبطى مع تغيير أسم صرابون إلى أسم الشريف وهو يطلق فى اللغة العربية على علية القوم والأولياء .

أورد المؤرخ أبو المكارم فى مخطوطة فى القرن 12 الميلادى (17) منية خصيب ( هى اليوم مدينة المنيا) الذى أنشأ هذه المدينة نصرانى وأسمه بأبن خصيب وعرفت بأسمه وكان يسكنها هو وأهله وكان لهم ثروة وعبيد تخدمهم , وكانت منيسة خصيب تعرف قديماً بأسم بوقسيس (والأصح بوفسيس نسبة إلى تلميذ القديس آباهور صاحب دير سوادة أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى وكانت المنيا تنسب له ) وهذه المدينة فى البر الغربى وبها عدة بيع (كنائس) واحده للسيدة العذراء مريم وكنيسة للقديس مار جرجس خارج المدينة وثالثة للملاك ميخائيل وللملاك كنيسة أخرى فى داخل المدينة وواحدة للشهيد مرقوريوس والأخرى لأبوفسيس , وفى البرية كنيسة للقديسة العذراء مريم وأهرى للشهيد مرقوريوس وكنيسة للملاك ميخائيل خارج المدينة على طريق دلجة (دلجة مركز دير مواس المنيا) ودير على أسم الشهيد تادرس خارج تهور - وذكر ان منية خصيب فيها جسد القديس هلبس (هلياس الشهيد من أهل هناس تذكار عيده فى 14 برمهات ) .. زمن منية خصيب عاد المسيح غلى مصر ومنها إلى الشام فى طريق عودته وهناك أول كنيسة انشأت فى الوجه القبلى وكرزت وكان يطلق عليها قوص قام فى البرية وتفسير قوص قام تعنى المكفن بالحلفاء للصعاليك وقد بناها قوس بن قفط أبن مصرايم وجاء إليها الرب يسوع والسيدة العذراء مريم ب والشيخ البار يوسف عند هروبهم من هيرودس الملك الكافر قاتل الأطفال فى بيت يعلوها ويصعد إليه بدرج (سلم) وفى هذا أنفتحت بنفخة السيد فى الحائط ولم تفتح بيد ولا بآلة من الآلات وفى الكنيسة مذبح واحد وكان تكريزة بحلول الرب يسوع والتلاميذ الكبار فى سحابة على ما شهد به ميمر البابا فيلاتاوس (راجع تكريس الدير المحرق ) وهو البطريرك 23 على الماء إلى أن يتقدس والريحان والأوراق والسرج على المنائر وأن ترش بالماء حوائط الكنائس وتقدم إلى بطرس بتكريز كل الكنائس على مثال التكريز الأول بالمحرقة من أعمال الأشمونيين . مدينة ديروط باسم منية بنى خصيب وكانت تعرف قديماً بمنية بوفيس نسبة إلى تلميذ آباهور صاحب دير سوادة .

ولم تطل مدة إقامة العا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010