"بعد أربعين يوماً تنقلب المدينة..."

سلام الرب لكم :

هذه هي الكلمات الخمسة التي وضعها الرب في فم يونان وأرسله لينادي بها في مدينة نينوي ... ورجعت المدينة كلها إلي الرب ... فأي كلمات هذه ..

وما هو السر فيها أنها كلمات عجيبة لأنها أمر الرب... وأنذاره .. والسر فيها انها تحمل الجدية والخطورة لا بأمر يتعلق بالعالم والارضيات انما بنفس الإنسان ...

فالمدينة : هي كل نفس ... والنفس التي تخطئ تموت .. وتنقلب المدينة إلي عذاب لا ينتهي وما أجمل كلمات الحكيم سليمان اذ يوضح تداعي هذه المدينة .. وإن كان يقصدها هنا بالجسد لكنها رمز لأنقلابها الأبدي اذ يقول .. "فأذكر خالقك في اسام شبابك قبل ان تأتي ايام الشر أو يجئ السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور ..."

قبل ما تظلم الشمس والنور والقمر والنجوم وترجع السحب بعد المطر ( بهجة الأرض ) ... في يوم يتزعزع فيه حفظة البيت ( الذراعان ) وتتلوي رجال القوة ( الأرجل ) وتبطل الطواحن ( الاسنان ) لأنها قلت وتظلم النواظر ( العيون ) من الشبابيك .. ( جا 12 )

آه .. إلي آخره من وضف لقلعة الأنسان في نهاية أيامها وكم هي الأيام ... ؟ لسنا نعلم .. هل هي أربيعين يوماً....؟ لا نعلم .. لكن نعلم أنها قليلة وردية .. وانها بخار .. رأيتها كظل سريعاً يعبر ... فأي انسان هذا الذي يستمر في خطيئته غير مدرك خطورة الأمر .. وانها أيام قليلة وتنقلب مدينة حياته .. كل عقل يفكر باستقامة لابد وان يتوب...

آه يا يسوع المسيح .. أعطي للجميع أن يتوبوا وتنقذ النفوس من هلاك الأبدي .. وأنزل كل نفس من علي كراسي الخطايا والشهوات .. وأعطها أن تجلس علي أرض التوبة والإيمان آمين

من كتاب للقس مكاري يونان

والرب يكون معنا
`17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010