ما المقصود بقول المسيح (( ابي اعظم مني )) ؟

سلام الرب لكم :


((( لأن أبي أعظم مني )))

هو أولا بالطبع أعظم من جهة الإخلاء ‘ بمعنى أن المسيح يتكلم وهو في الجسد وذاهب للآب
بمعنى أن المسيح وجد في الهيئة كإنسان أخلى ذاته آخذاً شكل العبد ...

والآب هنا ليس أعظم من الابن جنساً أو وضعاً أزلياً أو شكلاً ، فاللاهوت واحد لا يتجزأ أو ينفصل أبدا بل وعلى الإطلاق ، فاللاهوت واحد لا ينقسم ولا يتعالى أو يتعاظم على نفسه ، فالجوهر ، أي الطبيعة ، في الله واحد وهو بسيط غير متجزئ

والمسيح ربنا نفسه أكد على الوحدة بينه وبين الآب
أنا والآب واحد ،،،، من رآني فقد رأى الآب

وهذه الآيات إنما تؤكد على الوحدة الحقيقية بين الآب والابن ، وأن ليس هناك انقسام او تفرقة بين عمل الآب والابن ، لذلك نطق بها ربنا يسوع وربطها مع وحدته مع الآب بكل دقة وعمق :

+ لا يقدر الابن أن يعمل من نفسه شيئاً ، إلا ما ينظر الآب ... يو 5 : 19
+ أنا لا اقدر أن أفعل من نفسي شيئاً ، كما اسمع أُدين ، ودينونتي عادلة ... يو 5: 30
+ لأني لا أطلب مشيئتي ، بل مشيئة الآب الذي أرسلني ... يو 5 : 30
+ تعليمي ليس لي ، بل للذي أرسلني ... يو 7 : 16
+ أنا هو ، ولست أفعل شيئاً من نفسي ، بل أتكلم بهذا كما علمني أبي يو 8 : 28
+ الذي أرسلني هو معي ، ولم يتركني الآب وحدي ، لأني في كل حين أفعل ما يُرضيه يو8 : 29
+ أنا إنسان (( من جهة التجسد )) قد كلمكم بالحق الذي سمعه من الله يو 8 : 40
+ لأني لم آتي من نفسي ، بل ذاك أرسلني يو 8 : 42
+ لكني أكرم أبي وأنتم تهينوني يو 8 : 49
+ لأني لم أتكلم من نفسي ، لكن الآب الذي أرسلني هو أعطاني وصية ماذا أقول وبماذا أتكلم ..
يو 12 :49
+ الكلام الذي أكلمكم به ، لست أتكلم به من نفسي ، ولكن الآب الحل فيَّ هو الذي يعمل الأعمال
يو 14 : 10


هذه هي الأبوة في الله وهذه هي البنوة في الله ، ليس بينهما أي تنافر أو انشقاق أو تعالي ، يستحيل لأي إنسان يتمعن بدقة في هذه الآيات أن يعثر على أي انقسام أو انشقاق أو ثنائية ، فالوحدة مطلقة بين الآب والابن يتضمنها الحب المطلق من الآب للابن والطاعة من الابن للآب ، فالآب يشاء والابن يكمل المشيئة بنفس ذات القوة ، والآب يتكلم والابن يُعلم بنفس الكلام ...

عموما هنا يؤكد ربنا يسوع على انه ليس هناك أي فرق بينه وبين الآب لا في المشيئة ولا في الإرادة ولا القدرة ولا القوة ، ولكي نؤكد على عدم التفريق نهائياً فلنربط هذه الآيات بتلك ونرى النتيجة التي حددها ربنا يسوع بنفسه :

" ولكي يُكرم الجميع الابن ، كما يُكرمون الآب .
من لا يُكرم الابن ، لا يُكرم الآب الذي أرسله "
( يو 5 : 23 ) = كرامة واحدة للآب والابن = إله واحد

" أنتم تؤمنون بالله ، فآمنوا بي . ( يو 14 : 1 ) = الإيمان بالآب يُحتم الإيمان بالابن لأنهما ذات واحده

" أبي يعمل حتى الآن وأنا أعمل. ( يو 5 : 17 ) = العمل واحد بين الآب والابن

" أنا والآب واحد " ( يو 10 : 30 ) = واحد في الجوهر والذات = إله واحد

" وكل ما هو لي فهو لك ، وكل ما لك فهو لي "
( يو 17 : 10 ) = وحدة الصفات والمميزات

" الذي رآني فقد رأى الآب . " ( يو 14 : 9 ) = الآب والابن منظور واحد

" أنت أيها الآب في َّ وأنا فيك " ( يو 17 : 21 ) = الكيان الواحد

" هذه هيَّ الحياة الأبدية ، أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ، ويسوع المسيح الذي أرسلته " ( يو17: 3)
معرفة الآب والابن متساوية فيها حياة

طبعا أني لا اقدر أن أفي الآية حقها متكاملاً لأن الشرح يطول جداً ، ولم أتعرض لكلمات القديس بولس الرسول وربطها المباشر بعمل المسيح وكلماته ولا شرح القديس اثناسيوس الرسولي ولا كيرلس الكبير الخ ...

ارجو أن أكون وضحت موضوع هام جداً وتسائولات لا تنتهي عن هذه الآية التي صارت محل نزاع كثيرين وتشكيك مع أنها ابعد ما تكون عن أي تشكيك أن فهمت في ضوء سر الإخلاء وعمل المسيح إلهنا الحي

أختنا.. لولا:
موضوعك مرجع عظيم والاستفادة منه كبيرة ..فرجاء الزيادة من هذه المواضيع العقائدية التى يجهلها أناس كثيرين رغم انهم فى احتياج كبير لها خصوصا هذه الأيام.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010