+::+ { هل الله موجود } +::+

هل الله موجود
===========

(الرهان على وجوده)

الكاتب : القمص زكريا بطرس



"لأنه يجب أن الذي يأتي إلى الله يؤمن

بأنه موجود وأنه يجازي الذين يطلبونه"

(عبرانيين 11: 6)

مقدمة


نظرية الرهان للعالم ( بليز باسكال )
---------------------------------------

كان لعالم فرنسي يدعى بليز باسكال صديق ملحد، ممن ينكرون وجود الله. فدخلا في مناقشة عن وجود الله. ولم يلجأ بليز باسكال إلى النظريات الفلسفية لإثبات وجود الله، ولكنه استخدم أسلوبا في غاية البساطة ليصل بهذا الملحد إلى أعتاب الإيمان. وعرفت مناقشته هذه "بدليل الرهان".


وسوف أوضح في هذه النبذة البسيطة من هو بليز باسكال، ثم اشرح نظرية الرهان. راجيا من الرب أن يكون معينا لمن يقرأها على ثبات إيمانه، بشفاعة أمنا العذراء مريم وكل القديسين وصلوات أبينا الطوباوي الأنبا شنودة الثالث. آمين.

أولا:

من هو بليز باسكال؟
------------------------

أنقل لك أيها القارئ العزيز ما كُتِبَ عن بليز باسكال في دائرة المعارف العربية المعروفة باسم (الموسوعة العربية الميسرة) إذ جاء فيها ما يلي:


بليز باسكال (1623ـ1662م) عالم فرنسي، وفيلسوف لاهوتي. جمعت كتاباته الدينية باسم "أفكار" ... وضع في العلم أساس النظرية الحديثة في قياس درجات الاحتمال، وابتكر المثلث الرياضي، "مثلث باسكال" وهذب حساب التفاضل والتكامل، وصاغ قانون تعادل السوائل المعروف باسمه ... وقد مهد عقول معاصريه لدراسة النفس البشرية والعقل الإنساني، بكل ما يمتازان به، من كمال ونقص، من خير وشر.

ويعد كتابه "أفكار" إلى جانب قيمته الفلسفية والدينية، أثرا أدبيا ممتازا بإسلوبه ...، وهوصاحب مذهب في التعبير الأدبي.

(الموسوعة العربية الميسرة صفحة 311و312)


من هذا نرى أن باسكال كان عالما في الفيزيقيا، والرياضيات. إلى جوار أنه فيلسوف مؤمن. فكلامه ذو قيمة عظيمة لمن يريد أن ينتفع به.


فهيا بنا نرى الدليل الذي وضعه ليبرهن للملحدين على وجود الله.

ثانيا:

نظرية الرهان

وقبل أن نعرض لهذا الدليل دعنا نوضح بعض الأمور الهامة.


1ـ أن الملحد يرفض مبدأ الإيمان القلبي بوجود الله، ويصر أنه يريد أن يرى الله بعيون الجسد والحواس البشرية، وإلا فإن الله غير موجود.

2ـ كذلك يرفض الملحد مبدأ الإيمان بالكتاب المقدس الذي يثبت وجود الله.

3ـ هذا والملحد لا يقبل أي برهان منطقي أو فلسفي على وجود الله.

4ـ كما أن الملحد لا يستطيع أن يقيم الدليل القاطع على عدم وجود الله.


لهذه الاعتبارات وغيرها لجأ باسكال إلى نظرية "دليل الرهان على وجود الله". فقد وجد في "سباق الخيول" مدخلا للنقاش مع صديقه الملحد ففي سباق الخيول نلاحظ ما يلي:


1ـ لا أحد يستطيع أن يؤكد قبل بدء السباق من سيكون الحصان الفائز.


2ـ كل شخص يراهن على حصان معين بحسب رؤيته، وبحسب قانون الاحتمالات:

أ ـ فيقول واحد يحتمل أن الحصان الأسود يكسب السباق فيراهن عليه.

ب ـ وآخر يقول لا بل ربما الحصان الأحمر يكسب ويراهن عليه.

ج ـ ويقول ثالث أنا أراهن على الحصان الأبيض ... وهكذا.


3ـ ولا يتأكد أحد من هو الحصان الفائز إلا في نهاية السباق.


4ـ وبناء على النتيجة يخسر من يخسر ويكسب من يكسب.


من هنا استخدم باسكال نظرية "الرهان" على وجود الله. فوجه المقارنة بين وجود الله وسباق الخيول قريب، كما سنرى:


1ـ كما أنه لا أحد يستطيع أن يؤكد قبل بدء السباق من سيكون الحصان الفائز، هكذا افترض باسكال في "نظرية الرهان" أن لا أحد يستطيع أن يؤكد وجود الله قبل بدء الأبدية.


2ـ وكما أن كل شخص يراهن على حصان معين بحسب رؤيته، هكذا قال باسكال في "نظرية الرهان" أن كلا من المؤمن والملحد يراهن على وجود الله من عدمه.


3ـ وكما أن لا أحد يتأكد من هو الحصان الفائز إلا في نهاية السباق، هكذا افترض باسكال في نظرية "الرهان" أنه لا يتأكد أحد من حقيقة وجود الله إلا في نهاية العمر أي بعد الموت.


4ـ وكما أنه بناء على النتيجة يخسر من يخسر ويكسب من يكسب، هكذا بناء على اكتشاف الإنسان بعد الموت إن كان الله موجودا أم لا، تكون الخسارة أو المكسب.


5ـ وهنا قارن باسكال بين خسارة الملحد وخسارة المؤمن، فقال:


6ـ لو كسب الملحد الرهان وصدق تخمينه بأنه لا توجد حياة بعد الموت، وبالتالي لا يوجد الله، فلم يقم أحد بعد الموت ، فلا يكون المؤمن قد خسر شيئا سوى الملذات الأرضية، ولكنه يكون قد كسب في مقابلها في الأرض أيضا الشرف والفضيلة والأمانة والاحترام.


7ـ ولكن إذا كسب المؤمن الرهان وصدق قوله بأن الله موجود فعلا وهناك أبدية وحياة بعد الموت، فيكون الملحد قد خسر كل شيء في الأبدية، في مقابل ما ربحه من أمور دنيوية وقتية زائلة.


8ـ وخلص إلى حقيقة هامة في مناقشته مع الملحد قائلا له: لماذا يا أخي لا تختار الجانب الآمن "The safe side" حتى لا تخسر الأبدية، وتكون خسارتك فادحة لاتعوض؟؟!! لأنه "ماذا ينتفع الإنسان لوربح العالم كله وخسر نفسه" (مت16: 26) ؟؟

ثالثا:

الخطوات التالية لهذه النظرية
------------------------------
لا يدعي باسكال أن نظرية الرهان هذه هي برهان أكيد على وجود الله، ولكن هدفه من هذه النظرية هو جعل الشخص الذي ينكر وجود الله يفكر في الأمر بعقلية مختلفة، فبدل الرفض المطلق، تعطيه النظرية منطقا مقنعا باحتمال وجود الله، وأنه سوف يخسر كل شيء إن هو أصر على إنكاره لوجود الله.

ولهذا قال بسكال:
---------------------
1ـ أن هذه النظرية هي الخطوة الأولى التي تمهد الطريق لخطوات أخرى أساسية.

2ـ والخطوة الثانية هي أن الإيمان بالله نعمة يعطيها الله لمن يطلبها، لذلك يجب على الشخص الذي يريد أن يؤمن أن يطلب من الله أن يكشف عن عينيه فسيعطى له.


3ـ والخطوة الثالثة هي أن يبدأ هذا الشخص في قراءة الكتاب المقدس لأنه متخصص في علم الله، فهو المرجع الوحيد للبحث عن الله، وسوف تقوده كلمة الله إلى الإيمان.


4ـ الخطوة الرابعة كما وضحها باسكال هي أهمية الكنيسة لسماع الشهود الأمناء الذين اختبروا الله، حتى يتتلمذ عليهم، ويسترشد بهم، ويتشبه بإيمانهم.

5ـ وأكد على حقيقة أن الله لا يمكن أن يرى بالعين المجردة ولا يحسه الناس بحواس الجسد، بل الإيمان هو الإيقان بأمور لا ترى. (عبرانيين11: 1). ولهذا قال الرب لتوما "طوبى للذين آمنوا ولم يروا" (يو20: 29).

6ـ وأخيرا ركز صاحب النظرية على أنه لابد للإنسان أن يفتح قلبه لقبول الله في داخله، حتى يشرق بنوره في أعماقه لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح.


الخاتمة


ليتك يا عزيزي القارئ

إن كنت جادا فعلا لكي تتعرف على الرب كي تؤمن به أن تتبع هذه الخطوات التي وضحها الفيلسوف والعالم الرياضي والفيزيقي.

وإني أرجو من الرب أن ينعم عليك بنعمة الإيمان بشفاعة العذراء مريم وكل القديسين وصلوات حضرة صاحب القداسة البابا الطوباوي الأنبا شنودة الثالث. آمين
أحبائى
الملحدون موجودون فى وسطنا و داخل الكنيسة أيضاً.
+ فالملحد ينكر وجود الله، و الذى يخطئ أيضاً ينكر وجود الله لأنه لو آمن بوجوده فى كل مكان لعلم أن الله موجود فى المكان الذى يخطئ فيه.
+ الملحد ينكر وجود الله لأنه لا يراه بعينيه، و الذى يخطئ ينكر وجود الله لأنه إفترض أنه لا يرى الله و هو يخطئ و كذا لا يراه الله.
+ الملحد يرفض الكتاب المقدس و هو كلمة الله، و كذلك من يخطئ فهو يرفض أن يعمل بكلمة الله.

لو قارنتم بين الملحد و الخاطئ لوجدتم أن فلسفتهم واحدة و لكن أحدهما صادق مع نفسه (الملحد) و الآخر (الخاطئ) يخدع نفسه مصدقاً إنه مؤمن بل و إبن الله مصلياً قائلاً "أبانا الذى فى السموات ...". و لكن يقول لهم الله "إذهبوا عنى يا فاعلى الإثم إنى لا أعرفكم ... ليس كل من يقول لى يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات".

إرحمنا يا الله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010