ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس



ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس
=========================
بقلم ابونا متياس فريد

لقد دعانى الرب
للكهنوت على فم مثلث
الرحمات البابا كيرل س
السادس وكانت دعوته
حاسمه كأمر إلهى : "روح
أتجوز وتعال أرسمك ".
وأطعت الأمر، حتى لم
يمهلنى بعد الزواج سوى
أقل من شهر، إذ كان زواجى من شريكة
حياتى المباركة تاسونى نادية فى ١٨
نوفمبر سنة ١٩٦٢ وتمت سيامتى على
مذبح السيدة العذراء بالفجالة فى ١٤
ديسمبر من نفس السنة.
أبونا داود:
وكان فى الكنيسة من قبلى آباء
كهنة من كبار السن . ولكن بعد سيامتى
مباشرة أمر قداسة البابا بنقلهم، باستثناء
المتنيح الأب داود مرقس، والد القص
ميخائيل داود كاهن العذراء بروض
الفرج أطال الله حياته.
لذا فى أول مرة أذهب لقداسة
الباب بادرنى وقال لى : "لقد نقلت كل
الكهنة واستبقيت واحدًا فقط
أنا أعلم تمامًا أنه سوف
يريحك." وبدأ يحدثنى عن
زميلى وكيف أنه أب
مبارك يعرفه من زمن
طويل، إذ كان معتادًا أن
يزوره فى الطاحونة ومعه
"الفرخة فى ُ كم الفراجية "
وبالفعل كان زمي ً لا مباركًا.
كان قداسته لطيفًا فى الحد يث
مع الناس، فعندما كان ينادى على أحد
كان يقول دائمًا : "تعال يا حبيب أبوك !"
وعندما كان يخاطب أحدًا باسم "سامى "
كان يقوله له : "تعال يا سامى، عاشت
الأسامى!" فكنت أحس فيه بروح الأب
الذى يفرح بأولاده . كما كنت أرى هذه
الفرحة فى وجهه عندما كان يستقبلنى .
وإذا حد ث أن انشغلت عنه أو تأخرت
فى زيارته، كان يبادرنى بعتاب حلو
ورقيق ويقول : "كنت فين يا أخوى؟ هل
كنت متغرب فى شتات بنطس
وغلاطية؟!!"

لطف حتى فى أثناء الغضب
أذكر مرة كنت قد دعوت أحد
الآباء الأساقفة ليعظ فى الكنيسة، وبعدها
ذهبت لزيارة قداسة البابا . فوجدته
يعاتبنى بغضب لأنى لم استأذنه فى ذلك .
فوجدت نفسى قد ارتبكت وحاولت الدفاع
عن نفسى والتماس الأعذار.
وإذ بالموقف يتغير فى ثوا ٍ ن
معدودات، فقد كان الشماس د . يوسف
منصور يشهد هذا الموقف، وسمعته
يهمس فى أذن البابا ويقول له : "أبونا
متياس مرسوم جديد، ولا يتحمل أن
قداستك تغض ب منه " . وإذ بقداسة البابا
يتغير فى الحال ويتحول إلى صورته
العادية، صورة الأب الحلو الهادىء
الوديع، وقال بصوت عال : "يا وديع،
هات كباية شربات لأبونا متياس ".
فاندهشت من هذا الأب الذى يعرف كيف
يتخلص من الغضب فى أسرع من لمح
البصر!!
أقوال مفضلة!!
كتب قداسته عل ى باب حجرة
الاستقبال عبارتين من أقوال الآباء،
الأولى تقول : "ازهد فيما بين يدى الناس
يحبك الناس ". والثانية تقول : "من يجرى
نحو الكرامة هربت منه، ومن هرب
منها بحكمة سعت نحوه وأرشدت الناس
إليه". وهكذا كانت هذه العبارات عظة
صامتة، كما أنها كانت تعكس ناحية من
طبيعة هذا الأب القديس الذى عاش حياة
الزهد، رغم الأموال التى كان يلقيها
الأثرياء عند رجليه، كما كان المؤمنون
الأوائل يفعلون مع الرسل (أعمال
٣٥:٤ ) وفى نفس الوقت، كان يهرب
تمامًا من الكرامة.

القمص/ متياس فريد







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010