كيف تساعد الآخرين في مواجهة الأزمات



كيف تساعد الآخرين في مواجهة الأزمات
==========================


ما أكثر الأحزان التي تصيب الإنسان عندما يفقد شخص عزيز أو يتعرض هو أو أحد أفراد أسرته للمرض، وما أصعب الضغوط التي يتعرض لها كفقدان لوظيفة أو تعرض لخسارة مادية أو فشل في دراسة أو عمل معين كنتيجة لهذه الضغوط والأحزان يتأثر الفرد ويظهر هذا التأثير في صورة

توتر، صداع، قلق، صعوبة في النوم، ثورة على أتفه الأسباب، صعوبة في التركيز، وفي بعض.الحالات تظهر بعض الأمراض كارتفاع في الضغط والسكر عندما نرى الآخر يخفي ضيقة لماذا يكون ابتعادنا هو رد الفعل الطبيعي؟ لماذا نتراجع ونظل بعيدين عن التدخل؟ وعندما نتجاوب مع الناس يكون بالنقد والتحليل والثرثرة وحب الاستطلاع "احملوا بعضكم أثقال بعض وهكذا تتموا ناموس المسيح" (غل 2:6) مساعدة الآخرين في حمل أثقالهم هي القاعدة الروحية التي يطلبها منا الكتاب المقدس، خروجك لمشاركة الناس في حمل أثقالهم بفرح وحب يخفف أحمالك وحملهم والنتيجة أن السيد المسيح سيحمل أثقالك وأثقال من تساعدهم معاً، اليوم صاحب المشكلة قد يكون صديق أو جار أو زميل أو قريب وغداً قد أكون أنا هو من يعاني الأزمة وحديثنا ليس عن صاحب الأزمة إنما عن دورنا ودور المحيطين به فماذا أفعل لأساعد الآخرين لمواجهة الضغوط.
1- شد يده بالله:
في اللحظة التي تحيط بنا الآلام بأنواعها واللحظة التي تعصف بنا الأعصاير وتضيق علينا الأزمات هي نفس اللحظة التي نحتاج لصديق وفي يأخذ بأيدينا ويثبت إيماننا، نحتاج حقيقة إلى صديق يشدد أيدينا بالله ويرفع أنظارنا إليه ويذكرنا بوعوده لنا. أقول له تذكر أن الله معك، ولا تجعل الغيوم تنسيك أن هناك شمساً قوية خلفها، تشدد وتشجع وأنظر إلى الله فتنسى كل مخاوفك.
2- الصلاة:
أصلي من أجل الآخرين لكي يعينهم الله على مشاكلهم، في الصلاة فائدة لي قبل الآخر لأن فيها خروج عن الذات وفتح مكان في القلب لإخوتي، اطلب من الله يومياً بل وقبل خروجك مباشرة لمساعدة الآخرين، اطلب طاقة الحب وقبول للنفوس المتعبة فحبك المحدود لا يستطيع أن يلبي احتياجاتهم المتنوعة.
3- الاهتمام:
هل تحدثت مع شخص ينظر إلى الحائط الذي خلفك أو يعبث بخاتمه وأنت تخبره بمرض طفلك؟ إن هذا السلوك غير اللفظي ينقل إليك رسالة واضحة (إني غير مهتم بما تقوله، هل تتفضل بالإسراع وتختم حديثك).


في كثير من الحالات لا يحتاج الآخر إلا إلى الاهتمام والحب وإظهار المشاعر، والاهتمام ليس معناه تبادل المعلومات بل تبادل المشاعر الصادقة التي تصل إلى صاحب المشكلة. إن غلطتنا إننا نفترض أن الشخص الذي يعرض مشكلته يطلب منا الحل، فالزوج الذي يشكو لزوجته عن التوتر الذي يعانيه لا يطلب منها أن تأتي له بوظيفة بديلة، كل ما يطلبه أن تتفهم موقفه وتتقبله.
4- التشجيع والتقدير:
التشجيع ليس مجاملة، إنه التعبير الرقيق الذي يساعد شخصاً ليكون أفضل حتى من الظروف عندما تقسو عليه ظروف الحياة.
التقدير هو أحد الاحتياجات الأساسية للنفس البشرية، الجنس البشري بأكمله الكبير والصغير يتلهف على العطف والتقدير وبممارستك لفن التشجيع والتقدير للآخر تستطيع أن تساعده مساعدة بناءة، ودعنا نتعلم من السيد المسيح في لقاؤه مع السامرية وكيف امتدح فيها نقطة صغيرة جداً "حسناً أجبت بالصدق" ونرى كيف تحولت من امرأة زانية إلى مبشرة بالسيد المسيح. تعلم أن تنمي في نفسك القدرة على امتداح الآخرين ولكن بحكمة وصدق وبغير تكلف.
5- الاستماع الجيد:
في بعض الحالات لن يحتاج الآخر أكثر من أذن للسمع ففي هذا راحة له وعند استماعك له كن في مواجهة الطرف الآخر، اجعل عينيك في عينيه ليتم التواصل بينكما، استمع إليه بوجه بشوش ولا تنشغل عنه بعمل في يديك أو بالرد على التليفون وساعده ليحدد هو بنفسه أبعاد المشكلة والحلول المتاحة.
6- عدم الإدانة:
لا تدين الآخر ولا حتى في قلبك لأن الإدانة هي عمل الله وحده. كذلك الإدانة والنقد لا يولد إلا الآلام والأحقاد والبغض، تذكر أن الآخر الواقف بجوارك هو أيضاً مسكن للمسيح ولا تنظر إلى عيوبه وتقصيراته فلا أحد يخلو من العيوب ومن الممكن أن تقع في نفس أخطاؤه لو مررت بنفس تجاربه، بل كن لطيفاً بشوشاً مبتسماً.
في مساعدة الآخرين نحتاج إلى بذل الجهد والوقت والمال الله سيساعد الآخرين بي أو بغيري فلماذا لا أترك نفسي أداة في يد الرب ليستخدمني لمساعدة الآخرين وإدخال السعادة إلى نفوسهم وحينئذ سأشعر بالرضا والراحة والفرح والسلام.

عندك حق يا تسونى `14`






صلى لضعفى `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010