الأب سارافيم ساروفسكي

الأب سارافيم ساروفيسكي (1833-1759) م

ولد سنة 1759 م في مدينة كورسك في روسيا من عائلة تقية تشتغل في التجارة . وقد أعتراه في طفولته مرض خطير ، وكان يري السيدة العذراء تتحدث معه أثناء مرضه وتعده بالشفاء ولما بلغ سن العشرين تخلي عما ورثه من والده و وزع كل ما يملك علي الفقراء وترك مدينته وهو لا يحمل معه إلا كيسا ً صغيرا ً وعصاه. وكان كنزه الثمين الوحيد صليبا ً من النحاس إحتفظ به طوال حياته.

وفي سنة 1779 م دخل دير ساروف وعاش فيه كمبتدأ إلي سنة 1786 م ، وكان طائعا ً لأبيه الروحي طاعة مطلقة . عمل أولا ً في فرن الدير ثم نجارا ً. ورغم إنشغاله في الأعمال اليدوية ام يكل من الصلاة وتلاوة الكتاب المقدس وكتابات الآباء القديسين ، وكان اسم الرب يسوع لا يفارق شفتيه . كان ميالا ً للصمت ، قليل الكلام ، وفي وقت فراغه كان يذهب للغابة المجاورة للدير حيث يقضي وقته في الصلاة . ومع ميله للأعتزال لم يكن عبوسا ً بل بشوشا ً حتي في وقت مرضه وأوجاعه . فقد أصيب مرة بمرض مزمن استمر لمدة ثلاث سنوات لم يتذمر قط . وظهرت له في أثناء مرضه السيدة العذراء للمرة الثانية . وكان نتيجة ظهورها أن شفي من علته ، وسمعها تقول وهي تشير إليه : " إن هذا من جماعتنا ".

وفي سنة 1786 م لبس بروخر (وهو اسمه الأصلي) الإسكيم الرهباني وأصبح اسمه " سارافيم " ثم سيم شماسا ً فكاهنا ً ، وحدث مرة أثناء خدمة الجمعة العظيمة أن ظهر له الرب يسوع وعلي وجهه سيماء " ابن الإنسان المتألم " .

وفي سنة 1794 م بدأت تظهر في حياته تباشير ظواهر جديدة فقد حصل سارافيم علي أذن بالإعتزال في مكان خارج الدير ، فانزوي في كوخ صغير حقير في بطن الغابة .

ومنذ ذلك الوقت بدأت صلواته الطويلة الإنفرادية وإنطلاقه الروحي غير العادي الذي ظهرت ثماره فيما بعد قرب نهاية حياته .

وفي مكان عزلته هاجمته عصابة من قطاع الطرق وضربوه بالعصي مما أدي لإصابته بعاهة مستديمة اضطرته أن يمشي مقوس الظهر معتمدا ً علي العصي . وتسببت هذه الحادثة في تركه العزلة وعودته للدير ، إلا أن السيدة العذراء ظهرت له في رؤيا كي يرجع إلي صومعته .

وقد قضي سارافيم ألف ليلة كاملة وهو واقف علي صخرة في الغابة رافعا ً ييه صوب السماء بشكل صليب مرددا ً بلا انقطاع " إرحمني يارب أنا الخاطيء ". وفي أثناء النهار يعلم من يأتيه من الزائرين. منذ سنة سنة 1807 م وبقي في حالة الصمت التام ثلاث سنوات حتي سنة 1810 م حيث رجع إلي الدير بأمر رئيسه نتيجة دسائس بعض الرهبان . ومع هذا عاش حبيسا ً في غرفة ضيقة داخل الدير ملازما ً الصمت .

وفي سنة 1825 م ظهرت له رؤيا كان لها تأثير كبير في تغيير طريقة حياته ودوي كبير في حياة الآلاف من الرهبان والعلمانيين في كل روسيا . وفي هذه الرؤيا خاطبته العذراء طابة إليه أن يخرج نهائيا ً من عزلته ليخدم النفوس .

وقبل نياحته بسنوات قليلة رآه أحد تلاميذه ( نيقولا موتولفيف ) في حالة تجلي باهرة إذ صار وجهه مضيئا ً أكثر من الشمس.

إن القديس سارافيم كان يؤكد دائما أن " غاية المسيحية هي إقتناء الروح القدس " وقد عاش هو فعلا ً حياة إمتلأت بالروح القدس.

وفي صبيحة الثاني من شهر يناير سنة 1833 م وجد سارافيم في غرفته وقد فارق الحياة جاثيا ً علي ركبتيه أمام أيقونة السيدة العذراء المعروفة باسم " سيدة الحنان " ، وبيده شمعة مضاءة أخذ لهبها يلتهم صفحات الكتاب المقدس.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010