شهادة التاريخ بأن المصلوب هو السيد المسيح

+ أدلة على حقيقة أحداث الصلب الذى ذكرها الإنجيل
+ شهادة التاريخ بأن المصلوب هو السيد المسيح
===============================

أولاً الأدلة العقلية و التاريخية
---------------------------------

ثانياً قصة طعن السيد المسيح بالحربة على الصليب
وأيمان الجندى الذى طعنه و هو لونجينوس
----------------------------------------------------


أولاً الأدلة العقلية و التاريخية :
----------------------------------

1- أن صك الحكم الذى أصدره بيلاطس البنطى بصلب السيد المسيح أكتشفه العلماء الفرنسيون الذين رافقوا الجيش الفرنسى فى زحفه بقيادة فيليب الرابع إلى أيطاليا بمدينة نابولى و بالتحديد فى مقاطعة أكويلا سنة 1280 م ، كذلك أكتشفوا صورة خطاب مرسل من يوليوس والى الجليل إلى المحفل الرومانى بمدينة رومية، و فيه وصف دقيق لشكل الرب يسوع المسيح فى الجسد .

2- أن الرسالة التى أرسلها بيلاطس إلى طيباريوس قيصر مبيناً فيهل الأسباب التى دعت إلى صلب السيد المسيح و أسماء الشهود الذين حضروا المحاكمة أكتشفها بعض العلماء الآلمان سنة 1390 م فى روما، و قد حُفظت هذه الرسالة فى الفاتيكان، و كانت معروفة عند القدماء، و أشار إليها الفيلسوف يوستينوس عام 139 م و العلامة ترتليانوس عام 169 م .
و الأسباب التى جعلت اليهود يحكمون بصلبه كما هو مدون فيها :
(1) نشر الضلالة بين الناس
(2) تحريضه لهم على الشغب
(3) مخالفته لناموس موسى
(4) مناداته بأنه إبن الله و ملك إسرائيل
و نقطتف من الرسالة : "ألقى الأوباش الهائجون القبض على يسوع و لما آنسوا عدم الخوف من الحكومه إذ ظنوا مع زعمائهم أنى فزعت من ثوراتهم فتمادوا فى الصياح (أصلبه .. أصلبه ..) ثم طلبت و غسلت يدى أمام الجمهور مشيراً بذلك إلى أستهجان عملهم، و لكن لم يأت ذلك بثمر فأن نفوس هؤلاء الأشقياء ظمآنه لقتله .. فقلت له (أى ليوس الرامى) قد أجبت طلبك، و فى الحال أمرت ماتليوس أن يأخذ بعض عساكر معه ليلاحظ و يباشر دفنه لئلا يعترض أحد له .. و بعد ذلك بأيام قليلة وجد القبر فارغاً و أزاع تلاميذ يسوع فى أطراف البلاد و أكنافها أن يسوع قام من الموت كما تنبأ"
كما سبق و قلنا، كاتب الرسالة هو بيلاطس البنطى الذى حكم على السيد المسيح بالصلب تنفيذا لرغبة اليهود .

3- وجود صور و نقوش توضح الصلب فى القرنين الأول و الثانى (كتاب الإكتشافات الحديثة و صدق وقائع العهد الجديد تأليف السير وليم رمزى) فلو لم يكن الصلب قد حدث فعلاً فلما تشير هذه النصوص !!

4- جميع الكنائس الأثرية فى القرون الأولى بها أماكن للمعمودية و صور العشاء الربانى، و معلق فيها الصليب. فان لم يكن الصلب قد حدث، و لو أن يسوع الذى يؤمن به المسيحيون لم يُصلب فعلاً، فلماذا أتخذ المسيحيون الصليب شعاراً له. و ما معنى وجود كل هذا فى الكنائس الأولى !!

5- إن القبر الذى دُفن فيه السيد المسيح فى أورشاليم مازال موجوداً حتى الآن خالياً من جسد المسيح و يزوره كل عام الآلاف و الملايين منذ القرون الأولى .

6- إن الكلمات التى نطق بها السيد المسيح على الصليب المبارك تؤكد أنه هو صاحب الأمر و النهى، تؤكد أنه هو صاحب السلطان لآنه قال للص اليمين "اليوم تكون معى فى الفردوس" (لو 23 : 43). وقال "أغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" (لو 23 : 34) و هذه المقولة بالتحديد تنطوى على رحمة و محبة كبيرة فاقت كل الحدود ، أنه يصلى من أجل صالبيه، أنها محبة لا يمكن أن يقولها أنسان بشرى عادى. كما أنه قال "قد أكمل" (يو 19 : 30) و هى كلمة تحتوى على سلطان القوى، أنه أتمام المكتوب عنه منذ قديم الزمن، من عشرات النبوات فى توراة موسى و مزامير داود النبى ..

7- إن الذين نادوا بصلب السيد المسيح و موته و قيامته ليسوا أعداء السيد المسيح و أرادوا التبشير به، بل هم تلاميذه المقربون العارفون بالحقيقة و متأكدون منها، و شهود عليها .

8- لقد تم صلب كثيرين قبل السيد المسيح، و لكن لم تحدث أى ظواهر غير طبيعية أو أمور خارقة للعادة و لكن حين صُلب السيد المسيح حدثت أمور غير طبيعية و قد سجلها القديس متى الرسول فقال : "و من الساعة السادسة كانت ظلمة على كل الارض الى الساعة التاسعة (متى 27 : 45) ، "فصرخ يسوع ايضا بصوت عظيم و اسلم الروح ، و اذا حجاب الهيكل قد انشق الى اثنين من فوق الى اسفل و الارض تزلزلت و الصخور تشققت" (متى 27 : 50 - 51) فهل مثل هذه الأمور كان يمكن أن تحدث لو أن المصلوب شخص غير مسيحنا له المجد ؟!! ، و هناك أدلة غير الإنجيل تذكر هذه الحداثة :
(1) يحدثنا التاريخ فى سيرة ديوناسيوس الآريوباغى القاضى ، أنه حين حدث كسوف فى الشمس وقت صلب السيد المسيح كان ديوناسيوس يدرس فى جامعة عين شمس (أحدى الجامعات اليونانية القديمة فى مصر ، بالطبع تختلف عن جامعة عين شمس الموجودة حالياً فى مصر!) علوم الفلك و الهندسة و القانون و الطب ... إلخ. و هذا هو منهج من يتولى سلطان القاضى و هو أن يكون ملماً بجميع العلوم ، و حين حدث كسوف الشمس حدث تساؤل .. فكانت الإجابة أن هناك إحتمالاً من ثلاث إحتمالات :
1- أن يكون العالم أوشك على النهاية و هذا الكسوف من أحدى الدلالات .
2- أن تكون كل قواعد علم الفلك خاطئة من أساسها .
3- أن يكون إله الكون متألماً.
و ظلت هذه الواقعة فى ذاكرة ديوناسويس إلى أن بشره القديس بولس فى أريوس بأغوس، متأكداً بأن لإحتمال الثالث هو الأوقع و الأصح و هو أن يكون إله الكون كان متألماً .. لان حادث الكسوف الذى حدث للشمس الذى أستمر ثلاثة ساعات ليس بأمراً عادياً بل هو فوق مقدور البشر و فوق القواعد و التحاليل العلمية .
(2) ثالوس (حوالي سنة 52 م) مؤرخ، كتب تاريخ أمم شرق البحر المتوسط من حرب طروادة حتى هذا التاريخ، كتاباته باقية إلى اليوم فى صورة أقتباسات وقد وضعها العديد من المؤرخين فى أعمالهم، منهم المؤرخ ( يوليوس أفريكانوس ) أحد المؤرخين الذى عاش سنة 221 الذى أستشهد بكتابات المؤرخ ثالوس بشأن كسوف الشمس و الزلزال الذى حدث أثناء صلب السيد المسيح كما هو مذكور فى الإنجيل "و كان نحو الساعة السادسة فكانت ظلمة على الارض كلها الى الساعة التاسعة، و أظلمت الشمس و انشق حجاب الهيكل من وسطه" (لو 23 : 44 - 45) :
"من الغريب أنه أثناء صلب يسوع ، الذى حدث أثناء عيد الفصح ، أن القمر كان مكتملاً مما يجعل حدوث كسوف الشمس أمراً مستحيلاً" و هذه أحد النقاط الذى أستخدمها يوليوس أفريكانوس مثبتاً حدوث ظلمة على الأرض و كسوف للشمس غير متوقع، بل و مستحيل علمياً .
أيضاً يذكر ثالوث فى مجلده الثالث من سلسلة مجداته التاريخية : "غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية (Judea) ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال" و هو ما أستشهد به يوليوس أفريكانوس فى كتاباته . و هذا يؤكد على حدوث أمر غير معتاد (معجزة) أثناء صلب السيد المسيح ، حتى أنها تركت أثر فى نفوس غير المؤمنين أمثال ثالوس.

9- لمصلحة من يكتب التلاميذ و الرسل و يبشروا بموت المسيح مصلوباً و قيامته لإذا كان المسيح لم يصلب و لم يمت و لم يقوم ؟!!

10- فى سنة 351م في زمن القديس كيرلس بطريرك أورشليم وفي عهد الملك قسطنطين الكبير ظهرت علامة الصليب المجيد وسط السماء نحو الساعة الثالثة من النهار ملتحفة بنور يفوق نور الشمس ممتدة فوق مدينة أورشليم من جبل الجلجثة إلى جبل الزيتون وقد رأي ذلك كل من كانوا في أورشليم وقتئذ فسارعوا إلى كنيسة القيامة مندهشين من عظم الآية وقد آمن حينئذ كثيرون فكتب البابا البطريرك إلى الملك قسطنديوس رسالة قال فيها : " أنه في أيام أبيك السعيد الذكر ظهر صليب من نجوم وسط السماء وفي أيامك ظهر أيضا الصليب ملتحفا بنور يفوق نور الشمس ." ورتب هذا العيد في دلال بيت المقدس وسارت عليه كل كنائس العالم وهي لا تزال تصنع تذكاره كل سنة لان به كان خلاصنا وهو سلاحنا ضد سائر أعدائنا إذا تسلحنا به بإيمان قوي ، فإلى اليوم نحن نحتفل بعيد ظهور الصليب المقدس .. فإذا كان السيد المسيح لم يصلب فلماذا ظهرت هذه المعجزة العظيمة التى شاهدها الآلاف و أمنوا بها ؟؟ و لماذا تحتفل بها كل الكنائس حتى اليوم ؟

11- القديسة الملكة هيلانة و أكتشاف الصليب المقدس :
ولدت هذه القديسة بمدينة الرها من والدين مسيحيين نحو سنة 247م فربياها تربية مسيحية وأدباها بالآداب الدينية وكانت حسنة الصورة جميلة المنظر واتفق لقونسطنس ملك البيزنطية أن نزل بمدينة الرها وسمع بخبر هذه القديسة وجمال منظرها فطلبها وتزوجها فرزقت منه بقسطنطين الذي صار بعد ذلك أول ملك مسيحي . فربته أحسن تربية وعلمته الحكمة والأدب ولما ملك رأت في رؤيا الليل من يقول لها " امضي إلى أروشليم وافحصي بالدقيق عن الصليب المجيد والمواضع المقدسة " واد أعلمت ابنها بذلك أرسلها مع حاشية من الجند إلى أورشليم فبحثت عن عود الصليب المجيد حتى وجدته كما وجدت الصليبين الآخرين اللذين صلب عليهما اللصان . فأرادت أن تعرف أيهما هو صليب السيد المسيح ؟ فأعلمها القديس مقاريوس أسقف كرسي أورشليم بأنه هو الصليب المكتوب أعلاه " هذا هو يسوع ملك اليهود " ثم سألته أن تري آية ليطمئن قلبها . فاتفق بتدبير السيد المسيح مرور قوم بجنازة ميت في ذلك الحين . فوضعت كلا من الصليبين علي الميت فلم يقم . ولما وضعت الصليب الثالث قام الميت في الحال فازداد أيمانها وعظم سرورها وبعد ذلك شرعت في بناء الكنائس . وبعدها سلمت للأب مقاريوس المال اللازم للبناء أخذت الصليب المجيد والمسامير وعادت إلى ابنها الملك البار قسطنطين فقبل الصليب ووضعه في غلاف من ذهب مرصع بالجواهر الكريمة ووضع في خوذته بعض المسامير التي كانت به .و ظل الصليب المقدس موجود ، و قد تم تقسيمة و تم توزيعة على العديد من الكنائس فى شتى أنحاء العالم ، بالأضافة إلى الجزء الموجود بروما و الأخر الموجود بالقسطنطينية ، و يوجد من الصليب المقدس قطعة بمصر أحضرها الأسقفان الفرنسيان هدية للكنيسة الأرثوذكسية .

12- الحاخام اليهودى يوحانان بن زكا تلميذ عليل الشهير ألف كتاباً بالعبرانية دعاه "سيره حياة يسوع الناصرى" كله شتائم و سب فى يسوع الناصرى جاء فيه : "أن الملك و حكماء اليهود و حاخامتهم حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف بقوله "أنا إبن الله، أنا الله، أنا قد أتيت إلى أورشاليم لأبطل الآعياد و المواسم المقدسة ولأضع شريعة جديدة لأورشاليم و أنا سأكفر بموتى عن كل الخطايا و الذنوب و أقوم من الموت .. " و لما أقتيد يسوع للموت فى مساء يوم الفصح ، كان يصرخ اليهود أمامه "فلتهلك كل أعدائك يا رب" و أنهم وقتئذ علقوا يسوع على شجرة خارج أورشاليم حسب آمر الملك و رؤساء اليهود و أن كل إسرائيل نظروا هذا .

13- قال تيودور :" لو كان حماس تلاميذ المسيح هو الذى ولد الإعتقاد بقيامته لديهم لكان هذا الحماس برد شيئاً فشيئاً حتى وصل إلى درجة الخمول و الجمود و لكن إن ظهور المسيح لهم بعد موته هو الذى بعث فيهم النشاط المتواصل فى ميدان خدمة الإنجيل فلا مفر من التسليم بأن ظهوره كان أمراً حقيقياً و ليس خيالياً ".

14- قال ستروس أحد أرباب النقد ما لخصه :"لو كان المسيح قد أنزل عن الصليب قبل أن يموت ثم أستطاع بعد دفنه أن يخرج من القبر بوسيلة ما لاحتاج إلى مدة طويلة من الزمن للعلاج و يعجز أيضاً عن بعث الإيمان فى تلاميذه بأنه أنتصر على الموت و عن توليده القدرة فيهم على المناداة بالإنجيل فى كل مكان على الرغم من الإضطهاد الذى كان يحيق بهم جزاء هذا العمل" .

15- لا يمكن أن تقنعنى أن عشارت الرسل الذين أستشهدوا بسبب تبشيرهم بالسيد المسيح و صلبه و موته على الصليب و قيامتة قد ضحوا بحياتهم منهم : مارمرقس الرسول الذى بشر فى مصر فى الأسكندرية وحدث وهو يحتفل بعيد الفصح يوم تسعة وعشرين برمودة سنة 68 م وكان الوثنيون في اليوم نفسه يعيدون لألههم سرابيس ، أنهم خرجوا من معبدهم إلى حيث القديس قبضوا عليه وطوقوا عنقه بحبل وكانوا يسحبونه وهم يصيحون " جروا الثور في دار البقر " فتناثر لحمه وتلطخت أرض المدينة من دمه المقدس وفي المساء أودعوه السجن فظهر له ملاك الرب وقال له " افرح يا مرقس عبد الإله ، هودا اسمك قد كتب في سفر الحياة وقد حسبت ضمن جماعة القديسين " وتواري عنه الملاك ثم ظهر له السيد المسيح وأعطاه السلام فابتهجت نفسه وتهللت " . وفي اليوم التالي ( 30 برمودة ) أخرجوه من السجن وأعادوا سحبه في المدينة حتى أسلم روحه الطاهرة ولما أضرموا نارا عظيمة لحرقه حدثت زلازل ورعود وبروق وهطلت أمطار غزيرة فارتاع الوثنيون وولوا مذعورين . وأخذ المؤمنون جسده المقدس إلى الكنيسة التي شيدوها وكفنوه وصلوا عليه وجعلوه في تابوت ووضعوه في مكان خفي من هذه الكنيسة . و قد ظهرت رأس القديس مارمرقس الرسول و تم تكريس كنيسة له سنة 360 ش ، سنة 643 م ، فهل يمكن أتقتنعنى أن مثل هذا القديس قد ضحى بحياته هباء ؟ هل تقنعنى أنه قبوله الموت مبنى على دوافع كذابة ، أم أنه واثق و متأكد من أنه ينفذ تعاليم السيد المسيح الذى صٌلب و قام من الموت . كذلك نجد بقية التلاميذ و الرسل ظلوا على قوة إيمانهم منهم القديس إندراوس الرسول أخي القديس بطرس ، و قد أستشهد مصلوباً و رجموه وهو على الصليب ، و أخيه القديس بطرس الرسول قد أستشهد مصلوباً بأمر الملك نيرون و قد طلب أن يُصلب منكس الرأس ، و كذلك القديس متى الرسول وكان استشهاده رجما بالحجارة على يد فسطس الوالي و قد أستشهد القديس سمعان الغيور و هو أحد الرسل بعدما نشروا جسده ، كذلك فقد أستشهد القديس لوقا الإنجيلى بأمر الملك نيرون .. و هكذا فأنت ترى أن تلاميذ السيد المسيح لم يخافوا الموت بل قد قبلوه بكل شجاعة و لم ينكروا الأيمان . كذلك أستشهد بولس الرسول بأمر الملك نيرون فقد تم قطع رأسه و نال أكليل الشهادة ، و ما أكثر أتباع المسيح الذين أستشهدوا .. هل تقنعنى بأن كل هؤلاء كاذبين ؟ هل تقنعنى بأنهم ضحوا بحياتهم بناءً على أمل كاذب ، هل تقنعنى بأنهم أستشهودا لتبشيرهم بالمسيح المصلوب الذى مات و قام من الموت برغم من علمهم بأنه لم يصلب و لم يموت و لم يقوم من الموت ؟
لا يمكن أن يكونوا قد ضحوا بحياتهم إلا لو كانوا متأكدين أنهم ربحوا حياتهم بالتضحية بها ، و لا يمكن أن يكونوا قد بشروا بصلب و موت و قيامة السيد المسيح و هم يعرفوا بأن السيد المسيح لم يصلب على حد تعبير المسلمين ، أنه من المؤكد أن صلب السيد المسيح و قيامته من الموت حقيقة لا تقبل الجدال ، و لا يمكن أن يأتى أنسان و يشكك فيها

16- لا يمكن أيضاً أن يكون صلب السيد المسيح لم يحدث، لآن هذا ينفى حدوث قيامته من الموت، و هذا منافى للواقع، فقيامة السيد المسيح يوم الأحد هى التى غيرت يوم السبت الذى يقدسه اليهود و لا يعملون فيه، و نجد أن قبول اليهود من الذين أمنوا بالسيد المسيح أن يتخلوا عن راحة يوم السبت المقدسة و يحلوا محلها يوم الأحد ليكون تذكار لقيامة المخلص، دليل كافى على صدق قيامته من الموت و من ثم صدق حدوث الصلب .

17- أكتشف أكليل الشوك الذى وضع على رأس السيد المسيح ، و هو كاملاً محفوظاً حتى اليوم و محفوظ بكاتدرائية نوتردام دى براى ، هذا الأكليل الذى دفره اليهود و وضعوه على رأس السيد المسيح و هو مصنوع من الشوك ليزيدوا من آلام السيد المسيح .

18- أكتشفت المسامير المقدسة التى سُمر بها السيد المسيح فى يديه و قدميه على الصليب ، و أحداهما فى كنيسة الصليب بروما و تمتلك باريس مسمارين واحد ضمن كنوز دير "سان دينيس" و الأخر فى دير "سان جيرمان دى برية" .

19- أكتشف عنوان الصليب الخاص بالسيد المسيح، الذى وضع فوق صليب السيد المسيح، و يوجد حالياً بروما محاطاً بقالب من الطوب مقاسه :

320 mm X 210 mm

و محفور بالاتينية : Tiiulus erucle و معناها عنوان الصليب .

20- إكتشف الكفن المقدس الذى لٌف به جسد السيد المسيح بعد موته ، و قد تحدثنا عن ذلك هنا ، و قد أثبتت الأبحاث الحديثة أن هذا الكفن يخص السيد المسيح بما لا يدع أى مجال للشك ، و لقراءة المزيد من الأبحاث عن الكفن أنقر هنا . يبقى أن أقول لك أن العالمان كينز أستيفنسون و جارى هابرماس يقولوان إذا طبقنا نظرية الأحتمالات على الكفن المقدس، فأنه نسبة أن يكون هذا الكفن لشخص غير يسوع المسيح الناصرى تساوى نتيجة ضرب الأحتمالات التى تؤكد صدق و تطابق الكفن على السيد المسيح و الأدلة التاريخية و أحداث الأنجيل أى :

2 X 400 X 2 X 3 X 27 X 8 X 8 X 10 = 82994000


أى أن : فرصة أن يكون الكفن المقدس لشخص غير السيد المسيح هى فرصة واحدة من ثلاث و ثمانين مليون فرصة !! طبعاً هذا يعنى الأستحالة العلمية أن يكون هذا الكفن لشخص غير السيد المسيح ..
دعنى أوضحها لك، مثلاً إذا جمعنا ثلاث و ثمانين مليون جنيه مصرى ، رصت فى خط طولى ورقة بجوار ورقة .. إنها تصنع شريطاً طويلاً يمتد لأكثر من ثمانية أضعاف المسافة بين القاهرة و أسوان .
و تصور أيضاً أننا ميزنا ورقة واحدة فقط من هذا الرتل الطويل جداً بعلامة خاصة، ثم أتينا بشخص معصوب العينين، و أعطيناه فرصه واحدة فقط لإكتشاف هذه الورقة .. فهل ينجح فى ذلك ؟؟؟؟!!!!!!
أن أحتمال نجاحه بمحاولة واحدة فقط يساوى أحتمال أن يكون هذا الكفن لشخص غير الرب يسوع !! هذا يعنى علمياً ب أستحالة الحدوث . إنه كفن السيد المسيح بكل تأكيد .
أخر المفاجأت التى حدثت هى أكتشاف أثار على الكفن تؤكد أن صاحب الكفن هو السيد المسيح .. تاريخ الخبر أبريل 2004 .. اقرأ هنا .
تستطيع مشاهدة صورة الكفن المقدس هنا .

21- و قد عثر على درجات سلم قصر بيلاطس التى صعد عليها رب المجد، كذلك القصبة المقدسة التى أعطيت للسيد المسيح على أنها صولجان و الأسفنجة المقدسة و الحربة المقدسة و حجر التحنيط الذى وضع فوقه السيد المسيح و لفه يوسف الرامى بالكفن المقدس، كذلك عُثر على عامود الجلد الذى ربط عليه السيد المسيح، و عصابة الرأس التى غطوا بها عينى الرب يسوع فى بيت قيافا .

ثانياً قصة طعن السيد المسيح بالحربة على الصليب، و أيمان الجندى الذى طعنه و هو لونجينوس :

الآيات : "فأتى العسكر وكسروا ساقي الاول والآخر المصلوب معه. وأما يسوع فلما جاءوا اليه لم يكسروا ساقيه لانهم رأوه قد مات. لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربه وللوقت خرج دم وماء. والذي عاين شهد وشهادته حق وهو يعلم انه يقول الحق لتؤمنوا انتم. لان هذا كان ليتّم الكتاب القائل عظم لا يكسر منه. وايضا يقول كتاب آخر سينظرون الى الذي طعنوه" (يوحنا 19 : 32)

طعن السيد المسيح بالحربه :

لونجينوس هو اسم الجندى الذى طعن السيد المسيح بالحربه على الصليب، و شاهد خروج الدم و الماء أمام عينه، و هى معجزة غريبة إذ أن الطعنة كانت فى جنب السيد المسيح فكيف نزل ماء ؟ و من أين أتى هذا الماء ؟ كانت الأبحاث على الكفن المقدس (الكفن الذى كُفن به السيد المسيح) قد أثبتت أن هناك بقعة من الماء تظهر بوضوح عند المكان الذى حدد بأن الحربه نفذت منه لجسد السيد المسيح، و قد أشارت الأبحاث أن هذا الماء فى الغالب قد نفذ من غشاء التامور، و إذا كانت الأبحاث أكدت ان السيد المسيح اسلم الروح على الصليب عندها أنفجر القلب، و لم يموت من الأختناق ، فالمرجح أن الدم من أفجار القلب دخل إلى غشاء التامور، و عندما طُعن السيد المسيح بالحربه فالحربه قد نفذت بين الضلعين الخامس و السادس، و لذلك أندفع الدم و الماء .. و كما هو مذكور فى الإنجيل أن الدم و الماء كانوا منفصلين غير ممتزجين، فالدم يشير إلى ان المسيح حى ، بينما الماء يشير إلى موته .

================================

قصة لونجينوس (الجندى الذى طعن السيد المسيح بالحربه) :
------------------------------------------------------------
لما ملك طيباريوس القيصر ، عين بيلاطس واليا علي أرض اليهودية و كان لنجينوس أحد الجنود الذين رافقوه ، فلما أتي الوقت الذي شاء فيه ربنا أن يخلص الخليقة . كان لنجينوس أحد الجنود الذين تولوا أمر صلب رب المجد . وحدث بعد أن أسلم السيد المسيح روحه ، أن طعنه لنجينوس بحربه في جنبه فخرج منه ماء ودم . فتعجب من ذلك وزاد عجبه لما شاهد ظلام الشمس وانشقاق حجاب الهيكل وتشقق الصخور وقيام الموتى من القبور وتحققت لديه الآيات التي عملها ربنا من ميلاده إلى يوم صلبه ولما أخذ يوسف الصديق جسد المخلص وكفنه ووضعه في القبر كان لنجينوس حاضرا وقت ختم القبر . ولما قام المسيح والقبر مختوم تحير وسأل الله أن يعرفه هذا السر . فأرسل اليه بطرس الرسول فأعلمه بأقوال الأنبياء عن المخلص . فآمن وترك الجندية وذهب إلى بلده وبشر فيها بالمسيح ولما سمع به بيلاطس كتب عنه إلى طيباريوس . فأمر بقطع رأسه ، فأرسل جنديا إلى القبادوقية لقطع رأس هذا القديس . وقد نفذ الجندي الأمر . ثم أتى بالرأس إلى أورشليم وسلمه إلى بيلاطس البنطي ، وهذا أراه لليهود فسروا لصنيعه . ثم أمر إن يدفن الرأس في بعض الأكوام التي خارج أورشليم . وكانت هناك امرأة آمنت علي يد القديس لما بشر بالقبادوق . ولما ضربت رقبته شاهدت استشهاده وهي واقفة تبكي . وقد أصيبت بعد ذلك بالعمي . فأخذت ولدها وقصدوا أورشليم لتتبارك من الآثار المقدسة ، والقبر المحي عساها تبصر . ولدي وصولها المدينة مات ولدها . فحزنت وأفرطت في الحزن علي حالها وعدم وجود من يعود بها إلى بلادها . وأثناء نومها أبصرت القديس لونجينوس ومعه ولدها الذي مات ، فأرشدها إلى المكان الذي دفن فيه رأسه ، وأمرها إن تحمله من هناك . فلما استيقظت بحثت عن المكان حتى وجدته وحفرت في الأرض فخرجت رائحة بخور زكية . ولما بلغت إلى رأس القديس ابرق منه نور فانفتحت عيناها وأبصرت في الحال ، فمجدت السيد المسيح وقبلت الرأس وطيبته ووضعته مع جسد ابنها ، ثم عادت إلى بلادها ممجدة السيد المسيح الذي يظهر عجائبه في قديسين . هذا و قد كان لونجينوس يوناني الجنس من إحدى بلاد القبادوق ، صلاة هذا القديس تكون معنا امين .
راجع السنكسار (كتاب تاريخ الكنيسة) تحت يوم 23 أبيب ، و 5 هاتور .

النبوات تتحقق :

و هكذا تحققت النبوات فى السيد المسيح، الذى نرى منها، أنه لم تكسر ولا عظمة من جسده برغم أنه ضُرب بالحربه و كادوا يكسروا ساقيه للتأكد أنه مات، و لكنهم وجدوه انه قد مات .. و هذه النبوة هى : "لا يبقوا منه الى الصباح ولا يكسروا عظما منه." (سفر العدد 9 : 12) فهذه هى شروط الذبيحة المقبولة عند الرب و التى كان يقدمهم اليهود للرب ، و هاهى الزبيحة أتت على الصليب، السيد المسيح هو الذى قُدم عنا، و تحققت فيه شروط الذبيحة المقبولة . كذلك نجد أيضاً أن هناك نبوة أخرى تحققت فى طعنه بالحبه، فنجد النبوة : "وافيض على بيت داود وعلى سكان اورشليم روح النعمة والتضرعات فينظرون اليّ الذي طعنوه وينوحون عليه كنائح على وحيد له ويكونون في مرارة عليه كمن هو في مرارة على بكره." (سفر زكريا 12 : 10) و قد تم .. و هاهو التاريخ يشهد و يؤكد لنا أن المصلوب قد قام من الموت ، المصلوب طعن بالحبه و تدفق من الجرح الدم و الماء .. التاريخ يقول لنا أن المصلوب هو يسوع المسيح الناصرى .. الفادى و المُخلص .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010