(( شرعية رسولية مار مرقس ))

شرعية رسولية مارمرقس
=================

الأحد الرابع من شهر بابي أع 15
----------------------------------


في آحاد شهر بابي الأخيرة " ، نلاحظ أن قراءات القطمارس تتكلم عن الكرازة بصفة عامة لأن في الأسبوع الثاني يناسب تذكار استشهاد متي الإنجيلي (12 بابي ) والأحد الثالث فيه شهادة لوقا الإنجيلي (22 بابي ) والرابع فيه تذكار تكريس كنيسة مارمرقس الإنجيلي (30 بابي ) ثلاث إنجيلين في شهر واحد احتفالات كبيرة بكرازتهم .

نتكلم اليوم عن كرازة مارمرقس .. كرز في أماكن كثيرة جداً وتعب تعب كبير في الخدمة لكن أخوتنا الكاثوليك لهم أفكار غريبة إن معلمنا بطرس الرسول هو رأس الرسل وأنه أسس كنيسة روما .. ولكن في الحقيقة هو لم يؤسس كنيسة روما لكنه استشهد فيها . والذي أسس كنيسة روما وبشر فيها هو معلمنا بولس الرسول . كلاهما استشهد في روما . وبما أنه أكبر الرسل قالوا أنه رأس الرسل يبقي هو رأس كل الكنائس وكرسيه هو الذي يرأس جميع الكراسي ويبقي خليفة هذا الكرسي يرأس كل بطاركة العالم .

فكر المسيح نفسه من البداية ألغاه وقال للرسل لا ينبغي أن تفكروا هكذا ( مر 10 : 15 – 45 ) . وبدأ الكاثوليك قالوا في هذا الأمر .. حاولوا ينسبوا مارمرقس لبطرس الرسول وأنه لم يعرف المسيح إلا عن طريق بطرس الرسول واتعلم الخدمة علي يد بطرس الرسول حتى وصلوا بقولهم إن كرسي مارمرقس منبثق من كرسي بطرس الرسول وهذا طبعا فكر غير مظبوط ومغالطات .

مارمرقس في الكنيسة نسميه ناظر الإله .. وفي إثباتات كثيرة إن مارمرقس أحد السبعين رسولاً الذين اختارهم المسيح بعد الاثني عشر . ذكر ذلك مؤرخون كثيرون من بينهم الأنبا ساويرس بن المقفع أسقف الأشمونين وذكره أيضاً ابن كبر وبن الصليبي والمقريزي والعلامة أوريجانوس والقديس أبيفانيوس أسقف قبرص . وقد بشر فيها مرقس الرسول ( أع 15 : 39 ) .

ولا نستطيع أن نلغي صفته كرسول وأنه من ضمن السبعين رسولاً.. وفي الابصاليات نقول تلميذ يسوع المسيح .. وفي دورة عيد الصليب وأحد الشعانين لمار مرقس في إنجيل نقف أمام أيقونته ونقول مزمور وإنجيل "وبعد ذلك "عين الرب سبعين آخرين وأرسلهم اثنين اثنين"

فكون في ناس تحاول تنفي شرعية مارمرقس كرسول نقول لهم هذا شئ ثابت من القرون الأولي وأيضاً كونه تلميذ بطرس الرسول ليست صحيحة واضح إن معلمنا مرقس كان يخدم كل الرسل ويعتبر نفسه صغير وظل صغيراً دائماً . وفي اتضاع كامل يذكر عنه .. وكان يوحنا (مرقس) معهما خادماً ( أع 13 : 5) وكان لقبه خادم وكان له لقب معروف بين التلاميذ والرسل أنه " خادم الرب " كانوا ينظروا لمار مرقس دائماً علي أنه خادم وخادم الرب يسوع لان بيتهم مفتوح لخدمة السيد المسيح .

وكان مارمرقس يحب ربنا جداً وكان يجلس يتفرس فيه ويتعلم منه ولما كتب الإنجيل كتب لنا الأمور الدقيقة جداً التي لم يكتبها أحد غيره وقد كرز مع معلمنا بولس الرسول في سوريا وإنطاكية وباقوس وبمفيلية وقبرص وسلوكية .

وذكر أيضاً اسم معلمنا مرقس الرسول في رسالة من رسائل بولس الرسول على انه ذهب إلي سيلاميس ( تعتبر عاصمة قبرص ) . صحيح مارمرقس بشر أيضاً مع بطرس الرسول في أورشليم وفي اليهودية وفي بيت عنيا قبل تركه أورشليم وتعتبر نقطة وفاء من مارمرقس أنه يبشر أيضاً في الخمس مدن الغربية المكان الذي ولد فيه كون مارمرقس يكون عنده هذا الوفاء لمسقط رأسه عارف أنهم أمميون ولم يسمعوا بعد كلمة الله يقول أذهب لأبشرهم . وهنا أيضاً نقول إن مهم جداً أن الإنسان يبدأ بأهله وأحبائه وأقاربه ويبشرهم بنعمة الله عندما يبتدي يقرب ويذوق حلاوة الكنيسة يكرز لمن حوله ويقول تعالوا ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب .

مارمرقس عمل أول معجزة مع والده وكان السبب أن يلتصق بالإيمان مع أن والده لم يعيش كثيراً بعدها لكن مارمرقس كان له دور كبير معه ... شخصية مارمرقس واضحة جداً في كتابة الإنجيل .. صحيح هو موحي به من الله والروح القدس الذي يرشد الإنجيلي الكاتب ولكن لا يلغي شخصية الكاتب بل يعصمه من الخطأ أثناء كتابته للإنجيل يرشده ولكن شخصيته لا يتدخل فيها . فشخصيه مارمرقس كانت واضحة جداً في إنجيل مارمرقس .

نُريد أن نتعلم من مارمرقس اتضاع الخدمة وكان يوحنا ( الملقب مرقس ) خادماً يمشي مع رسل أكبر يتعلم منهم يعمل لهم خدام . له مهمته في الكرازة والتبشير لكن يكون مع الرسل الأكبر منه في السن يبقي يجلس معهم في اتضاع " مقدمين بعضكم بعضا في الكرامة " . نخدم بإتضاع سواء أنفسنا أو من حولنا المهم تكون خدمتنا بإتضاع مرضية أمام الله .

من الصلوات التي يصليها دائما الكاهن في تحليل الكهنة يقول " يارب اجعل خدمتنا بلا رياء ولا كبرياء ولا عظمة ولا افتخار ولا عيب " ( تحليل الكهنة ) .. لو الخدمة دخل فيها شئ من هذا تضيع الخدمة يعني الواحد لا يفتخر بخدمته . والله طلب منا أن الخدمة في الخفاء ، ونعبده في الخفاء ليكون الأجر كاملاً " ليكافئ الرب عملك وليكن أجرك كاملاً من عند الرب " ( راعوث 2 : 12 )

مارمرقس كان متكل في خدمته علي ربنا . يعني دخل إسكندرية وهو لا يعلم ماذا سيفعل .. دخل يبشر ولكن لا يعرف كيف سيبدأ .. بدأ يصلي قبل دخوله يقول يارب ارشدني .. صلى وهو ملئ بالثقة إن ربنا هو يسير الأمور ودخل .. فينقطع حذاؤه يذهب للإسكافي ثم يُجرح الإسكافي ويصرخ " يا الله الواحد " ومن هنا يبدأ مارمرقس معه .. فالاتكال على الله في الخدمة من النقط الجوهرية في الخدمة .

مارمرقس كرز في أماكن كثيرة ولم يكن متمسك بمكان معين .. صحيح أكثر الأماكن مصر . ولما معلمنا بولس الرسول طلبه يخدم معه مرة أخري في روما رسم أنيانوس أسقف ورسم ثلاث كهنة وسبعة شمامسة ثم ذهب لمعلمنا بولس الرسول . ولما استشهد معلمنا بولس رجع مارمرقس إلى الإسكندرية ثانية واستشهد في الإسكندرية .

رغم أنه مسئول عن خدمة ، وأسس كنيسة ومحتاجة لرعاية .. لكن معلمنا بولس يطلبه رغم أنه رفضه مره سابقة لكن مارمرقس في منتهى الإتضاع يترك الإسكندرية ويذهب إليه . وهذا نجده في البسطاء وفي قلوب الأطفال . في ناس قلبهم فيه كبرياء " خلاص مش هو طردني لا أعود ثانية " .. ولكن أين القلب البسيط . واحد مصلحته الخدمة ومجد ربنا وليس مجده الشخصي . ولو لم يكن قد حدث هذا الموقف بين معلمنا بولس و مارمرقس ما كنا قد تعلمنا هذا .

لكن نري الآباء الرسل في منتهى الإتضاع . مارمرقس معهم خدام يريدون أذهب معهم . لا يريدون .. لا يغضب .

ياريت نتعلم من مارمرقس حتى هذه النقطة الصغيرة فقط ويعطينا الله أن نخدمه من أجل اسمه القدوس وليس لمجدنا الشخصي .

لألهنا كل مجد وكرامة إلي الأبد آمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010