لماذا المخدرات؟!

لماذا المخدرات؟!
مقال لنيافة الأنبا موسى - أسقف الشباب
++++++++++++++++++++++


قرأنا الكثير عن ظاهرة انتشار المخدرات بين الشباب، وعن آثارها المدمرة والرهيبة فى حياة من سقطوا فريسة هذه السمن القاتلة، أن هذا العسل المسموم! ولكنى أحس أن هذه المشكلة بالذات هى من أكثر المشاكل التى ينطبق عليها القول: "الوقاية خير من العلاج"... ذلك ن من سقطوا فى برثنها سقطوا بعد تجربتين أو ثلاث لا أكثر، ثم اكتشفوا - بعد فوات الأوان - أنهم صرعى سم رهيب، سرى فى دمائهم، وأصبح يطلب المزيد كوحش كاسر يبتزهم، إلى أن يقتلهم روحياً (فى علاقتهم مع الله)، ونفسياً (فى اضطرابهم وكآبتهم وعنفهم المؤسف)، وجسدياً (فى الهزال السريع والتدهور الفتاك فى صحتهم الجسدية). بل يكتشفون - ويا للأسف - أن العلاج عسير، وأن الوحش الذى تسلل إلى داخلهم يرفض الخروج قبل أن يقتلهم!!

من هنا نقول... ليتنا ندرس الدوافع التى تقود بعض الشباب إلى هذا الطريق الرهيب...
وهذه بعضها:

1- التذبذب النفسى:

معروف أن الشباب المراهق يشعر بالتذبذب النفسى، بين تفاؤل وتشاؤم، انبساط وانغلاق، أحجام واقدم، فرح وحزن... فهو يود أن ينعم بنعومة الطفولة، وخشونة الرجولة فى نفس الوقت، وهذا بالطبع يحدث توتراً فى داخله (أو داخلها)، فيلجأ إلى ما ينسيه هذا الصراع النفسى، ويتصور أن هذا الطريق يريحه نفسياً، نتيجة التجربة الأولى للمخدر، وما يصحبها من نشوة هى "صنارة" المخدر الرهيبة.

ولاشك أن رعاية المراهق فى حب وصراحة، وإعطاءه فرصة التعبير عن رأيه، والحوار البناء، والمصارحة بالأخطاء، والعاطفة الأسرية المشبعة، وفوق الكل، إمكانية السلام النفسى الداخلى فى المسيح يسوع، مع ارتباط جماعى واجتماعى سينمى شخصيته ويبنيها... هذه أمور ضرورية ليكتسب الشباب راحة نفسية، واستقراراً داخلياً، يغنيهم عن اللجوء إلى الهروب من دائرة الصراع، وعدم استثماره لصالح بنيان نفسه وشخصيته.

2- المشاكل العائلية :

وهى سبب خطير فى انتشر المخدرات، حيث أنها تحزن شبابنا الغض، فيحسون بالفشل الأسرى، ولا يجدون الوسط المنمى، والحنان البناء. وقد لاحظنا هذا السبب كثيراً، إذ يصل بهم إلى حد العزوف عن الزواج، وربما العزوف عن الحياة نفسها.

إن الخلاف العائلى اليومى، فى محيط الأسرة، جريمة خطيرة فى حق الأجيال الصاعدة، وسوف يدفع الآباء والأمهات ثمنها فادحاً من فلذة أكبادهم، هم يرونهم يتدهورون نحو موت محقق، دون أن يستطيعوا إنقاذهم!


3- تفاهة الشخصية :

أن الشخصية التافهة، سهلة الإنقياد، هى التى تخضع سريعاً لأصدقاء السوء، وتخجل من مقاومة هجومهم الشرس على منافذها الضعيفة. فالشاب الذى يحمل فى داخله ثقلاً روحياً ونفسياً وثقافياً، مع إدارة قوية، ومعالم واضحة، وطريق محدد... يستحيل أن يقاوم إغراء "الشلة"، فيقول : لا! أما الشاب الممتلئ حماساً للحياة، وفكراً متنيراً، وروحاً طاهرة مقدسة، وإرادة مجاهدة وأمينة، فيستحيل أن يقع فى براثن شلة مستهترة، ولا حتى يرضى بمسايرتها منذ البداية!

4- وهم التنشيط الجنسى :

وفى بحر التوتر النفسى، والتفاهة الداخلية، والتوتر الخارجى، تنشط الغريزة الجنسية، فيتوهم الشباب أنها تعطيهم لذة تعويضية، عوض الألم النفسى المعاش. ثم يجدون من يقنعهم بأن هذه المخدرات تعطى مزيداً من هذا النشاط. وبالفعل يتم التحقق من هذا الوهم مع بداية المخدر، ثم يكتشف الإنسان أن المخدر أفقده كل طاقة صحية، ودمره جنسياً، فصار أطلالاً. وهاهم أمامنا كأشباح واهية، فقدت كل شئ!! ويا للأسف !!

5- عدم الرضا عن الواقع :

وهذا سبب يمكن أن يدفع الشباب إلى الهروب للحظات من الواقع، تحت تأثير المخدر، الذى سرعان ما يزول أثره، فيعود الشباب إلى واقع أسوأ مما كانوا فيه. وهنا يصيرون ضحايا حلقة جهنمية مفزعة، يدورون فيها إلى ما لانهاية، أو قل إلى نهاية مهلكة دنيوياً، ونهاية تعيسة أبدياً.

وهل هذا طريق الرجال؟! أو طريق النفوس الصاعدة؟! بدلاً من الهروب من الواقع، لماذا لا نواجهه بالإيمان بالله، والإصرار والاجتهاد البشرى؟!

إن المجهود الذى يبذله المدمن، تحت تأثير المخدر، لهو أعنف بكثير من المجهود المطلوب منه، ليغير واقعة المرفوض، ويبنى مستقبله المأمول ! فلماذا الهروب المريض، الذى يؤدى إلى غياب العقل العامل، والإرادة المجتهدة، والإيمان بالله؟!

-6 القلق على المستقبل :

وهو يشبه عدم الرضا عن الواقع، فى أن هذا القل يفقد الذهن قدرة التفكير والتحرك والابتكار بعكس الإيمان بالله، الذى ينير العقل، ويدفع الإنسان نحو حماس واع، وجهد إنسانى ناجح، فى ثقة كاملة فى إلهنا المحب، الذى يفتح لنا الأبواب المغلقة، ويقودنا فى طريق النجاح الزمنى والأبدى.

إن شعار الشاب المسيحى هو: "يسوع المسيح، هو هو، أمساً واليوم وإلى الأبد"، "وأن الله لم يعطنا روح الفشل، بل روح القوة والمحبة النصح".

لذلك يا أخى الشاب، ويا أختى الشابة... تعالوا إلى لحظة صدق، وقدموا للرب حياتكم، واجتهدوا فيما يبنيكم، بدل هذا الطريق الحزين المدمر. تعالوا نسكب الإيمان والحماس فى حياة أخوتنا. تعالوا ننتشل من سقطوا فى هذه الهوة التعسة، ونحذر من لم يسقطوا فيها ليظلوا أحياء بالرب، وبالجهد، وبالحب.
دور الأسرة فى علاج الإدمان
مقال للدكتورة ناهد فهيم
=================


تعريف الأسرة :
الأسرة الخلية الحية فى كيان المجتمع البشرى يحيط بها تيارات مختلفة من فساد وإنحلال وإنهيار وهذا يهدد المجتمع كله. وهى تتكون من الأب والأم والأولاد أو الزوج والزوجة فقط.

وكل فرد فى الأسرة له دور فعال فى كيان الأسرة حيث يؤثر فيها ويتأثر بها...

والأبوة اليقظة والقلب المفتوح حماية للأبناء وبناء لمستقبلهم فاحساس الأبناء بالحب يحميهم من أى انفعال عاطفى طائش ربما يعرضهم للهلاك. فالأبناء دوماً فى حاجة للإلتزام والانضباط ولا تتسيب الأمور.

تأثير الأسرة فى الأبناء :
1- يتبع الأبناء خطوات الآباء وملامح سلوكهم فهم المثل والقدوة بالنسبة لهم يتبعون الخطوط الظاهرة والواضحة كما يقلدون التصرفات والصفات الضمنية التى تحملها كلماتهم ومعاملاتهم ويؤثر ذلك تأثيراً مباشراً على حياة الأبناء ويحددوا أساليب سلوكهم.

2- يبدأ تأثير الأسرة فى الأبناء منذ بداية حمل الأم فيتأثر الجنين بما يحيط بالأم من انفعالات غضب أو فرح، استقرار أو قلق.

3- أن كل موقف يمر به الإبن فى طفولته يؤثر فيه ويترك آثار فى ملامح الشخصية تظهر فى معاملاته وسلوكه وتساعده على النجاح أو تؤدى به إلى الفشل.

4- الجو العام الذى يعيش فيه الإبن من تقبل أو رفض ومن مشاعر محبة أو جحود وفتور فى المشاعر كل هذا يطبع علامات على شخصيته.

المسئولية الأسرية الوالدين :
توجد بيوت تعرف مسئوليتها وتتحملها، وأخرى لا تعى شيئاً فهذا الإختلاف يؤدى إلى اختلاف شخصية الأبناء يؤثر فى نجاحهم ومستقبلهم.

فالوالدين (حب واعى + رعاية مستمرة + إحساس بالمسئولية(.

تظهر مسئولية الوالدين مثلاً لو الطفل كان متقدماً ثم تأخر فجأة لابد أن هناك أشياء مرت بحياته أثرت فى شخصيته وأوصلته لما هو فيه الآن فيجب على الوالدين أن:

 يكونوا على وعى كامل بالمسئولية.

 على وفاق فى الحياة الزوجية.

 أن يطلب من الإبن الأشياء التى فى مقدرته عملها.

بذار وثمار :

هل تدرك أن ما تغرسه فى الأبناء يعطى ثمار تتفق مع نوعه :

ثمار سلبية :
 نقد يعلم الإدانة

 عدائية يعلم المقاتلة

 سخرية يعلم الخجل

 تحقير يعلم الإحساس بالذنب

ثمار إيجابية :
 تشجيع يعلم الثقة

 أمان يعلم الإيمان

 مدح يعلم الرضا

 توافق يعلم تقبل الذات

 تقبل وصداقة يعلم رؤية الحب فى العالم

إن الحب الحقيقى عطية الله فى الإنسان، حب يدفع إلى البذل والعطاء بلا توقف حب يتحمل كل شئ ويصدق كل شئ ويرجو كل شئ ويصبر على كل شئ... حب دائم مستمر.

دوافع الإدمان داخل الأسرة
  • تدليل زائد
  • قسوة وعنف
  • مشاكل أسرية
  • المستوى الثقافى والإجتماعى للأسرة
1- تدليل زائد :
1- اتخاذ قرارات للأبناء ولا تدعهم يحلون مشاكلهم بأنفسهم.

2- لا تدع أبناءك يجربون البرد والإجهاد والمخاطر والفشل والإحباط وبالتالى لا تدعهم يجربون الحياة.

3- عدم تشجيعهم على تحمل المسئولية.

4- تقديم الحماية الزائدة عن الحد للأبناء.

2- قسوة وعنف :
1- عقاب الأبناء وخاصة البدنى أمام الجميع وعدم مدحهم.

2- التهديد والوعيد الدائم للأبناء.

3- عدم السماح لهم بفرصة للتعبير عن مشاعرهم من غضب وحزن وخوف.

4- جعل الأبناء يحسون أن أخطائهم خطايا وآثام.

5- حين يسألك أحد الأبناء (لماذا) تقمعه بقولك لأنى أنا قلت ذلك.

6- عدم التعبير للأبناء عن مدى حبك لهم وعدم مناقشة مشاعرك معهم.

7- عدم محاولة احتضانهم وإظهار عواطفك تجاههم.

3- المشاكل الأسرية :
1- تفكك الأسرة.

2- الخلافات المستمرة بين الزوجين.

3- الإنفصال بين الزوجين.

4- جعل جو المنزل يسوده فوضى وتشويش.

5- عدم التجمع للأكل كأسرة معاً.

6- عدم خروج جميع أفراد الأسرة معاً.

7- عمل الأب لفترات طويلة خارج المنزل.

8- انشغال الأب بالحصول على المال.

4- المستوى الثقافى والإجتماعى للأسرة :
1- ترك مسئولية التربية الخلقية (السلوكية) والروحية كاملة للمدرسة.

2- التحدث إلى الأبناء وليس معهم وعدم الإصغاء إليهم.

3- التوقع دائماً من الأبناء التفوق والحصول على امتيازات فى جميع المواد الدراسية.

4- جعل الأبناء يعتقدون أنك لا تخطئ.

5- التشاؤم المستمر وتوقع السوء.

6- عدم الثقة فى الأبناء.

7- تضارب الآراء داخل الأسرة.

8- عدم التعاون بين الأسرة والمدرسة.

9- عدم وعى الآباء بمسئوليتهم تجاه الأبناء.

نصائح للأسرة للوقاية من الإنحراف :

بالنسبة للتدليل الزائد :
1- الإلتزام بالانضباط الذى يستمر مع الأبناء فى جميع مراحل حياتهم ويكون إنضباطاً عادلاً.

2- تشجيع الانضباط الذاتى بتكليف الإبن بواجبات منظمة وجعلهم مسئولين عن تصرفاتهم.

3- الإستماع إلى الإبن دون تسرع فى الحكم وإشعاره أنه مهم.

4- عدم إحراج الابن وخاصة أمام الآخرين.

5- إبراز نواحى التقدم فى العمل والشخصية دون التركيز على جوانب الفشل.

بالنسبة للقسوة والعنف :
1- إنتهاز الفرصة للتعبير عن المشاعر والأفكار بأمانة.

2- التواصل بمحبة مع الأبوين والأبناء.

3- الإنصات الجيد للأبناء.

4- تقديم المحبة للأبناء غير مشروطة ويساعده هذا على حب نفسه وتقبلها.

5- لا تهدد الإبن واشعره بالأمان.

6- المساعدة على التعبير عن مشاعرهم بحرية.

بالنسبة للمشاكل الأسرية :
1- القيام بأنشطة عائلية منظمة مثل الصلاة وتناول وجبات الطعام معاً والرياضة مثل اشتراك الأسرة فى مباراة كرة مثلاً.

2- لا يستخدم الإبن لتحقيق بعض الأغراض بين الزوجين فى الأسرة.

3- عدم الإنشغال فى العمل وترك الأبناء بل يجب إعطائهم وقت كاف.

بالنسبة للمستوى الثقافى والإجتماعى للأسرة :
1- تحديد أسلوب للترويح عن النفس داخل الأسرة.

2- تشجيع الإبن عندما ينجح فى المدرسة.

3- توفير معلومات دقيقة عن المخدرات والخمور والجرائم.

4- العلاقات الجنسية وغيرها من المجالات التى تكون مصدر خوف وتساؤل للأبناء.

5- الثقة بالإبن دائماً والمعاملة باحترام.

6- معرفة الأماكن التى تذهب لها الأبناء وأنشطتهم وأصدقائهم.

7- أن يختار الآباء للأبناء ما يروه من برامج فى التليفزيون والسينما وخاصة التى تصور تعاطى المخدرات.

8- إشعار الإبن بأنك تقبله رغم ما فيه من جوانب نقص دراسى واجتماعى.

9- المساعدة على نظرة الإبن لنفسه نظرة إيجابية وإشعاره بأنه متميز إذا كان موهوباً.

10- كن قدوة للإبن فى المواقف الحرجة.

11- إلمام الأسرة بمراحل نمو الطفل وطبيعة كل مرحلة وكيفية التعامل مع الأبناء.








صلى لضعفى `17`

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010