الإنجيل كلمة يونانية تعنى البُشرى

الإنجيل كلمة يونانية تعنى البُشرى أو الخبر السار المفرح. ومضمون هذا الخبر المفرح الذى يريد أن يزفه الله إلينا هو أن الله يحبنا نحن البشر ولا يريد لنا أن نهلك فى الجحيم بسبب خطايانا، ولهذا فقد دبّر لنا بمحبته ورحمته ونعمته وحكمته طريقة يفدينا فيها من هذا المصير المظلم الرهيب. وهكذا تجسد كلمة الله، المسيح ومات على الصليب نيابة عن البشر دافعاً عنهم ثمن خطاياهم وآخذا عنهم عقابهم الذى يستحقونه. لقد اعتبر الله آلام السيد المسيح وموته على الصليب معادلاً للعذاب الأبدى الذى سيقاسيه كل البشر فى جهنم. ويستطيع كل من يؤمن بالسيد المسيح وعمله على الصليب ويتكل عليه أن ينال غفراناً كاملاً لخطاياه. فإن الله قد أصدر عفواً عاماً عن كل الناس من عقاب خطاياهم، ولكن لا يستطيع أن يتمتع به إلا كل من يقبله. قال السيد المسيح "لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل أبنه الوحيد لكى لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية" (يوحنا 16:3). كما قال "الذى يؤمن به لا يدان والذى لا يؤمن قد دين لأنه لم يؤمن باسم أبن الله الوحيد" (يوحنا18:3). ولقد كانت قمة الخبر السار قيامة السيد المسيح من بين الأموات التى أثبتت حقيقة الحياة الأبدية وأكدت كل ما قاله السيد المسيح عن نفسه. إذا لا تعنى كلمة "إنجيل" كتاباً منفصلاً بحيث يمكن التوهم أنه يوجد لدينا أكثر من إنجيل. فلا يوجد لدينا إلا خبر سار واحد هو إن هناك خلاصاً لأى إنسان مهما كانت خطاياه من خلال إيمانه بالمسيح. يتكون العهد الجديد من سبعة وعشرين سفراً يعتبر كل واحد منها جزءاً من "الإنجيل" لأنها تتناول موضوعاً واحداً متكاملاً وهو الله وذاته ووحدانيته ونوعها وعلاقته بالإنسان ومحبته له. قلا يوجد لدينا إذاً عدة أناجيل وإنما إنجيل واحد. فالإنجيل حسب متى مثلاً لا يعتبر الإنجيل الكامل، كما لا يعتبر الإنجيل حسب متى ومرقس ولوقا ويوحنا معاً الإنجيل كله، بل هى أجزاء من الإنجيل فهناك أيضاً سفر أعمال الرسل والرسائل وسفر الرؤيا، وهذه كلها أجزاء الإنجيل. بالنسبة للإنجيل حسب روايات متى ومرقس ولوقا ويوحنا، فقد قاد روح الله القدوس رسل المسيح إلى كتابتها بحيث يكمل بعضها بعضاً فلقد قاد القديس متى فى الكتابة إلى اليهود، فكتب لهم عن المسيح الملك الذى تمت فيه النبوات الموجودة فى العهد القديم، وقاد القديس مرقس إلى الكتابة إلى الرومان عن المسيح الخادم المحب لجميع البشر، قاد القديس لوقا للكتابة إلى اليونانيين عن المسيح الإنسان المملوء نعمة ومصدر كل فرح، وقاد القديس يوحنا إلى الكتابة للمؤمنين بالمسيح بصفته الله المتجسد. وهكذا نرى أنها متكاملة ولا استغناء عن واحدة منها. فالوجوه الأربعة لازمة وضرورية لإكمال الصورة عن السيد المسيح. ولقد قصد الله فى حكمته أن تكون الروايات الأربعة للإنجيل الواحد أربع شهود لصحته بحيث يتعذر الطعن فى شهاداتهم المتفقة. ولو كان لدينا شاهد واحد فقط، لأمكن لسبب أو لأخر أن يتطرق الشك إلى مصداقيته وصحته، وهكذا فان روايات الإنجيل نقطة تحسب له لا عليه. إن الضرورة أن نتأكد بأن كل من كتب جزءاً من الإنجيل كان مسوقاً من روح الله. تقول كلمة الله "تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (رسالة بطرس الأولى 21:1). إن تجاوب الإنسان مع إنجيل الله أو عدمه يحدد مصيره الأبدى. يستطيع أن يقبل الحق ويقبل معه كل البركات التى يتحدث عنها الإنجيل. ويستطيع أيضاً أن يرفض، وله ملء الحرية فى ذلك، ولكن عليه أن يتحمل مسؤولية قراره أمام الله. وتكون خلاصة القول أن يخطئ من يظن أن الإنجيل كتاب مسطر بل الصحيح أن الإنجيل عمل إلهى حاسم قام به الله فى زمن محدد ومكان محدد لحياة البشر وخلاصهم وهذا هو الخبر السار الذى أعلنه يسوع المسيح من خلال حياته وصلبه وموته وقيامته وبناء على ذلك ليس لدينا أربعة أناجيل، بل لإنجيل واحد كرز به متى ومرقس ولوقا ويوحنا وبطرس وبولس… ألخ. فالكارزون هم المتعددون وأما الإنجيل واحد غير متعدد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010