المسيحية و الدروشة

أحب أن نناقش قضية قد تكون شائكة عند البعض و هى: لماذا نهتم هذا الاهتمام الهائل بالمعجزات و الزيوت و الحنوط دون الاهتمام بالجوهر الإيمانى. حينما عاد التلاميذ إلى السيد المسيح منبهرين بالمعجزات التى صنعوها قال لهم السيد المسيح أن يفرحوا بالحرى بأن أسماءهم كتبت فى ملكوت السموات. لقد أصبحنا نتعلق بالمعجزات و نتحدث عنها أكثر ما نتحدث عن الايمان نفسه. لقد صار إهتمام البعض بأجساد القديسين و الحنوط أكثر من إهتمامهم بالتناول. لقد أصبحنا أقرب للدراويش منا للمسيحيين. هل هى عادات موروثة، أم منقولة من أديان أخرى؟! هل نحن ننظر للأيقونة لنتأمل فى إيمان صاحبها ناظرين إلى نهاية سيرته متثملين بإيمانه، أم نتمسح فيها فقط لنوال البركة. هل نحمل حنوط القديسين فى محافظنا لنتذكر كل حين صاحب الحنوط و كيف كان إيمانه و أعماله، أم نحملها مثل حجاب أو حرز يبعد عنا الشر و العين و الحسد؟! أرجو مناقشة هذا الموضوع بجدية و دون حساسية.
سلام ونعمة ليكم :
شكرا ليك ياأخ حازم موضوع جميل جداا ..
فى حاجة عندى تخص الموضوع داا ..
فى سنة الماضية كان صديق من أصدقائى مراقب فى الأمتحانات فى أحدى الجامعات ، لاحظ شىء غريب جددا ‍‍‍‍‍‍‍‍‍ وهو طالبة تقوم بوضع صور القدسين على المكتب الخاص للأمتحان .
فى بعض الطلبة المسيحين يقومون بوضع صورالقدسين بس على الاقل بيبقى صورة واحده ودا شىء عادى أما الطالبة التى لفتت جميع أنظار المراقبين حتى فى اللجان الاخره وهى تقوم بوضع 5 أو 7 صور على الاقل وكمان كوب صغير بهى زيت متصلى علية شىء غريب المهم جاء شخص وسأل صديقى لية كل داا‍‍‍، قل لة صديقى معلش دى حاجات عندنا أحنا بنتبارك بيها يعنى لو اى حد كان مكان صديقى دا كان هيقول أية ......
أنا مش عارف أحنا بنضع نفسينا فى مواقف غريبة أوى
جميل قوى التشفع بالقديسين، و جميل قوى إيمان صديقك بالشفاعة. لكن ...
الوضع وصل بينا كمسيحيين لحالة من الدروشة و شئ لله يا ست و زيت بركة يمنع الحسد و يزيح المرض و ينجح فى الامتحان.

أنا مش ضد المعجزات، بل أنا أؤمن بها كإيمانى بوجود الله نفسه. و أنا مش ضد الشفاعة، بل أنا مجرب لشفاعة القديسين فى مواقف عديدة.

إنما أنا ضد الممارسات الخزعبلية و الدروشة.
ضد اللى بيتمسح فى صورة السيدة العذراء بدون ما يعرف هى الأيقونة محطوطة ليه.
ضد اللى شايل حنوط القديسين فى محفظته على سبيل الحرز أو الحجاب اللى يبعد عنه النشالين و شر العين.
ضد اللى بيروح الدير و يسيب القداس شغال و الذبيحة مرفوعة على المذبح علشان يلحق يقف فى الطابور ياخد بركة من جسد القديس فلان.
ضد اللى بيخترعوا معجزات إتذاعت فى برنامج (............) و تليفزيون الدولة العربية (................) و اللى حصلت مع مش عارف مين مشهور. لأن القديس اللى عمل المعجزة مش محتاج إننا مخترع له معجزة جديدة لأن معجزاته مالية الدنيا منها اللى نعرفها و اللى ما نعرفهاش.
ضد اللى بيألفوا معجزات لقديسين علشان يصبروا نفسهم من ضعف إيمانهم بوجود الله.
ضد اللى بيشيعوا خبر خطف بناتنا علشان يداروا على خيبتهم و إنهم ما عرفوش يربوا و بنتهم هربت مع شخص من الدين الفلانى.

لقد أصبحنا فريسيين نهتم بالظاهر و لا نهتم بالايمان. نهتم المخلوق دون الخالق. نهتم بجسد القديس أكثر من إهتمامنا بجسد الرب و دمه. و الموضوع تحول إلى ما يشبه الشعوذة و الدجل دون الدخول فى عمق مفهوم الشفاعة.
موضوع مهم جدا يا استاذ حازم و فعلا محتاجين من وقت لأخر نقف و نعرف ماذا فعلنا بإيماننا و ماذا جنينا على قديسينا الذين كانوا أمناء حتى الدم و لكن .......
ان الكثير من هذه الممارسات عندما تلتصق بالبسطاء من الناس-فهذا امر وارد- و لكن الكارثة عندما يمارسها الباقون بدون وعى بدون فهم و يكفى ان تذهب لأحد الموالد التى تقام اصلا للاحتفال باستشهاد قديس لترى و تسمع العجب العجاب .
إن مجرد وقفة لفهم ما نفعل و لماذا ربما تعيد البعض إلى ادراكه الصحيح و ايضا نحاول دائما ان نضع الفهم الصحيح للشفاعة امام اعيننا و عندما نكون صداقة مع احد القديسين فهذا يكون نتيجة فهم و حب لشخص جمعنى به حبنا المشترك للمسيح .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010