واجه الحقيقة

كثيرون اليوم يعانون ويتألمون بسبب جراحات الماضي والأمور الصعبة التي اجتازوها في حياتهم وهذا الأذى الذي قد تعجز الكلمات عن وصفه، لابد وأن يتم التعامل معه وعلاجه. ولكن في كثير من الأحيان، يتم التعامل مع هذه الجروح بدفنها على أمل أن ننساها أو أن تتلاشى.
لقد تعلمت من خلال تجربتي الشخصية ومن خلال مساعدتي لكثيرين كانوا يريدون شفاءً داخلياً أنه بالرغم من رغبة الله في شفاء هذه المشاعر، إلا أن هناك بعض الخطوات الهامة التي يجب أن يأخذها الإنسان بنفسه حتى ينال الشفاء. فإن أردت أن تنال شفاءً لمشاعرك، يجب أن تخطوا أوف خطوة وهي أن تواجه الحقيقة، فلا يمكن أن ينال أي إنسان الحرية إن كان يعيش في حالة إنكار مستمر ولا يمكن أن يتظاهر بأن شيئاً ردياً لم يحدث.

لقد اكتشفت من خلال تجربتي الشخصية ومن سنوات قضيتها في خدمة آخرين، أننا أصبحنا ماهرين جداً في بناء أسوار نخفي ورائها الأشياء متظاهرين وكأن شيئاً لم يحدث.

تعرضت لأنواع كثيرة من الأذى ولكن بمجرد أن جرحت من هذا الجو، تصرفت وكأن شيئاً لم يحدث ولم أخبر عن ما اجتزت به في حياتي الشخصية.
ولكن لماذا لا نرغب في إعلان مثل هذه الأمور أمام الآخرين؟ لأننا نخشى ما سوف يظنه الآخرون، نخشى الرفض كما نخشى أن يسيئوا فهمنا. نخشى أن نفقد حب هؤلاء الذين نهتم بهم إن عرفوا الخلفية التي أتينا منها أو الظروف التي مررنا بها.

والخطوة الثانية نحو شفاء المشاعر هي الاعتراف بالخطأ، واعتقد أن هناك أهمية كبيرة في مشاركة شخص آخر بما حدث في حياتنا، فالتفوه والنطق بما نشعر به لشخص آخر يصنع عجباً ولكن لابد من التحلي بالحكمة. اختر شخصاً تعرفه جيداً ويمكنك الوثوق به واعلم أنك عندما تشارك قصتك مع شخص آخر، أنك لا تلقي بالعبء على كتف شخص آخر. أيضاً لا تحاول فتح جروح قديمة قد نُسيت بالفعل ودُفنت.

وعندما قررت أخيراً أن أتحلى بالشجاعة وأخبر شخص ما عما حدث لي في السنوات الأولى من حياتي، كنت أرتعد خوفاً وهو رد فعل طبيعي للأشياء التي اختزنتها ودفتها لسنوات طويلة. والآن أتحدث عن ماضيّ وكأني أتحدث عن مشكلة شخص آخر وذلك لأني نلت الشفاء حتى أن ماضي لم يعد يشكل مشكلة بالنسبة لي.

وأخيراً، عليك أن تتحمل قدراً من المسئولية الشخصية، فبعض الناس يسقطون في فخ الإنكار والخوف مما قد يحدث لو علم أحد حقيقتهم، ولكن تأكد من أن الإنكار لن يحررك أبداً.

فلا يوجد شخص تحرر من مشاكله ما لم يعترف أولاً أنه يعاني من مشكلة. فالشخص المدمن للمخدرات أو الكحوليات أو أي شخص أخر فقد السيطرة على حياته هو في طريقه للهلاك ما لم يقول "لدي مشكلة وأحتاج إلى مساعدة."

وبالرغم من أن بعض من مشاكلنا يكون نتيجة لحدوث شيء ما خارج عن إرادتنا، إلا أننا لن نكون بلا عذر إذا سمحنا لهذه المشكلة أن تستمر وتنمو وتتسلط على حياتنا بالكامل. فتجارب الماضي قد تنجح في أن نكون على الحال الذي نحن عليه الآن، ولكننا لسنا مضطرين للبقاء على هذا الحال. نستطيع أن نأخذ المبادرة آخذين خطوات إيجابية نحو تغيير الأمور طالبين معونة الرب. مهما كانت المشكلة التي تعاني منها، واجهها، ثم اعترف بها لصديق تثق به ثم تحمل مسئوليتها.

واجه الحقيقة - فهذه المواجهة يمكن أن تكون بداية لحياة أكثر سعادة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010