الإفخارستية هي حضور يسوع الشافي

مقدمة
الإفخارستية هي حضور سري لجسد الرب يسوع معنا اليوم.
عندما لمست النازفة جسد الرب يسوع قبل 2000 سنة شفيت كلياً
إذا كان يسوع معنا اليوم بالإفخارستية كما كان قبل 2000 سنه إذ كان يعلم ويشفي
فلماذا لا تحصل على الشفاء عندما تذهب لتناول جسده بالإفخارستية ؟
كيف عليك أن تذهب للمناولة لتشفى يوميا من أمراضك ؟

سوف نتأمل مسيرة إيمان المرأة النازفة من البشارة الى التجدد => الحياة الجديدة وربطها بالإفخارستيا.
التأمل هو ثمر عطاء الروح القدس بالرياضة الروحية من خلال أعضاء فريق "هدفي يسوع"
سنعتمد بتأملنا النص حسب مرقس 34 - 5:24.
المعجزة موجودة أيضاً في لوقا 56- 8:40 ومتى 26- 9:18

المرأة النازفة بحسب البشير مرقس 34 - 5:24

24 وتَبِعَهُ (+ ليَسوع) جَمعٌ كبـيرٌ يَزحمُهُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ.
25 وكانَت هُناكَ اَمرَأةِ مُصابَةِ بِنَزْفِ الدَّمِ مِنِ اَثنتَي عَشْرَةَ سنَةً،
26 عالَجَها أطِبّاءُ كثيرونَ، وأنفَقَت كُلَ ما تَملِكُ، فما اَستَفادَت شيئًا، لا بل صارَت مِنْ سيِّـئٍ إلى أسوأَ.
27 فلمَّا سَمِعَت بأخبارِ يَسوعَ، دخَلَت بَينَ الجُموعِ مِنْ خَلفٍ ولَمَسَت ثَوبَهُ،
28 لأنَّها قالَت في نَفْسِها: «يكْفي أنْ ألمسَ ثيابَهُ لأُشفى».
29 فاَنقَطعَ نَزْفُ دمِها في الحالِ، وأحَسَّت في جِسمِها أنَّها شُفِـيَت مِنْ دائِها.
30 وشعَرَ يَسوعُ في الحالِ بِقُوَّةٍ خَرجَت مِنهُ. فاَلتَفتَ إلى الجُموعِ وقالَ: «مَنْ لَمَسَ ثيابـي؟»
31 فقالَ لَه تلاميذُهُ: «تَرى النـاسَ يَزحَمونَكَ وتَسألُ: مَنْ لَمَسني؟»
32 ولكِنَّهُ نظَرَ حَولَهُ ليَرى التي فَعلَت ذلِكَ.
33 وخافَتِ المَرأةُ واَرتَعبَت لِعِلمِها بِما جرَى لها، فجاءَت وسَجدَت لَه وأخبرَتهُ بالحقيقةِ كُلِّها.
34 فقالَ لها: «يا اَبنتي إِيمانُكِ شَفاكِ. فاَذهَبـي بِسلامِ، وتَعافَي مِنْ دائِكِ».

24 وتَبِعَهُ (+ يَسوع) جَمعٌ كبـيرٌ يَزحمُهُ مِنْ كُلِّ جانِبٍ

من كان حول يسوع ؟

كم يمكن أن يكون عدد هذا "الجمع الكبير" ؟ (أنظر معجزتي تكثير الخبز والسمك)

هل برأيك كان "الجمع الكبير" يشكل عائق أمام النازفة للوصول الى يسوع ؟

لماذا يرمز هذا "الجمع الكبير" بحياتنا نحن اليوم ؟

"الجمع الكبير" المحيط بيسوع من كل جانب كان يصل لألاف الأشخاص كما نرى بمعجزتي تكثير الخبز والسمك
بالطبع كان هذا الجمع المتراص والمحيط بيسوع من كل جانب يشكل عائق أمام المنزوفة للوصول الى يسوع المتواجد في الوسط
لو لم تخترقهم النازفة لما تم الشفاء.

ولنا نحن اليوم ـ هذا الجمع الكبير يرمز للعوائق الخارجية التي تمنعنا من الوصول الى يسوع
هذه العوائق موجودة حول يسوع وتتبعه لكنها قد تبعدنا عنه، أو تصعب علينا الوصول إليه
بما أن هذه العوائق هي حول يسوع وليست مرتبطة بالمرأة النازفة لذلك فهي عوائق خارجية أي لا تتعلق بنا شخصياً.

اليوم إذا دخلتَ الى الكنيسة لتتلامس مع يسوع الموجود وسط شعبه، ستصطدم بجموع حول يسوع تمنعك من الوصول إليه
تلهيك عن "الدخول الى محضر الرب والتأمل بهيكله المقدس"
لذلك تخرج من الكنيسة كما دخلت بدون أي فائدة روحية
فحالتك هذه كأنها بالمنزوفة وقفت خارج الجموع المحيطة بيسوع من كل جانب ولم تخترقهم .

ما هي هذه العوائق الخارجية التي تمنعنا من الوصول الى يسوع (وبالذات يسوع بالإفخارستيا) ؟
هنالك العديد من العوائق الخارجية التي تلهي المؤمنين منها:


العوائق الخارجية:

الكاهن نفسه:

ربما الكاهن قد أصبح ميتاًً روحياً فقداسه ممل وكذلك وعظاته وتصرفاته غير مشجعة .
ربما هذا الكاهن غير مرغوب فيه أو خاطئ فأراقب تصرفاته بالقداس وكل كلمة يقولها بعظته أعلق عليها "ليته يسمع ما يقول" أو "هو آخر من يحق له التحدث والوعظ" !!!
أو ربما الكاهن لا ينتمي لنفس الخط الروحي الذي يناسبني فلذلك لا استمتع بعظته السطحية.
هذا الكاهن لا ترى الرب يسوع من خلاله لا بل أنت تسمح بان يشكل عائق بينك وبين يسوع إذ تركز عليه بدل التركيز على يسوع.


الكورس:

تركيزي على الإداء الحسن للكورس أو أخطاءه أو بعض أعضاءه المتعجرفين يشكل عائق بيني وبين يسوع يلهيني عن الدخول الى حضوره الذي هو هدفي بالقدوم الى القداس .

المؤمنين في الكنيسة:

المصلين/المؤمنين الذين نصطدم بهم وبمعرفتنا لهم جيداً وكم هم بعيدين عن المسيحية قد يشكلون عائق خارجي لنا فنلتهي عن يسوع بالالتفات إليهم وتوجيه الانتقادات لهم فنقف خلفهم (وراء الجموع فلا نخترقهم كما فعلت النازفة) فلا نصل الى يسوع .

الطقس الليتورجي:

إنتقاد ما لا يعجبني بالطقس (من ألحان وزياحات وأيقونا وترتيب الكنيسة ...) أو عظة الكاهن وغالباً ما يكون ذلك عن عدم فهم لروحانية القداس ورموزه وإشاراته فانزعاجي من الطقس يحد من إنفتاحي ليسوع الحاضر وسط جموع المصلين ويلهيني حتى عن حقيقة حضوره.

النشاطات الروحية:

النشاطات الروحية جيدة جداً وهدفها النمو الروحي لكن للبعض قد تكون هي الهدف ولذلك تصبح عائق.
مثلاً شخص متقدم روحياً يأتي الى الكنيسة ليصلي لكنه يصطدم بـ "الرسل" "بطرس" أو "متى" (الحركات الروحية بالكنيسة) ويفرح بالإنتساب الى نادي "الرسل" متنازلاً عن الولوج الى قدس الأقداس حيث يسوع نفسه ينتظر، لذلك تجده ملتزم بالنشاط الروحي ولكن ليس بالصلاة بالكنيسة أو بالبيت - فتصبح النشاطات الروحية عائق بينك وبين يسوع.
تأمل بالنازفة تتعرف على بطرس ومتى وتبقى عندهم تخطط لمشاريع مستقبلية ولم تصل الى يسوع نفسه فهل كانت ستشفى ؟

الخدمة:

هنالك البعض ممن يأتون الى الكنيسة ولكن سرعان ما تأهلهم موهبتهم بالانشغال بالترتيل والتلذذ به فينتسبون الى أجواق المرنمين فلا يتقدموا الى الوسط حيث يسوع موجود بل يكتفوا بكل إفتخار أن يجلس جسدهم بمقاعد المرنمين مترفعين عن الآخرين العاديين فتصبح الخدمة عائق تمنعهم من التلامس مع يسوع.

لغير المؤمنين:

هنالك العديد من المعوقات منها: مبادئ هذا العالم/انتماء حزبي/ اجتماعيات/عمل/نشاطات أخرى ... تمنعهم من الصلاة وحتى من القدوم الى الكنيسة.

الحل:

المشكلة ليست بوجود العوائق بل عدم إختراقك لهذه العوائق !
فالنازفة لم تقف وراء الجموع بل اخترقتهم لتتلامس مع رب المجد وهذا ما عليك فعله وهو مسؤوليتك وحدك.
عليك تحديد الهدف من قدومك الى الكنيسة والالتصاق بهذا الهدف هذا ما سيحقق لك الوصول الى يسوع.
الشعار "هدفي يسوع" يعني هدفي من القدوم إلى الكنيسة هو يسوع نفسه واللقاء به ولن اسمح لأي شئ أن يمنعني من ملاقاته.
كل مرة يتعرض لي عائق خارجي يلهيني عن يسوع سأركز وأذكِّر نفسي باستمرار:
لماذا جئت إلى الكنيسة ؟
ما هو هدفي ؟
وأقول "هدفي يسوع" لأخترق كل عائق يمنعني من متعة اللقاء مع الرب.

توضيح:

أنا لا أقول أن علينا ألا نلتزم بالكورس أو بالحركات الروحية والنشاطات الكنسية الأخرى بل على العكس.
ما أريد قوله هو ألا تكون هذه النشاطات على حساب يسوع نفسه فألتهي بها عن يسوع
بل عليَّ أن أقوم بها مع يسوع ولأجل يسوع لتصبح وسيلة عبادتي ليسوع.

25 ... مُصابَةِ بِنَزْفِ الدَّمِ
إعتبر نزف الدم في العهد القديم مثلما إعتبر البرص نجاسة يجب التطهر منه وهذه النجاسة تجعل من النازفة غير جديرة للتقرب من الشعب ومن المقدسات (راجع سفر التثنية ).
ماذا يرمز نزف الدم في حياتنا ؟
نزف الدم هي صفة شخصية للمرأة النازفة لذلك فهي عائقها الشخصي – وهي ترمز للعوائق النفسية الداخلية التي تجعلنا غير جديرين للتقرب من يسوع .

أي نزف دم في حياتنا اليوم ؟ (عدد بعضها)
أو بكلمات أخرى ما هي العوائق الشخصية التي تمنعك من الإنسلاخ عن العالم لتتلامس مع يسوع

العوائق الشخصية:

النزف (العائق الشخصي) الحل
عدم الإيمان/الخطيئة - الظاهرة والمستترة تقسي قلوبنا وتجعلنا غير جديرين للتقرب من الله.
قبول يسوع مخلص بحياتنا

تشتت فكري أثناء الصلاة/القداس - عندما آتي الى القداس/الصلاة لا أستطيع الدخول لجو الصلاة.
لا تنسى طلب قوة الروح القدس،
عليك التفكير بيسوع أثناء النهار،
تعال إلى القداس قبل الوقت،
لنصلِ بطريقنا الى القداس،
لننظر الى القداس كلقاء حب مع يسوع الذي نحب
فإذ نصل الى الكنيسة نكون قد جهزنا نفسنا روحياً ونفسياً !!

عدم الرغبة بالصلاة
أحيانا لتعب ما، نأتي الى الصلاة ولا نرغب بأن نصلي.
هل تريد بالفعل الدخول لحضور يسوع ؟
هل لديك الرغبة والشوق لحضور القداس ؟
قال يسوع لتلاميذه شهوةً اشتهيت أن آكل معكم هذا الفصح وأنت ألديك الشهوة لتأكل فصح الرب يسوع القربانة – ألديك الشهوة لتناول القربان المقدس ؟؟؟
إبحث أين قلبك بالفعل:
هل هو مع يسوع ؟
هل بالحق تحب يسوع ؟

الإزدواجية – نريد يسوع ولكن لا نريد أن نكون مؤمنين ملتزمين نضع حدود للروح لأننا نريد أيضاً العالم.

هذه حالة من يريد "أن يخدم سيدين الله والمال"
لا يمكن !
عليك أن تختار الله أو العالم.
عليك أن تلبس المسيح:
أي تعكس للآخرين المسيح فتتصرف كما في الكنيسة كذلك خارج الكنيسة

الشعور بعدم الجدارة – قد تشعر وبصدق أنك غير جدير للدخول الى محضر يسوع أو لتأخذ جسد الرب بالمناولة فأنت إنسان سرعان ما تعود الى الخطيئة بعد كل اعتراف ومناولة .

فكر بماذا يريد يسوع وليس ماذا تريد أنت

نعم نحن لا نستحق الدخول الى محضر الله. فلا تظن أن تقوانا أو قوتنا ستؤهلنا لذلك - لا! نحن بحاجة لمن يخلصنا من ضعفنا الذي ينزف شراً وينجسنا فيمنعنا من التقرب من المقدسات (تماماً مثل النازفة) لكن ما يؤهلنا لذلك هو قبولنا للخلاص الممنوح بربنا يسوع المسيح
"وهو الذي جعلنا قريبين (+من الله والمقدسات) بعد أن كنا بعيدين" باستحقاق دمه المسفوك على الصليب.
لقد أمر الرب يسوع تلاميذه بالعشاء الأخير تناول القربان بقوله "خذوا فكلوا... خذوا واشربوا" .
والسؤال:
هل كان بطرس يستحق بحسب حساباتنا البشرية أن يجلس مع يسوع في العشاء الأخير ويأخذ من يدي يسوع وبأمرٍ منه جسد الرب ودمه ليأكله وهو الذي سينكره بعد بضع ساعات ؟
وهل كان توما جديرا لتناول العشاء مع يسوع وأكل جسده وهو الذي سينكر القيامة ؟
أم باقي الرسل الذين هربوا بعد هذا العشاء ؟؟؟؟
باختصار الإنسان مهما كان غير جدير لذاته للاقتراب من يسوع وتناول جسده.
لكن علينا أولا قبول يسوع مخلص لنا
وثانياً علينا التواضع وقبول مشيئة يسوع الذي يأمرنا من خلال التلاميذ أن نأكل جسده ويسوع جدير جداً بأن نحقق له أمره "خذوا فكلوا"
باختصار سأذهب للمناولة ليس لأني جدير أن أتناول جسد الرب بل لأن يسوع مخلصي جدير جداً بأن أنفذ أمره بأن أتناوله بفرح وخشوع كما يرغب - بعد أن أقبل به مخلصاً ورباً وأتصرف بموجب ذلك

الإيمان الطقسي/العقلي/السطحي
التعمق بالإيمان عليك أن تعبد الله ألآب بإرشاد الروح القدس وبواسطة الطريق الحق يسوع

الرتابة في الصلاة – لا توجد صلاة بحياتي أو لا أستطيع الصلاة من القلب بل صلاة من الشفاه.
الحضور الكامل في الصلاة: حب الرب إلهك من كل القلب كل العقل ومن كل القوة

الكبرياء
التواضع

عدم المسامحة
تذكر وصية يسوع "إذهب وصالح أخاك ثم عد وقرب قربانك"



ما هي الوسيلة التي علينا أن نمارسها لكي ننتصر على نزيف دمنا ؟ ( راجع الحلول أعلاه )

26 عالَجَها أطِبّاءُ كثيرونَ

من هم أطباء هذا العالم ؟

من هم هؤلاء الذين نبحث عندهم على الراحة وحلول لمشاكلنا ؟

من هم هؤلاء الذين ننفق عندهم وعليهم طاقاتنا الفكرية والجسدية والقلبية والمادية ؟

أطباء هذا العالم هم من ننفق لديهم كل ما نملك:

مبادئ سياسية: ننفق كل طاقتنا لنهلل لرئيس حزب ما بدل التهليل للرب. فلا عجب عندما تقول لي أن لا وقت لديك لتذهب للكنيسة لأنك تكرس كل وقتك لزعيم حزبك!

منجمين/مشعوذين/عرافين/الحظ والأبراج : كثير من الناس يتعلقون بمعتقدات سخيفة من تفاؤل وتشائم، ويستشيرون العرافين والشيوخ الذين هم عمالة لقوى الشر فيحولون إيمانهم من الله الإله الحي الغيور الى المشعوذين والعرافين.

العروبة: حتى مبدأ القومية لن أسمح له بأن يفصلني عن المسيح!!! فيسوع إله الجميع وهو فوق كل إنتماء سياسي أو عرقي.

بدع دينية: قد تتبع بدعة ما وذلك لأن أتباع هذه البدعة يعطونك الدعم النفسي الذي يقوي شخصيتك.

إدمان - ربما تجد متعتك في ممارسات إدمانية.

26 ... وأنفَقَت كُلَ ما تَملِكُ ...

هل أنفقت فقط كل أموالها ؟

ماذا أنفقت أيضاً ؟

ونحن ماذا ننفق ؟

نعم لقد أنفقت كل ما تملك، من أموال وقوة، وإيمانها بأطباء هذا العالم.

ونحن أيضاً لا زلنا ننفق كل ما لدينا على أطباء هذا العالم:

ننفق إيماننا على الأبراج والخرافات والتفائلات والتشائمات. بدل الإيمان بالرب يسوع المسيح والبحث عن حلول لديه. هل تؤمن بالرب يسوع ؟
يقول الكتاب المقدس "لا تتشاءموا من شيء ولا تتفاءلوا به" عدد 19:26

ننفق وقتنا – ننزفه على متع الحياة – كم من وقتنا نستثمره لمجد الله ؟

ننفق حواسنا:

النظر: ننظر بعيون الشهوة والحسد والكراهية بدل أن
"أرفع عيني الى الجبال من حيث يأتي عوني، معونتي من عند الرب خالق السموات والأرض"

السماع: نسمع لكلام المفسدين والواشين / بدل أن نسمع كلمة الله.

الذوق: نتذوق ما هو خسيس ولا نتذوق طيبة الرب.

الشم: نشتم ونتلذذ برائحة هذا العالم ولا نشتم رائحة المسيح.

اللمس: ماذا هي الكتب التي نلمسها؟ وما هي الأيدي التي نتمنى أن نلمسها لنصافحها.

الخدمة – نكرس خدمتنا بأعمال تطوعية واجتماعية وسياسة ولكننا لا نجد الوقت لنكرسه للعمل مع يسوع.

الكلام – كلام بذيء/نلعن/ننمم ونغتاب الآخرين. هل نعطي من كلامنا ليسوع وكم منه مع يسوع؟ وكم منه عن يسوع ؟

عقلنا – هل تفكر بيسوع ؟ ماذا تعرف عن يسوع ؟

قلبنا وعواطفنا وشفقتنا وأشواقنا أين هي؟ هل نشتاق ليسوع ؟ هل قلبك مع يسوع ؟

ننفق فكرنا – بماذا نفكر كل النهار وكم منه يرضي الله ويمجده ؟؟؟

ننفق ذاكرتنا - ماذا نتذكر أثناء النهار ؟ هل يعبر يسوع بذاكرتك أثناء النهار ؟ متى تذكرت يسوع آخر مرة ؟

26 ... فما اَستَفادَت شيئًا، لا بل صارَت مِنْ سيِّـئٍ إلى أسوأَ.
هذا هو حالنا بالبحث عن حلول خارج يسوع!
أصبحت في العمق – في الحضيض لكنها عرفت كيف تنتهز الفرصة
فمن الأعماق "صرخت إليك يا الله".
لقد "أفلست" وها هي بحاجة الى مَن يخلصها الآن.

27 فلمَّا سَمِعَت بأخبارِ يَسوعَ

ماذا سمعت عن يسوع؟

كم عرفت عن يسوع؟

مسيرة الإيمان الحي: ( الاستثمار ببنك يسوع – على حساب محبته )
بدأت النازفة بالاستثمار مع يسوع بسماع أخباره كما يخبرنا النص المقدس هنا. استثمار حاسة السمع مع يسوع.
ومما لا شك فيه أن أنتقل عقل النازفة يفكر كل النهار بما سمعته عن يسوع وبأخباره – كل فكرها تركز بيسوع - استثمار العقل مع يسوع .
وتطور التفكير لإسقاط قدرة يسوع وأخباره لحالتها الشخصية:
لقد فكرت في نفسها بالطبع بان يسوع هذا يشفي حالات مشابهه لحالتي؛
لقد شفى رجل أبرص نجس مثلي فلماذا لا يشفيني؟! استثمار إيمانها بيسوع
أنا أريد الشفاء هذا هو هدفي
والشفاء لدى يسوع.
إذن "هدفي يسوع" نفسه وسأفعل كل ما باستطاعتي لأصل إليه.
هذه هي الخطوة الحاسمة بحياة النازفة:
الشعور بالحاجة الماسة الى يسوع وفقط يسوع واتخاذ القرار للوصول إليه بكل ثمن
أو بكلمات أخرى: تمييز الهدف والقرار للحصول عليه بكل ثمن.
وربما هذا ما ينقصك أو ما لا تملكه دائماً. (ما هو هدفك بلقائك مع يسوع وأي قرار لديك لتعمل به اليوم ؟ )
وأصبحت شهوتها هي اللقاء بيسوع – استثمار الأحاسيس والعواطف من أجل إيمان حي متفاعل ومتواصل .
أصبح إيمانها أكيد بيسوع أنها سوف تشفى فقالت "يكفي أن ألمس ولو هذب ردائه لأشفى". استثمار الإيمان .
بهذه اللحظة بدأت النازفة بعملية الشفاء – الشفاء الروحي والنفسي .

27 ... دخَلَت بَينَ الجُموعِ مِنْ خَلفٍ
بطولة هذه النازفة أنها لم تسمح للحواجز أن تمنعها بل اخترقت كل الحواجز الشخصية والخارجية – استثمار قوتها ببنك يسوع
العبور من القرار للتنفيذ – استثمار العمل والخدمة
وأنت عليك ان تفعل مثل النازفة، أن تخترق كل الحواجز الخارجية والشخصية التي تعيقك من الوصول إلى هدفك - يسوع
هذه مسؤوليتك أنت. وعليك العبور الى التنفيذ.


ولَمَسَت ثَوبَهُ،

الحواس هي الوزنات المطالبين باستثمارها ببنك يسوع
المنزوفة بدأت الشفاء باستثمار حاسة السمع – "سمعت بأخبار يسوع "
واستثمرت هنا حاسة اللمس،
علينا أن نكف عن التذمر والتساؤل كيف نستثمر مع يسوع إبدأ بحواسك- كرسها ليسوع !!


يسوع هو الذي كان دائماً يلمس المريض ليشفيه

يسوع دائماُ عرف ماذا يريد المريض قبل أن يشفيه ثم يتم الشفاء

هنا النازفة هي التي لمست يسوع و "سرقت" منه الشفاء.

لمست المحسوس الخارجي من يسوع بينما جوهر يسوع لمس أعماقها فشفاها

وهذا ما يمكن أن يحصل معنا بالمناولة: نحن نلمس البرشانه بأفواهنا وأحشاءنا بينما يسوع هو الذي يلمسنا ويشفينا.

طهارة يسوع عدت وأبطلت نجاسة المنزوفة وشفاها.

28 لأنَّها قالَت في نَفْسِها: «يكْفي أنْ ألمسَ ثيابَهُ لأُشفى»..
هذه الكلمات هي صلاة قلب المنزوفة النابعة من إيمان عميق مشبع بالعطش لملاقاة الرب. لذلك سيستجيب لها يسوع
"يكفي أن ألمس ولو هذب ردائه لأشفى"
"قل كلمة واحدة فيبرأ عبدي" – يكفي كلمة واحدة ليتم الشفاء.
"أن شئت فأنت قادر أن تبرأني" يكفي أن تشاء ليتم الشفاء.
الاكتفاء بشيء من يسوع – كل هؤلاء الأشخاص عرفوا كيف يجيئوا الى يسوع بإيمان عميق.
لم يحضروا أطروحة عن يسوع ولم يجهدوا أنفسهم بأعمال وحركات بل اكتفوا بالحصول على لفته واحدة من يسوع
وأنت بأي صلاة تأتي الى يسوع ؟
وما هي الطلبات التي تمليها على يسوع كل مرة تأتي بها إليه ؟
- وبأي صورة تأتي إليه ؟

29 فاَنقَطعَ نَزْفُ دمِها في الحالِ، وأحَسَّت في جِسمِها أنَّها شُفِـيَت مِنْ دائِها.
يسوع يعطي الشفاء حالاً.
يسوع هو الطبيب الشافي - الطبيب الأعظم .
مهما كانت مشكلتك تعال الى يسوع الآن.
لماذا لا تعطي يسوع أن يكون طبيبك الشافي ؟
لا تقل الوقت غير مناسب،
هل كانت الظروف ملائمة للمرأة النازفة – كلا.
إن لم تصر كإصرار المرأة النازفة لن تنال الشفاء من يسوع.
يسوع هو المخلص الذي خلص المرأة من نزيفها ونجاستها وعبودية الشريعة التي فرضت عليها الابتعاد عن الناس والغسل وعدم الاقتراب من المقدسات لكن يسوع رب الشريعة حررها من كل ذلك فأعطاها حياة جديدة ملئي بحرية التحرك والانفتاح والتقرب من الله لدرجة أنها لمسته بيدها.
نعم إيماننا لا يعتمد على الأحاسيس لكن الله يستعمل كل ما فينا من عقل وقناعة ومشاعر وأحاسيس لإظهار مجده
فلنطلب من الروح القدس أن يقدس أفكارنا ويمسح مشاعرنا لنعبده أيضاً بمشاعرنا وعواطفنا وأحاسيسنا – مشاعر مقدسه نابعة من أعماقنا حيث الله يعمل فينا في الخفية.

30 وشعَرَ يَسوعُ في الحالِ بِقُوَّةٍ خَرجَت مِنهُ. فاَلتَفتَ إلى الجُموعِ وقالَ: «مَنْ لَمَسَ ثيابـي؟»

31 فقالَ لَه تلاميذُهُ: «تَرى النـاسَ يَزحَمونَكَ وتَسألُ: مَنْ لَمَسني؟»
حتى التلاميذ لم يدركوا معنى سؤال يسوع "من لمسني" لأنهم لم يختبروا حينها ما اختبرته هذه النازفة.
نعم الناس تزحم يسوع وتلمسه بعفوية – بالمدافشه - لكثرة الزحام حوله.
وربما هذا هو حالنا عندما نذهب للصلاة أو المناولة نكون كمن يدافش بيسوع فلا نستفيد شيئاُ.
ولكن النازفة لمست يسوع بطريقة مختلفة
لدرجة أنها استخرجت "سرقت" منه قوة شافية .
ملامسة من نوع آخر هذه الملامسة التي نبحث عنها ونريدها في صلواتنا – لقائنا اليومي مع يسوع – ومناولاتنا .
مناولة النازفة فيها قوة شافية لكن مناولة المدافشة بيسوع لا قيمة لها .
ونحن أي مناولة نمارسها اليوم ؟؟؟؟

33 ... فجاءَت وسَجدَت لَه وأخبرَتهُ بالحقيقةِ كُلِّها.
الشكر والاعتراف بما صنع بها الرب وكم رحمها؟
لقد أصبحت أيضا معلمة إيمان للآخرين – أنظر ما سيفعله الناس لاحقاً:
متى 14:36 "وطلبوا إليه أن يلمسوا هدب ثوبه فقط. فجميع الذين لمسوه نالوا الشفاء"

34 فقالَ لها: «يا اَبنتي إِيمانُكِ شَفاكِ. فاَذهَبـي بِسلامِ، وتَعافَي مِنْ دائِكِ».
نعم يسوع فعل كل ما يطلب ليتم الشفاء – الذي هو مشيئته،
لكن العائق الوحيد لتتم مشيئة الله في حياتنا هي نحن بعدم أيماننا.
كان الشفاء ينتظر المرأة النازفة 12 سنة
لكنها لم تكن بعد قد "أنفقت كل ما تملك" كانت لا تزال تبحث عن طرق أخرى
لذلك لم تكتشف من هو الطريق الوحيد المؤدي الى الله الآب - يسوع المسيح.
لم تكن بعد مستعدة لتستثمر بعض ما لديها ببنك يسوع
وهنا وبهذه اللحظة فقط وبعد أن "أنفقت كل ما تملك" كانت مستعدة للاستثمار مع يسوع
هنا فقط زال زال العائق لذلك يقول لها يسوع إيمانك شفاك.
كأنه يقول "ما زلت أقرع الباب منذ 12 سنة أنتظر هذه اللحظة لأشفيك ولكن لم يكن لك إيمان – والآن إيمانك قد شفاك"
نعم الله "يطوي السماء كشرشف وينزل" حتى يصل الى باب قلبك فيقف خارجه
ليقرع باب قلبك منتظراً قبولك له بترحاب الإيمان حينها يتم الشفاء والتحريرات - فيقول لك "إيمانك شفاك".
فهل لديك الايمان الآن لتأتي الى يسوع مخترقاً كل العوائق لتتلامس معه بالقربانه لتسمع منه هذه الجملة "إيمانك شفاك".


يا ابنتي – يسوع يعرفها يعرف مشكلتها منذ زمن طويل جداً وكم أنتظر وبشهوة هذه اللحظة.

"يا ابنتي" مع أنها كانت نجسة في عيني الشريعة والناس لكن في عيني يسوع كانت ولا زالت ابنة قريبة، فكيف لا يهبها الشفاء.
وأنت يا أخي ألديك نزيف في حياتك؟
ربما تعاني من مشكلة نفسية
أو لم تنجح بوجود عمل يلائمك
أو لم تستطع الوصول الى شريك المستقبل
أو ربما وبكل بساطة هناك من يضايقك وينكد عليك عيشتك
لما لا تأتي الآن بهمومك الى يسوع لتتلامس معه كما فعلت النازفة البنت المقربة وتأكد أن يسوع ينتظرك ليقدم لك الشفاء الكامل:
شفاء روحي: "إيمانك شفاك"
وشفاء نفسي "إذهبي بسلام"
وشفاء جسدي "وتعافي من مرضك"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010