طوفان نوح بين الحقيقة و الخيال و العلم و الأساطير

إن القارئ لسفر التكوين يعتقد للوهلة الأولى أن هناك أخطاءً علمية أو أخطاءً فلكية أو جيولوجية قد حدثت أثناء كتابة موسى النبى لهذا السفر. و لكن المدقق و الذى يقوم بدراسة هذا السفر، و خاصة الاصحاحات الأولى منه، سيجد دليلاً قوياً جداً فى أن ما كتبه موسى النبى ما هو إلا بوحى من الروح القدس كما يقول بولس الرسول "كل الكتاب هو موحى به من الله" (2تى 3: 16)، و كما قال بطرس الرسول "لانه لم تأت نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط 1: 21).

و لقد إهتممت أن أدرس الكتاب المقدس من الناحية العلمية، و لكنى لم أقصد أن أخضع الكتاب المقدس للعلم، و إنما أن أخضع العلم للكتاب المقدس و ذلك لأنى مؤمن به. أما الذين لا يؤمنون بالكتاب المقدس و يؤمنون بالعلم فقط فيمكن أن يكون دراسة الكتاب المقدس من الناحية العلمية مفيداً لهم. و كذلك يمكن أن يكون نافعاً لنا نحن المؤمنين لكى نكون مستعدين دائماً لمجاوبة كل من يسألنا عن سبب الرجاء الذى فينا (1بط 3: 15)

و إليكم إخوتى الأعضاء بعض الأسئلة:
1- ما هو الجلد، و كيف فصل بين مياه و مياه (تك 1: 6)؟
2- كيف تجتمع المياه فى مكان واحد فقط (تك 1: 9)؟
3- كيف أفاضت المياة زحافات و تنانين عظام و طيراً (تك 1: 20)؟
4- ما هى ينابيع الغمر العظيم و ما هى طاقات السموات (تك 7: 11)؟
5- ألم يظهر قوس قزح قبل ذلك أبداً (تك 9: 13)؟
6- هل كان الطوفان محلياً فقط فى المنطقة التى عاش فيها نوح، أم أن الطوفان أغرق كل الكرة الأرضية؟

صلوا من أجل إتمام هذا العمل.

سأبدأ هذا الموضوع من النهاية و بالتحديد فى سنة 1997 حينما أعلن العالمان وليم راين و والتر بيتمان عن كشف آركيولوجي مثير أثار ضجة علمية في نقابة الأبحاث الأمريكية لبقايا طوفان و الذى اجتاح منطقة القوقاز واوكرانيا وبلغاريا والمنطقة المحيطة بالبحر الأسود الحالي واندفع بكل جبروت عندما ارتفع مستوى المياه فجأة في المحيطات والبحار قبل 7500 سنة في نهاية العصر الحجري، أو مايعرف بالعصر الحجري الحديث، وكانت منطقة البحر الأسود بحيرة داخلية مغلقة، تعيش على ضفافها قبائل شتى تنعم برغد العيش، طورت نظام الزراعة وشيئاً من الأدوات البدائية. وأمام هذا الاجتياح المرعب لمنسوب المياه صدمت الأمواج العاتية العتبة الحجرية في غرب تركيا لتخرقها وتشكل مضيق البوسفور الموجود إلى الآن، ولتتدفق كميات هائلة من المياه وكأنها تغلي في قدر لتملأ البحيرة بقوة اندفاع وعنف يزيد عن قوة تدفق شلالات نياجارا بـ 400 مرة، ليتحول البحر الأسود الى مايشبه (البانيو) الذي امتلأ بالماء التى تدفقت من حوافه، بحيث أن المياه زحفت تفترس بغير رحمة حواف البحيرة بمعدل كيلومتر يومياً، لتصل الى عمق مائة كيلومتر عندما هدأ الطوفان. مما جعل المناطق المحيطة بالبحيرة تتحول كلها الى عالم سفلي تحت الماء.

هذا هو نص تقرير العالمان الأمريكيان اللذان إكتشفا هذه الحقيقة الأركيولوجية، و التى يقرها الوحى الإلهى فى سفر التكوين قائلاً "في سنة ست مئة من حياة نوح في الشهر الثاني في اليوم السابع عشر من الشهر في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء" (تك 7: 11). لاحظ عزيزى قارئ الموضوع أن ترتيب الكلام كما ذكره الوحى الإلهى هو أن ينابيع الغمر العظيم إنفجرت أولاً، و ما هى ينابيع الغمر العظيم هنا إلا الارتفاع المفاجئ فى منسوب المياه فى البحار و المحيطات فى نهاية العصر الحجرى منذ ما يقرب على 7500 سنة. أليس الكتاب المقدس يقدر عمر الانسانية بحوالى 7500 سنة، و هى الفترة التى عاش فيها نوح؟

و الآن و قد عرفنا ما هى ينابيع الغمر العظيم دعونا ننتقل إلى المقصود بطاقات السموات.

نستكمل من حيث توقفنا عند الآية التى تقول "في ذلك اليوم انفجرت كل ينابيع الغمر العظيم وانفتحت طاقات السماء" (تك 7: 11). و لقد تحدثنا عما يعنيه الوحى الإلهى بينابيع الغمر العظيم، و كيف أثبت العلماء الأمريكان صحة هذه المقولة من خلال أبحاثهم. نأتى الآن لكلمة "إنفتحت طاقات السماء"، و هذه الكلمة تعود بنا إلى آية أخرى و هى "و قال الله ليكن جلد في وسط المياه. و ليكن فاصلاً بين مياه و مياه. فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق" (تك 1: 6، 7). المياه التى تحت الجلد نعرفها كلنا و هى مياه المحيطات و البحار و الأنهار، و هذه تجمعت كلها فى مكان واحد و ظهرت اليابسة كقول الوحى الإلهى "و قال الله لتجتمع المياه تحت السماء الى مكان واحد ولتظهر اليابسة. وكان كذلك." (تك 1: 9). راقبوا معى هذه الصورة و تأملوا كيف أن الوحى الإلهى كان دقيقاً فى وصف تجمع المياه فى مكان واحد فقط و ظهور اليابسة، ثم كيفية ظهور القارات كما نعرفها فى عالمنا اليوم.



و لعل هذا المنظر الذى يبدو أمامنا يفسر لنا كيف إنتقل أناس للعيش فى قارات الأمريكتين (السكان الأصليين) بدون أن يكون هناك وسيلة نقل بحرية فى ذاك الحين تنقلهم عبر المحيط الأطلنطى. لعلهم قد إنتقلوا حينما كانت اليابسة متصلة بعضها ببعض. أيضاً قد يفسر لنا وجود أهرامات فى المكسيك كمثل تلك التى فى مصر تماماً.



لعل الحضارة المكسيكية قد تأثرت بالحضارة المصرية، و لعل كان هناك تجارة متبادلة بين مصر و المكسيك، و لعل كان هناك من كان يحيا فى مصر ثم إنتقل إلى منطقة المكسيك و نقل معه هذه الثقافة الخاصة ببناء الأهرامات و خاصة و أن هذه الأهرامات المبنية فى المكسيك تعود إلى 2600 سنة قبل الميلاد، و قد بناها قبائل المايا.

و الآن و قد عرفنا كيف أن الوحى الإلهى كان دقيقاً جداً فى وصفه بجمع المياه التى تحت الجلد فى مكان واحد، دعونا ننتقل للنقطة التالية.

النقطة التالية هى عبارة عن سؤال بسيط:
يقول الوحى الإلهى فى سفر التكوين: "و تعاظمت المياه كثيراً جداً على الارض. فتغطت جميع الجبال الشامخة التي تحت كل السماء" (تك 7: 19). فمن أين أتت كل هذه المياه؟ إن المياه الجوفية كلها لو إنفجرت مع المحيطات و الأنهار و خلافه من مصادر المياه لا يمكن أن تكون بالكمية التى تغطى جميع رؤوس الجبال. يكفى أن نعرف أن جبل أراراط يرتفع أكثر من 3000 متر فوق سطح الأرض، فكيف وصلت مياه ينابيع الغمر العظيم إلى هذا الارتفاع؟

إن كثير من الأدباء مثل كريس ماك جوان لا يصدق أنه يمكن أن يكون حدث مثل هذا الطوفان، و يتساءل قائلاً: من أين أتت هذه المياه كلها التى تغطى رؤوس الجبال التى تحت كل السماء؟ و يسترسل قائلاً: لا بد أن هناك خطأ ما فى الكتاب المقدس لأننا لو سلمنا أن مثل هذا الطوفان قد حدث فلا بد أنه كان طوفاناً محلياً، و الجبال التى تغطت بالمياه هى التى كانت فى منطقة القوقاز واوكرانيا وبلغاريا والمنطقة المحيطة بالبحر الأسود. و فى هذه الصورة نرى جبل أراراط، و هو الجبل الذى رسى عليه فلك نوح.



فى حقيقة الأمر أن كريس ماك جوان قد يكون كلامه صحيحاً لو إننا نظرنا لنصف الآية فقط، و افترضنا أن مصدر الطوفان هو مياه ينابيع الغمر العظيم. و لكننا ننسى أن هناك نصف آخر للآية يوضح أن هناك مصدراً آخر لمياه الطوفان و هى "طاقات السماء". فما هى طاقات السماء و ما هو مصدر المياه التى كانت بها؟

نعود قليلاً للوراء إلى (تك 1: 7) و نقرأ "فعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد والمياه التي فوق". إن الآية واضحة جداً و لا تحتاج إلى تفسير. إن الآية تذكر لنا بدقة أنه كانت هناك كمية رهيبة من بخار المياه تحيط بالكرة الأرضية بعد إنفجار كتلة السديم. و لقد فصل الله بين هذه الكمية الرهيبة من المياه و سطح الأرض فجعل الجلد فاصلاً بينهما، و صارت هناك مياه مجتمعة على سطح الأرض فى ينابيع الغمر العظيم، و مياه أخر - قد تكون كميتها أضعاف تلك التى على الأرض - معلقة فى الفضاء المحيط بالأرض فى شكل بخار ماء ذو كثافة عالية جداً.

و لكى نتصور ما حدث دعونا نقوم بعمل عملية حسابية بسيطة لنعرف كيف كان يرتفع الماء كل دقيقة بحيث يتم تغطية كل رؤوس الجبال خلال فترة 40 يوماً فقط و التى أشار إليها سفر التكوين قائلاً "و كان الطوفان أربعين يوماً على الارض" (تك 1: 17).

كلنا يعلم أن أعلى قمة فى العالم هى جبل إفرست، و يصل إرتفاعه إلى 8844.43 متراً عن سطح البحر. و بهذا يكون إرتفاعه بالسنتيمرات هو 884443 سنتيمتراً. إذا يجب أن يرتفع الماء كل يوم بمقدار 22111 سنتيمتراً من المياه تقريباً - أى أن المطر يهطل بنسبة 15 سنتيمتراً فى الدقيقة الواحدة. و هذه الكمية من المياه لا يمكن أن تتكون فى السحب العادية بفعل تبخر مياه المحيطات و البحار و الأنهار. إذاً فيجب أن يكون هناك مصدراً آخر من المياه قادر على الهطول لمدة 40 يوماً متتالية بنسبة 15 سنتيمتراً فى الدقيقة. و أين سيكون هذا المصدر سوى المياه التى فصلها الله عن الأرض و أصبحت عالقة فى السماء، و الجلد يفصلها عن الأرض كما قال الوحى الالهى؟!

السؤال الآن:
هل يوجد ما يثبت علمياً أنه كانت هناك كمية هائلة من المياه عالقة فى السماء فى شكل سحابة كثيفة جداً من بخار الماء؟ و إن وجدت، فما هو تأثيرها على كوكب الأرض قبل الطوفان؟

نلتقى بعد الفاصل

عدنـــــــا.

إن العلماء يدرسون حالياً أعمار الحفريات بواسطة حسابات معقدة نحن فى غنى عن الخوض فيها، كما يدرسون عمر كوكب الأرض من خلال الصخور، و الحمم التى تقذفها البراكين من باطن الأرض، و هكذا.

و لكن هذه الحسابات ليست دقيقة فى جميع الأحوال لأنها مبنية على تعرض كل هذه الأجسام للآشعة الكونية، و لكن فى الحقيقة الديناصورات لا تعود إلى 175 مليون سنة قبل الميلاد. فهذه حسابات غير دقيقة على الاطلاق، و قد تكون أقل من ذلك بكثير. و لذلك لأنه عندما إنقرضت الديناصورات، لم تكن عظامها قد تعرضت لهذا الكم من الآشعة الكونية الذى نتعرض له الآن. فلقد كانت محفوظة كما هى لمدة سنين طويلة جداً و لكنها ليست كمثل هذا العدد المذكور من قبل. و لقد كانت هناك سحابة عملاقة من بخار الماء تحمى الأرض من الآشعة الكونية و بعض الآشعة الفوق البنفسجية. و لذلك قدر العلماء عمر الديناصورات بسنين هذا عددها بناءً على حسابات هذه الأيام من آشعات كونية و فوق البنفسجية.

إن هذه السحابة من بخار الماء كانت تحمى الأرض أيضاً من إنخفاض درجة الحرارة، و كانت تختزن حرارة الشمس على كوكب الأرض. فكانت درجة حرارة كوكب الأرض تكاد تكون ثابتة طوال أيام السنة. و لذلك تكن أقطاب الكرة الأرضية فى حالتها المتجمدة كمثل ما هى عليه الآن.

أيضاً لم تكن تسمح هذه الطبقة بنفاذ آشعة الشمس كاملة بكل طيفها، فحتى عند حدوث أمطار ما كان يظهر قوس قزح. و لكن بأمر الله وحده و بكلمته هو الضابط الكل إنفتحت طاقات السموات و تدفقت المياة بغزارة منقطعة النظير لتسقط كمية مياة كفيلة بإغراق الأرض تماماً حتى أن الجبال كلها إختفت تحت الأمطار بعدما إستمرت 40 يوماً متصلة.

و لذلك حتى يبرهن الله لنوح أنه لن يفنى الجنس البشرى ثانية بمثل هذا الطوفان، و حتى يقطع معه عهده أراه قوس قزح فى السماء كعلامة أن المياه التى كانت محتجزة فى السماء و الجلد يفصلها عن الأرض قد إنتهت، و لذلك ظهر قوس قزح لأول مرة. فلو كان يمكن لقوس قزح الظهور مع كل مطر يحدث قبل ذلك لما رأى فيه نوح أى علامة إستثنائية لأنه أمر معتاد الحدوث. أما و إن نوح قد رآه أنه علامة من الله لأنه لم ير مثل هذه العلامة من قبل فآمن بما قاله الله "فمتى كانت القوس في السحاب ابصرها لاذكر ميثاقا ابديا بين الله وبين كل نفس حيّة في كل جسد على الارض" (تك 9: 16). لذلك فمع هطول كمية رهيبة من الأمطار نرى الله يعلن لنا فى السماء قوس قزح الذى هو نتيجة إنكسار آشعة الشمس البيضاء على ذرات المياة العالقة فى الجو، مما يذكرنا أنه لا يوجد تلك السحابة العملاقة التى أغرقت الأرض بالطوفان و الدليل هو نفاذ آشعة الشمس إلينا و ظهور قوس قزح. فإن كان لقوس قزح تفسير علمى، و إنما الآن نعرف معنى أنه علامة من الله على عدم إهلاك الأرض مرة أخرى بالطوفان.

السؤال الآن:
بعدما أمطرت السماء لمدة 40 يوماً متتالية، و كذا إنفجرت ينابيع الغمر العظيم. أين ذهبت كل هذه المياه؟! فلو إنها تبخرت فى السماء مرة أخرى لعادت تلك السحابة العملاقة إلى مكانها و لصرنا مهددين بحدوث طوفان آخر.

قد يجيب علينا التساؤل الذى طرحناه سابقاً سؤالاً آخر.

ألم تسألوا أنفسكم لماذا كوكب الأرض غير كامل الاستدارة و يبدو منبعجاً قليلاً من عند القطبين، بينما باقى الكواكب كلها كاملة الاستدارة؟

إن الكواكب عموماً مستديرة لأنه بعد الانفجار العظيم "Big Bang" و الذى إنفجرت فيه كتلة السديم، و تكونت من شظايا الانفجار النجوم و الكواكب و المجرات يوم خلقها الله، كان كل شئ فى حالة إنصهار. و كان فى قلب كل كوكب قلب مغناطيسى مجاله رهيب. و كان هذا المغناطيس يجذب باقى الأجزاء المنصهرة إلى الداخل، بينما و نتيجة دوران الكوكب حول نفسه فكانت هناك قوة طرد مركزية تدفع جسم الكوكب إلى الخارج. و نتيجة تعادل قوة الجذب مع قوة الطرد المركزية أخذت الكواكب شكلها المستدير، و حينما برد سطحها صارت بالشكل الذى هى عليه الآن. من المؤكد أن كوكب الأرض كان هو الآخر كامل الاستدارة و ليس به ما يجعله منبعجاً. فمن أين أتى هذا الانبعاج؟

سنجيب هذا التساؤل بعد أن أقول لكم تجربة علمية بسيطة.

لو أحضرنا إنائين: أحدهما من الحديد الصلب، و الآخر من مادة مرنة مثل البلاستيك. و كانت سعة كل إناء منهم 1 متر مكعب. ثم قمنا بملء كل إناء بمتر مكعب من المياه. من المتوقع طبعاً أن يصل الماء إلى حافة الاناء. و لكن التجربة أثبتت علمياً أن الماء سيصل لحافة الاناء المصنوع من الحديد الصلب، و لكنه سيكون فى متسوى أقل فى الاناء المصنوع من مادة مرنة.
ذلك لأن وزن الماء يشكل ضغطاً على قاع الاناء، مما يتسبب فى إنبعاج الاناء قليلاً و يسمح بكمية من المياة أكثر بأسفل عن الاناء الصلب. فيقل منسوب المياه، بالرغم من أن حجم الماء واحد فى الاناءين. و لكن فى حقيقة الأمر أن الاناءين كانا بنفس الشكل عند بدء التجربة، و لكن الاناء المرن تشكل بفعل ضغط الماء أثناء التجربة. فصارا لهما نفس الحجم، و لكن ليس نفس الشكل. و هذه التجربة العملية هى أساس هندسة بناء السدود فيكون السد من أسفل سميكاً جداً عن قمته لأن ضغط المياه بأسفل يساوى وزن الماء مضافاً إليه الضغط الجوى، أما بأعلى فيكون ضغط الماء يساوى فقط الضغط الجوى. و فى هذه الصورة نرى كيف يتم بناء السد.



و هذا هو ما حدث مع كوكب الأرض. فكوكب الأرض ليس صلباً غير قابل للتشكيل، و لكنه فى حالة مرنة تسمح له بالتشكل، مع الاحتفاظ بكتلته و حجمه ثابتين. فلو كان كوكب الأرض فاقد المرونة لكان تشقق و تحطم تحت قوة الجاذبية الأرضية فى مركز الأرض. أما و إنه مرن فهو يخضع لقوة الطرد المركزية، و كذلك لقوة الجاذبية فى مركز الأرض، فيحتفظ بشكله الكروى. و لذلك فإن المياه التى كانت تغطى وجه الأرض قد تبخر بعضها، و لكن البعض الآخر قد تسرب إلى باطن الأرض فى الأعماق السحيقة، و تفلقت الأرض و إنفصلت القارات و تكونت المحيطات. بل أن ضغط المياه تسبب فى إنبعاج الكرة الأرضية، و إنخفاضها من مكان و إرتفاعها فى مكان آخر. و تخيل معى عزيزي القارئ إنك تضغط على قطعة من الاسفنج فى منتصفها، فستجدها إنخفضت من المنتصف و إرتفعت من عند الحواف. و هذا هو ما حدث تماماً إذ إنخفض قاع المحيطات فى ناحية، و إرتفعت القارات و الجبال عن مستوى سطح البحر. لذلك فمن المرجح أن الجبال لم تكن بهذا الارتفاع قبل الطوفان، و إنها كانت أقل إرتفاعاً مما يعنى أن معدل هطول المياه لم يكن بغزارة 15 سنتيمتر فى الدقيقة، بل أقل من ذلك.

إلى هنا أعاننى الرب
صلوا من أجلى.

و إليكم مفاجأة المقال.
صورة لما يعتقد العلماء أنه فلك نوح و لكنه متحجر بفعل الزمن
و يوجد على الصورة إحداثيات الفلك طولاً و عرضاً.


[/size]

أخى العزيز حازم...
موضوع كبير ، وخطير ، وجميل ، ومعلومات قيمة أستفدنا منها كثيرا ، وأضيف معك أن قصة الطوفان التى حدثت وتكلم عنها سفر التكوين ، والتى أدعى البعض أنها خرافة ، قد أكدتها الكشوف الأثرية التى وجدت فى بابل (العراق) باللغة البابلية المسمارية ، وبالمقارنة بين أثار بابل ورواية الكتاب المقدس تأكد أمانة ، وصدق ودقة ، الكتاب المقدس ..فيقول جون ستيوارت (1806 - 1873) ان كان هناك تشابه بين رواية الكتاب المقدس والمخطوطات الكلدانية القديمة والأثار البابلية الخاصة بقصة الطوفان ، فان المقارنة بينهم تثبت أن تاريخ المخطوطات الكلدانية والأثار البابلية أحدث من تاريخ الكتاب المقدس وأن رواية هذه المخطوطات قد شوهتها خرافات العصور القديمة التى لم تؤثر على صدق ودقة رواية الكتاب المقدس .
[size=10]

شكراً يا أستاذ سمير على الاضافة الجميلة اللى فعلاً أضفت على الموضوع جمال أكتر.
الكبير هيفضل طول عمره كبير


نشكر ربنا إنه كان سبب بركة لىّ و إستفادة لحضراتكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010