إلى كل نفس حزينة


إلى كل نفس حزينة
لا تحزنوا كالباقين الذين لا رجاء لهم " ( 1 تسالونيكى 4 : 13 )
لما رأى شعب كنيسة تسالونيكى ( اليونانية ) اخوتهم يرقدون فى الرب ، وقد سرت بينهم شائعة ، أن الرب سيأتى قريباً ليأخذهم جميعاً – وهم أحياء – إلى السماء ، فحزنوا جداً على فراقهم لهم مبكراً ( قبل المجئ الثانى ) !! .
فأوحى الروح القدس ، للقديس بولس الرسول لكى يكتب لهم قائلاً :

·      لا تحزنوا كالباقين ( غير المؤمنين ) الذين لا رجاء لهم ( فى أبدية سعيدة ) ، لأنه إن كنا نؤمن أن يسوع مات وقام ، فكذلك الراقدون ( فى الإيمان ) بيسوع ، سيُحضرهم الله أيضاً معه " ( 1 تس 4 : 13 – 14 ) .

+ وهنا يوضح لهم القديس بولس ، أن المؤمنين الراقدين لابد أن يُحضرهم الرب أيضاً معه ، فى مجيئه الثانى ( 1 تس 4 : 13 – 18 ) .

+ وهنا أحس الجميع بالعزاء ، لأنهم سوف يلتقون جميعاً فى السماء ، مع كل الأحباء ، من الأقرباء والأصدقاء ، وبالتالى لن يحزنوا بعد ، مثل اولئك الذين لا رجاء لهم فى الحياة الأبدية السعيدة .

+ وطالب الرسول بولس ، الشعب بأن يخبروا الحزانى على فراق الأهل والأبناء ، بأنهم أحياء فى السماء ( الفردوس ) وانهم يُصلون من أجلهم ، إلى أن يلحقوا بهم :

·      لذلك عزوا بعضكم بعضاً بهذا الكلام " ( 1 تس 4 : 18 ) .

+ وليس شئ يُعزى الحزين ، على فراق الإبن أو الشريك أو الوالدين ، سوى الإيمان بأنهم قد وصلوا إلى الفردوس ، انتظاراً للفرح الدائم ، بما لم تره عين ، وبما لم تسمع به أذن ، وبما لا يخطر على قلب بشر ، ما أعده الله ، للذين يحبونه ، ويحفظون وصاياه ( 1 كو 2 : 9 ) .

+ وهذا الكلام موجه – الأن – إلى كل إنسان حزين على فراق حبيب ، لأنه سوف يتعزى بروح الإيمان ، وبعمل الروح القدس فى النفس ، من فرح وسلام ( غل 5 : 22 ) ، ولا يحزن كالباقين ، من أهل العالم ، الذين لا رجاء لهم فى التمتع بالأبدية السعيدة ، مع الرب يسوع ، ومع ملائكته ، وقديسيه ، إلى الأبد ( راجع رؤيا 21 ) .

+ وما أشقى النفس ، التى يكون لها رجاء فى الماديات ، دون السماويات ، وفى الفانيات ، دون الباقيات ، لأنها ستفقد كلها .

والرجاء ، هو من ثمار الإيمان النامى فى النفس ، بوسائط النعمة والخلاص ، ومن ثمار الروح القدس ( غل 5 : 22 )، وهو يجلب الفرح والعزاء الدائم ( رو 12 : 12) ، ( 2 تس 2 : 11 ) . فابحث عن مصادره ، وعش به ، فلن يصيبك اليأس ( عدم الرجاء ) .

·      ولكن " إن كان لنا – فى هذه الحياة فقط – رجاء فى المسيح ، فإننا ( سنكون ) أشقى جميع الناس " ( 1 كو 15 : 19 ).

+ فهنيئاً وفرحاً ، لكل من له رجاء ، فى رب السماء ، وفى الخلاص من الخطية ، والتمتع بالحياة الأبدية ، فيعيش بلا دموع ، ولا أحزان ولا أوجاع ، مع الرب يسوع ( رؤ 21 : 4 ) .

فلنبدأ بدءاً حسناً



فلنبدأ بدءاً حسناً
تجددوا بروح ذهنكم " ( أفسس 4 : 23 )

فى بداية العام الجديد ، يجب أن يكون كل شئ جديداً : فكر جديد ، وذهن مُتجدد ، وقلب خالٍ من العادات القديمة ، الغير مفيدة ، أو تقاليد العالم الغير سليمة : " لأن كل ماليس من الإيمان ، فهو خطية " ( رو 14 : 23 ) .

+ فليس الاهتمام باللبس الجديد ، والتركيز على المظهر  وزينته ، بل الاهتمام بالجوهر ( الداخل ) ، كمبدأ إلهى هام ولازم فى كل أمور حياتنا ، كقوله :

·      الإنسان ينظر إلى العينين ، وأما الرب فينظر إلى القلب " ( 1 صم 16 : 7 ) .

+ وهو أمر واجب التدقيق فيه ، منعاً من حدوث مشاكل بلا حل ( خاصة فى موضوع الخطبة والزواج ) .
وعدم الإكتفاء بالمظهر ( الشكل الجذاب ) ، أو النواحى المادية الأخرى ، بدون دراسة العمق الروحى ، وعدم إلقاء المسئولية على الله ، بل على سوء الإختيارات ، وعدم بناء بيت على الصخر ، بل مبنى على الرمل ، سرعان مايسقط ( مت 7 : 26 – 27 ) ، كما يحدث كثيراً فى عالم اليوم .

+ وقال القديس يوحنا ذهبى الفم : " لا يستطيع أحد أن يضرك سوى نفسك " ( فكرك ، وقراراتك الغير مدروسة ، وبدون مشورة حكيمة وخبيرة ، أو من مصادر غير سليمة ) .

+ ويجب أن يكون فكر القلب جديداً " ( حز 18 : 31 ) ، أى متجدداً باستمرار ، بكل وسائط النعمة ، التى تنير القلب والذهن ، وتُجدد الفكر ، وعدم التحجر ، والإصرار على فكر ضار ، ليل نهار !! .

+ ومن الجدير بالذكر ، أن " التوبة " (Metonia)  تعنى حرفياً تغيير الإتجاه " ( من الشمال إلى اليمين ) أى بالسير عكس الاتجاه تماماً ، فى طريق الخير ، بدلاً من طريق الشر ، وقطع كل صلة بالأشرار وأفكارهم ( مت 18 : 8 ) وهى نصيحة الرب لنا اليوم مع البداية الجديدة :

·      تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم " ( رو 12 : 2 ) .

+ وعدم مزج القديم البالى ( أخطاء العام المنصرم ) ، بالجديد المناسب ( الذى نويت عليه ) ، كما أكد عليه الرب ، فلا يجوز ترقيع الملابس القديمة بقطع جديدة ، ولا الزقاق القديمة ( عبوات السوائل الجلدية ) بجلد جديد ، حتى لا ينسكب السائل منها ( مت 9 : 16 -17 ) . وهذا أمر منطقى .

+ وأن يتكلم المرء بلسان جديد " ( مر 16 : 17 ) غير اللسان القديم ، الذى كان يتحدث بما يُغضب الرب ، ويُصيّر المرء عثرة للناس .
فيكون له لساناً روحانياً متضعاً ليكسب قلب الكل " ويخرج من كنزه ( قلبه ) جُدداً " ( مت 13 : 52 ) ، أى يفيد بكل جديد .

+ وأن يكون الهدف الأساسى – فى العام الجديد – الاستعداد التام لمجئ الرب ، أو للرحيل لعالم المجد ( فلا أحد يضمن أيهما أقرب ) .

·      وأما منتظروا الرب ، فيجددون قوة ( روحية + بدنية ) ، يرفعون أجنحة كالنسور ( يتأملون فى عالم الملكوت ) ، يركضون ولا يتعبون ( السعى فى طريق الجهاد الروحى بلا كلل أو ملل ) ، يمشون ( فى الطريق المستقيم ) ، ولا يعيون( إش 40 : 31 ) .

+ إذن ، فلنبدأ بدءاً حسناً ، من أول العام ، بجدية وبحكمة عالية ، فالبداية السليمة نصف النجاح

أحدث الموضوعات

From Coptic Books

إجمالي مرات مشاهدة الصفحة من 10/2010